محادثات بين السعودية والحوثي للدفع بعملية السلام
تأتي هذه الزيارة رفيعة المستوى في خضم مساع إقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي يفتح الباب أمام خروج السعودية من الحرب، ثم إسدال الستار على النزاع بين الحوثيين والحكومة والذي أودى بمئات آلاف الأشخاص.
السفير السعودي والمشاط (أ ب)
بحث وفدان من السعودية وسلطنة عمان، الأحد، مع قيادات بجماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، سبل إحلال السلام في اليمن.
وأظهرت صورة نشرتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين، الأحد، السفير السعودي وهو يصافح رئيس المجلس السياسي في صنعاء مهدي المشاط، وأخرى وهما يتوسطان الوفد السعودي ووفدا عمانيا يقود الوساطة بين الجانبين ومسؤولين حوثيين.
وقالت وكالة الأنباء “سبأ” بنسختها الحوثية، إن “رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة، مهدي محمد المشاط، استقبل في صنعاء الوفدين العماني والسعودي، بحضور رئيس فريق المفاوضات (الحوثي) محمد عبد السلام وقيادات أخرى”.
وخلال اللقاء “رحب المشاط بالوفدين العماني والسعودي، معبرا عن امتنان الشعب اليمني لجهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان الشقيقة، ودورها الإيجابي في تقريب وجهات النظر، وجهودها الرامية إلى تحقيق السلام المشرف الذي يتطلع إليه كافة أبناء الشعب اليمني”.
وأكد المشاط على “الموقف الثابت من السلام العادل والمشرف الذي ينشده أبناء الشعب اليمني ويحقق تطلعاتهم في الحرية والاستقلال”، بحسب المصدر ذاته.
من جانبه، شكر رئيس الوفد السعودي “الإخوة في سلطنة عمان الشقيقة على دورهم الهام وجهودهم الكبيرة في إطار إحلال السلام في اليمن، وحرصهم على دعم السلام والاستقرار في اليمن”، وفق الوكالة، دون تفاصيل أكثر حول المباحثات.
سبق أن زارت وفود سعودية العاصمة صنعاء لإجراء محادثات حول عمليات تبادل للأسرى مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
لكن هذه الزيارة رفيعة المستوى تأتي في خضم مساع إقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي يفتح الباب أمام خروج السعودية من الحرب، ثم إسدال الستار على النزاع بين الحوثيين والحكومة والذي أودى بمئات آلاف الأشخاص.
وتستمد هذه الجهود زخمها من اتفاق السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة منذ 2015، وإيران التي تدعم الحوثيين، بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية الشهر الماضي بعد سبع سنوات من القطيعة.
وبحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخرا على تصور سعودي بشأن حل الأزمة اليمنية بعد مباحثات سعودية حوثية برعاية عمانية استمرت لشهرين في مسقط.
ويقوم التصور السعودي وفقا للمصادر على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف.
وتتضمن المرحلة الأولى خطوات إجراءات بناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.
وحتى الساعة 19:30 (بتوقيت غرينتش) لم يصدر تعليق فوري من قبل مسقط أو الرياض حول هذه المباحثات.
وأفادت مصادر ملاحية في مطار صنعاء، السبت، بوصول وفدين سعودي وعماني إلى صنعاء.
كما أعلن وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، مساء السبت، عن وجود “مباحثات مباشرة بين السعودية والحوثيين لإحياء الهدنة”.
وتتصاعد مساعٍ إقليمية ودولية لتجديد هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وتتبادل الحكومة الشرعية والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.
وقال مسؤول حكومي يمني رفيع المستوى، مفضلا عدم نشر اسمه، الجمعة، إن “الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين اتفقتا على تمديد الهدنة من ستة أشهر إلى سنة (..) وإعلان الاتفاق رسميا خلال يومين”.
ويعاني اليمن، منذ نحو تسع سنوات، من حرب مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات منذ 2014.
المصدر: عرب 48