ماكرون يعلن 50 إجراء لترشيد المياه ويصر على
سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الحصول على دعم المواطنين لخطة لترشيد استهلاك المياه امس، وشدد على أن الاحتجاجات لن توقف ما وصفها بالإصلاحات في إشارة لقانون التقاعد الذي لا يحظى بشعبية.
وتشمل الخطة 50 إجراء منها إصلاح تسربات الأنابيب وتعديل طريقة استخدام المزارعين والقطاع النووي للمياه وزيادة تكلفة المياه على من يستهلكونها في احتياجات غير أساسية.
وقال ماكرون «في مواجهة التغييرات توجد قيود بالضرورة.. لابد أن نشرحها ونعلنها ليكون الجميع على دراية بمسؤولياتهم».
وهذا هو أول إعلان مهم عن السياسات يصدر عن الرئيس بعد التركيز على مدى أسابيع على مشروع قانون التقاعد الذي أثار احتجاجات حاشدة في أنحاء البلاد. ويتطلع ماكرون وحكومته إلى الانتقال إلى موضوعات أخرى من خلال طرح خطة ترشيد استهلاك المياه.
وقال ماكرون «توجد احتجاجات، لكنها لا تعني أن كل شيء يجب أن يتوقف».
لكن مجموعات من المحتجين الغاضبين على التعديل، الذي سيزيد سن التقاعد عامين إلى 64 عاما، استقبلوه في منطقة سافين لو لاك بجبال الألب حيث كان من المقرر أن يلقي خطابه.
وكتب على إحدى اللافتات «استقل يا ماكرون!» وعلى أخرى «خذ معاشك.. وليس معاشنا». وذكرت وسائل إعلام محلية أن اثنين من المتظاهرين اعتقلا.
والمياه قضية أخرى شائكة في فرنسا، إذ أدى أسوأ جفاف تشهده فرنسا في الصيف الماضي إلى زيادة حدة الجدل بشأن الموارد المائية في الدولة صاحبة أكبر إنتاج زراعي بالاتحاد الأوروبي.
وقال ماكرون للصحفيين قبل خطابه إن الاحتجاجات لن تردعه عن تبني السياسات الجديدة.
وأردف «لا شيء يبرر العنف في مجتمع ديموقراطي» وقال عن احتجاجات يوم السبت على بناء الخزان في بلدة في غرب فرنسا «آلاف الأشخاص كانوا هناك ببساطة لشن حرب وهذا غير مقبول».
وأضاف أن إجراءات أخرى مثل زيادة تكلفة المياه بعد تغطية الاحتياجات الأساسية تهدف إلى حث الأفراد والشركات على ترشيد الاستهلاك.
في الأثناء، بدأ مئات من صيادي السمك الفرنسيين الغاضبين من التشريعات وخصوصا الأوروبية، امس حملة غير مسبوقة تحت شعار «صناعة ميتة».
ويدين هؤلاء «تشريعات أوروبية غير ملائمة» ولاسيما الحظر المفروض على الصيد في قاع البحار في المناطق البحرية المحمية حتى 2030. كما ينتقدون قرار مجلس الدولة الفرنسي الذي فرض إغلاق بعض مناطق الصيد في المحيط الأطلسي خلال ستة أشهر من أجل الحفاظ على الدلافين.
ففي بريست على ساحل المحيط الأطلسي تجمع مئات من الصيادين في الميناء وأطلقوا قنابل استغاثة وأخرى دخانية من سفنهم. وجرت صدامات في منتصف النهار بحسب وكالة فرانس برس.
وأضرم متظاهرون النار بحاويات قمامة خصوصا أمام مقر المكتب الفرنسي للتنوع البيولوجي («شرطة البيئة») الذي أطلقوا باتجاهه مقذوفات.
وجرح متظاهر بمفرقعات أطلقها متظاهر آخر.
وقال جاك دودي الأمين العام للجنة صيادي الأسماك في منطقة بريتاني إن «جميع الموانئ والسفن متوقفة عن العمل»، بما في ذلك في بولوني سور مير حيث لم يبحر أي مركب منذ الأحد.