أوقات استجابة الدعاء في شهر رمضان 1444 من أجل تحقيق الأمنيات
شهر رمضان شهر الإجابة والاستجابة والإنابة، وهو شهر فضائله عظيمة وكراماته كثيرة ومناقبه وفيرة، والدعاء فيه مستجاب، والرجاء فيه لله الغفار التواب، يقبل دعوة كل من أناب، فتدبروا يا أولي الألباب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث “الدعاء هو العبادة “، ثم قرأ قوله تعالي ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” وفي ظل هذا الشهر الكريم نرفع أكفنا بصالح الدعوات راجين من الله تعالى الاستجابة وتحقيق الأمنيات، سيدتي التقت بالشيخ مرضي شرف الدين الإمام والخطيب بالأوقاف ليحدثنا عن أوقات استجابة الدعاء في رمضان من أجل تحقيق الأمنيات.
الدعاء عبادة عظيمة
يقول الشيخ مرضي لسيدتي: الدعاء عبادة عظيمة تقرب المسلم من الل عز وجل، وتحقق له ما يريد من شؤون دنيوية ودينية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئًا يعني أحب إليه من أن يسأل العافية”، فـالدعاء هو العبادة، و الدعاء فيه اللجوء والتضرع لله، والدعاء هوالتوفيق والنجاح والفلاح، والدعاء صلة الوصل بين العبد وربه، فيه خير الدنيا والآخرة، وفيه البركة والعافية، وفيه المدد والغوث والأمان، يقول عليه الصلاة والسلام” أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء “ويقول صلى الله عليه وسلم “أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم أي حري أن يستجاب لكم”
من آداب وشروط الدعاء
هناك العديد من أسباب استجابة الدعاء، فلكي يستجيب الله تعالى الدعاء لا بد أن نعلم أن هناك آداباً معينة لابد من الالتزام بها حتى يتحقق ذلك وهي: الإخلاص لله والضراعة والإنكسار بين يدي الله والافتقار بين يديه سبحانه وتعالى، وأن يكون حاضر القلب ويلح في الدعاء، والإكثار من الثناء عليه، وأن يبدأ الدعاء بحمد الله والصلاة على النبي (ص) فإن البداءة بالحمد لله والثناء عليه والصلاة على النبي (ص) من أسباب الاستجابة، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله، وأن يخفض صوته ولا يتكلف السجع، وأن يكون على وضوء ويستقبل القبلة، وعلى المرء أن يلح في الدعاء ويحسن الظن بالله، وقد قال رسول الله صلى الله غليه وسلم عن الله عز وجل: (ادعوني تضرعًا وخفية)
أوقات استجابة الدعاء في رمضان
يقول الشيخ مرضي الدعاء يستجاب للصائم طيلة اليوم في شهر رمضان، وعند إفطاره، فيستحب له الإكثار من الدعاء الصالح وطلب المغفرة من الله تعالى، فرمضان فرصة جميلة لأن يبتهل العبد إلى ربه ويتقرب إليه من أجل تحقيق كل ما يريده، فهو شهر استجابة الدعاء وفيه أوقات كثيرة يستحب فيها الدعاء إلى الله بكل ما يريده الإنسان ويجب على المسلم أن يستغل فرصة شهر رمضان ويتوجه إليه ويتوسل بقوة بأسمائه الحسنى، ويدعو بكل ما في قلبه، ويذكر الله كثيراً ويتضرع ويخشع في الدعاء، وينبغي للمسلم تحري هذه الأوقات والحرص على الدعوة الطيبة الجامعة :
• قبل غروب الشمس (آخر ساعة للنهار) وقت انشغال الكثير بإعداد وجبة الإفطار، فيجب استخدام هذه الساعة واغتنامها والدعاء بها للحصول على الأجر، وهي من أفضل الأوقات للدعاء ومن أوقات الاستجابة
• قبل الفجر حيث قال الله عز وجل “والمستغفرين بالأسحار” حيث تنزل في هذه الساعة رحمة من الله عز وجل فيستجيب للأدعية، وهي ساعات تنزل الرحمن للسماء وندائه للعالمين: “من يسألني فأعطيه، من يتوب لي فأتوب عليه من يستغفرني فأغفر له”.
• عن أبي أمامة رضي الله عنه: قيل أيُّ الدعاءِ أسمَعُ قال جَوف الليلِ الآخِرِ ودُبُر الصلواتِ المكتوباتِ، بمعنى أن أفضل الدعاء في جوف الليل، وهو الوقت الذي يكون فيه أقرب للموافقة والاستجابة هو وسط النصف الآخر من الليل وفي آخر الصلوات الفرائض
• عند الإفطار لما روى عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة»
بالنهاية يقول الشيخ مرضي لسيدتي: يجب أن يحرص المسلم على الدعاء في كل وقت خاصة بتلك الأوقات العظيمة، وألا يضيع هذه الغنائم، و يجتهد للالتزام بها، ويكون دائماً على يقين أن دعوة المؤمن لا ترد (إما أن يعجل الله له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها) ، جعلنا الله وإياكم ممن لهم نصيب في الدعاء المستجاب ورفع عنا وعنكم البلاء وعظم لنا الجزاء ربنا تقبل منا ياسميع الدعاء.