يسود الترقب الولايات المتحدة والعالم لردة فعل أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لدى توجهه للمثول أمام المحكمة الجنائية في نيويورك بعد غد، عقب توجيه اتهامات رسمية له في قضية شراء صمت ممثلة أثناء الحملة الانتخابية عام 2016، في حدث غير مسبوق لرئيس أميركي سابق.
ووسط مخاوف من تجدد مشهد العنف واقتحام أنصاره الكونغرس الأميركي عام 2021، عززت السلطات الأمن حول دار القضاء في نيويورك وطلبت شرطة المدينة من عناصرها الاستنفار لأي احتمال لحصول اضطرابات أو لسيناريو الفوضى غير العادية. وحذرت من أنها لن تتسامح مع أي عنف، خصوصا أن ترامب سبق ودعا الشهر الماضي أنصاره لتنظيم احتجاجات على مستوى البلاد.
ووضعت شرطة نيويورك التي تضم 36 ألف شرطي و19 ألف مدني في «حالة تأهب»، وأمرت كل عناصرها وضباطها بالانتشار بلباسهم الرسمي على الطرق العامة ولمدة أسبوع، بحسب مصادر في الشرطة تحدثت لتلفزيون «ان بي سي».
وقال ناطق باسم شرطة نيويورك عبر البريد الالكتروني إن «العناصر وضعت في حالة تأهب وان الجهاز يبقى مستعدا للاستجابة، إذا لزم الأمر، وسيضمن للجميع إمكانية ممارسة حقهم بطريقة سلمية»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الفرنسية.
وأضاف الناطق باسم شرطة هذه المدينة التي لها تاريخ من أعمال العنف، «لكن ليس هناك في الوقت الراهن تهديدات ذات مصداقية».
في مانهاتن، لم يتجاوز عدد المتظاهرين الموالين أو المناهضين للرئيس الاسبق العشرات. وتركز عدد من معارضيه أمام برج ترامب على الجادة الخامسة في نيويورك ورفعوا لافتة كتب عليها «اعتقلوا ترامب».
وذلك فيما كان شخص آخر يسير في محيط البرج حاملا لافتتين كتب عليهما «اسجنوه.. وارموا المفتاح». وذكر شخص ثالث أيضا أنه «لا أحد فوق القانون». ويعتزم الرئيس السابق «القتال» حتى النهاية من أجل إسقاط الملاحقات التي أطلقها ضده مدعي مانهاتن ألفين براغ، بحسب ما قال موكله جوزف تاكوبينا.
ويخطط مؤيدو ترامب وبينهم النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين التظاهر الثلاثاء أمام مقر المحكمة خلال مثوله. وتقول سوزان التي ترفض اعطاء اسمها الكامل، إنها «تخجل من القضاء في أميركا». وتضيف من أمام المحكمة أن ما فعله ترامب هو «جنحة بسيطة وليست جريمة. هذا أمر سخيف».
وكان مدعي عام مانهاتن ألفين براغ الذي يتبع مكتبه لقضاء ولاية نيويورك، وجّه الخميس التهمة رسميا إلى الرئيس السابق الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024، في قضية دفع مبلغ 130 ألف دولار لستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، لإسكاتها وعدم فضح إقامتها علاقة مع ترامب.
وقال تاكوبينا إن ترامب لن يتم تقييد يديه عندما يسلم نفسه للسلطات في نيويورك لمواجهة اتهامات جنائية، وذلك بموجب شروط اتفاق تم التوصل إليه بين فريق الدفاع والمدعين في مانهاتن. ومن المقرر أن تحصل السلطات من ترامب على بصمات أصابعه وصورته في محكمة بنيويورك ليصبح أول رئيس أميركي يواجه هذه الإجراءات. ودفع الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة ببراءته وندد بما وصفه «ملاحقة سياسية وتدخل في الانتخابات على أعلى مستوى في التاريخ».
من جهتها، قالت ستورمي دانيلز، الممثلة الإباحية التي سيحاكم ترامب جنائيا بسببها، في مقابلة مع صحيفة «تايمز» البريطانية، إنها «فخورة» برؤية الرئيس الأميركي السابق يواجه العدالة و«تأمل» في أن يتم استدعاؤها إلى المحكمة للإدلاء بشهادتها.
وأضافت «مهما كانت النتيجة فهي ستؤدي إلى العنف»، مشيرة إلى تهديدات بدأت تتلقاها منذ الإعلان عن توجيه لائحة اتهام جنائية إلى ترامب.
