الاتفاق مع السعودية سيساعد في إنهاء حرب اليمن
البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة تشير إلى الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع السعودية حول استئناف العلاقات بين الجانبين، سيساعد على التوصل إلى تسوية سياسية للحرب في اليمن.
نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، اليوم الأحد، عن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، قولها إن التوصل إلى اتفاق مع السعودية على استئناف العلاقات الثنائية، سيسهم في التوصل إلى تسوية سياسية للحرب الدائرة في اليمن منذ سنوات.
وكانت إيران والسعودية قد أعلنتا يوم الجمعة الماضي، على إعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين بعد سبع سنوات من التوترات دفعت القوتين الإقليميتين إلى حافة الصراع وأججت التوترات في المنطقة.
وبعد فترة وجيزة من انفجار الصراع في اليمن عام 2014، تحول إلى حرب بالوكالة بين السعودية، التي قادت تحالفا عسكريا لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وإيران، التي قدمت الدعم لجماعة “أنصار الله” (الحوثيون).
ودأبت الحكومات الغربية وخبراء الأمم المتحدة على توجيه الاتهامات لإيران بتقديم أسلحة للحوثيين. واعترضت الجيوش الغربية العديد من السفن في البحر الأحمر في طريقها إلى اليمن حاملة على متنها أسلحة إيرانية، وهو ما نفته طهران.
وتمكنت الصين من تحقيق إنجاز دبلوماسي ضخم بتوقيع اتفاق بين طهران والرياض، يُعتقد على نطاق واسع أنه سيحد من احتمالية نشوب نزاع مسلح بين الخصمين الإقليميين، سواء بشكل مباشر أو في صراعات بالوكالة.
وقالت وكالة أنباء إرنا، نقلا عن بيان صادر عن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، إن الاتفاق مع السعودية سيسرع الجهود لتجديد اتفاق وقف إطلاق النار في الينت “وسيسهم في بدء حوار وطني وتشكيل حكومة وطنية شاملة في اليمن”.
وانتهى وقف إطلاق النار، الأطول في نزاع اليمن، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. لكن الجانبين توقفا عن القيام بإجراءات تصعيدية قد تؤدي إلى اشتعال القتال، حيث كانت المفاوضات جارية بين الحوثيين والسعودية لتجديد الاتفاق.
ورحب الحوثيون بالاتفاق بين الرياض وطهران، وانتقدوا في الوقت ذاته الولايات المتحدة وإسرائيل، أكبر خصوم إيران.
وقال المتحدث باسم الحوثيين وكبير المفاوضين، محمد عبد السلام، إن المنطقة بحاجة إلى عودة العلاقات الطبيعية بين دولها، والتي يمكن من خلالها استعادة الأمن المفقود “نتيجة التدخلات الخارجية وعلى رأسهم الصهاينة والأميركان”.
في المقابل، أصدرت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية بيانا معدا بعناية بشأن الاتفاق، أعربت فيه عن تفاؤل مشوب بالحذر.
وقالت إن “موقف الحكومة اليمنية يعتمد على الأفعال والممارسات وليس الأقوال والادعاءات”، مضيفة أنها ستمضي بحذر “حتى تتأكد من حدوث تغيير حقيقي في السلوك (الإيراني)”.
ووصف المعلق السياسي اليمني ورئيس نقابة الصحافيين السابق، عبد الباري طاهر، الاتفاق السعودي الإيراني بأنه “خطوة أولى إيجابية”.
وحث طهران والرياض على زيادة الضغط على حلفائهما في اليمن لإنهاء الصراع وخفض التوترات في أماكن أخرى بالمنطقة.
وقال: “يجب عليهما الضغط على حلفائهما للمشاركة بشكل إيجابي في جهود الأمم المتحدة لإعادة إطلاق المحادثات السياسية بين اليمنيين”.
وأضاف أن “اليمن بقعة ساخنة وحساسة في التنافس الإقليمي. وإذا ما تم حلها، فسيخفف التوترات في مناطق أخرى في المنطقة “.
تقول جماعات حقوقية إن حرب اليمن أطلقت العنان لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ودفعت ملايين الأشخاص إلى شفا المجاعة.
المصدر: عرب 48