سعيّد أضعف الضوابط والتوازنات الديمقراطية في تونس
وجهت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، انتقادات لاذعة للرئيس التونسي، سعيّد، واتهمته بأنه “أضعف الضوابط والتوازنات الديمقراطية في تونس”.
ليف وسعيّد (أرشيفية – Getty Images)
قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، باربرا ليف، اليوم الخميس، إن الرئيس التونسي، قيس سعيّد، أثار “قلقًا بالغًا” بشأن الاتجاه الذي تتحرك نحوه تونس باعتماد إجراءات “أضعفت الضوابط والتوازنات الديمقراطية”.
وأوضحت ليف، في تصريحات لوكالة “رويترز”، أنه بعد أعوام من الجهود لبناء نظام ديمقراطي، فإن “ما رأيناه في العام ونصف العام الماضيين هو أن الحكومة تأخذ تونس في اتجاه مختلف للغاية”.
وتعد هذه التصريحات أوضح انتقاد توجهه واشنطن لقيس سعيّد حتى الآن.
وأضافت ليف أنه “كانت هناك عدة إجراءات اتخذها الرئيس العام الماضي، والتي أضعفت بصراحة المبادئ الأساسية للضوابط والتوازنات”.
وسيطر الرئيس التونسي على جميع السلطات في 2021 في تونس، وحل البرلمان قبل إقرار دستور جديد يمنحه نفوذًا يكاد يكون تامًا، فيما اعتقلت الشرطة هذا العام مجموعة من قيادات من المعارضة التي تتهم الرئيس التونسي بالانقلاب.
ويعتبر قيس سعيّد أن ما قام به من إجراءات “قانوني وضروري لإنقاذ تونس”، موجها اتهامات لمعارضيه.
ولفتت ليف إلى أن أحدث تعليقات لسعيّد بأن أي قاض يقرر إطلاق سراح المشتبه بهم سيتعبر متواطئًا معهم هي “بالضبط نوع التعليقات الذي أثار قلقنا البالغ إزاء الاتجاه الذي تسير فيه تونس تحت قيادة هذا الرئيس”.
وأشارت إلى أن الكثير من التونسيين غير راضين عن الأعوام التي أعقبت ثورة 2011 التي جلبت الديمقراطية، لكنها قالت: “لتصحيح أوجه القصور هذه، لا تجرد المؤسسات من سلطاتها”.
وأضافت “لا أستطيع التفكير في مؤسسة أكثر أهمية من سلطة قضائية مستقلة”.
المهاجرون والهجرة غير الشرعية
وتعرض سعيّد لانتقادات بسبب تعليقات أدلى بها الشهر الماضي بأن هناك مؤامرة إجرامية لتغيير التركيبة السكانية في تونس من خلال الهجرة غير الشرعية، وأعلن عن حملة على المهاجرين غير القانونيين.
وقالت ليف: “كانت هذه هي التعليقات سببا في خلق مناخ رهيب من الخوف، لكن نتج عنها ما هو أكبر من ذلك، إذ تسببت في هجمات على هؤلاء الأشخاص الضعفاء وموجة عارمة من الخطاب العنصري”.
وردًا على سؤال حول الخطوات التي اتخذتها تونس للتأكيد على حقوق المهاجرين، بما في ذلك مد فترات التأشيرات وتذكير الشرطة بقوانين مكافحة العنصرية، قالت: “لا يزال ثمة عمل يتعين القيام به”.
ولم يتراجع سعيّد عن تعليقاته حول تأثير الهجرة غير النظامية على التركيبة السكانية لتونس.
تونس وصندوق النقد الدولي
وقالت ليف إن “الأصدقاء يتحدثون مع أصدقائهم بصدق. سنوجه الانتقادات حينما تكون الانتقادات مستحقة. هذا ليس تدخلًا”.
وأضافت أن مصير مساعي تونس للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي لدعم الإصلاحات والحيلولة دون حدوث انهيار اقتصادي “في يدي الحكومة”.
وأوضحت أن “هذه حزمة تفاوضوا (الحكومة التونسية) عليها، وتوصلوا إليها، ولسبب ما لم يوقعوا على الحزمة التي تفاوضوا عليها”.
وأردفت أن “المجتمع الدولي مستعد لدعم تونس حينما تتخذ قيادتها قرارات جوهرية حول وجهتها”، مضيفة أنه حتى تقرر الحكومة توقيع حزمة الإصلاح الخاصة بها سنظل “مكتوفي الأيدي”.
وقالت إن قرار تونس تنفيذ الإصلاحات التي اقترحتها على صندوق النقد الدولي “قرار سيادي. وإن قرروا ألا يفعلوا ذلك، فنحن حريصون على معرفة ما هي الخطة (ب) أو الخطة (ج)”.
جهود جديدة في ليبيا
وزارت ليف ليبيا هذا الأسبوع، وقالت إن الجهود السياسية الجديدة التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي “فرصة ممتازة” للمضي قدمًا نحو إجراء انتخابات هذا العام. وقالت إنها التقت زعماء ليبيين “لإبلاغهم توقعاتنا بشكل مباشر للغاية”.
وعلى الرغم من الشكوك بعد أعوام من المساعي الفاشلة لحمل قادة ليبيا على القبول بانتخابات، قالت ليف إن باتيلي “يرى بوضوح شديد” التحديات.
وأوضحت أنه على عكس الماضي، فإن موقف المجتمع الدولي بات أكثر انحيازًا لليبيا. وأضافت أنه على الرغم من عدم وجود ضغوط لـ”فرض عقوبات على المفسدين” في ليبيا، لكن “ربما يحدث ذلك في النهاية المطاف”.
وتابعت أن إجراء الانتخابات ووجود حكومة موحدة في ليبيا لها سيادة كاملة هما السبيل الأمثل لإخراج مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة، التي تعمل في ليبيا مع قوات اللواء خليفة حفتر في شرق البلاد.
وقالت ليف إن المجموعة تنتهك السيادة الليبية وتزعزع استقرار منطقة الساحل، مضيفة أنها تستغل ليبيا بشكل مبدئي “كطريق ممهد للوصول إلى وسط أفريقيا ونهب مواردها”.
المصدر: عرب 48