الوضع الإنساني يتفاقم في الخرطوم.. أزمة مياه.. نفاد إمدادات طبية
وسط استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثالث، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في الخرطوم، وفيما سقط نحو 100 قتيل وألف جريح تتصاعد التحذيرات من الضغط على المستشفيات بالتزامن مع أزمة مياه. وأفادت نقابة أطباء السودان، اليوم (الإثنين)، بمقتل ما لا يقل عن 97 شخصا وإصابة أكثر من 940 آخرين منذ اندلاع الاشتباكات (السبت) الماضي.
وقال مصدر مسؤول في هيئة مياه الخرطوم بحري إن محطة المياه الرئيسية في المدينة تعرضت لأضرار بالغة جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما تسبب في أزمة مياه خانقة طالت أغلب أحياء الخرطوم بحري.
وأفاد شهود عيان بأن أحياء الخرطوم بحري تعاني من شح في إمداد المياه، وسط مناشدات أطلقها مواطنون للدفاع المدني لتوفير المياه عبر آلياته المتحركة.
فيما كشف مسؤول في شركة الكهرباء السودانية بانقطاع التيار الكهربائي في أجزاء واسعة من الخرطوم وعدد من المدن، مع خروج 3 محطات تحويلية مهمة عن الخدمة تماما، وعمل 4 محطات بنصف طاقتها فقط. واتهم قوة عسكرية لم يسمّها بأنها تحتل محطة جبل أولياء التحويلية وتستخدمها لأغراض عسكرية بعد طرد العاملين فيها.
في غضون ذلك، حذرت منظمة الصحة العالمية من نفاد إمدادات طبية وزعتها على المرافق الصحية قبل التصعيد بين الطرفين. وأوضحت أن حركة الأطباء والممرضين وسيارات الإسعاف في الخرطوم مقيدة بسبب انعدام الأمن. وحثت طرفي القتال على احترام حيادية الرعاية الصحية وضمان الانتقال غير المقيد إلى المرافق الصحية لمن أصيبوا جراء الاشتباكات.
ودعت نقابة أطباء السودان جميع الكوادر الطبية للمؤازرة، نظرا لوجود أعداد كبيرة من المصابين والحالات الحرجة التي تحتاج تدخلا جراحيا عاجلا. وأطلقت النقابة نداء عاجلا للمنظمات الإنسانية والهيئات الصحية، الدولية والإقليمية، لتقديم العون وتوفير الإمداد الطبي لجميع المستشفيات والمرافق الصحية بالخرطوم، ومناطق الاشتباكات بالولايات المختلفة.
وطالبت النقابة بضرورة الضغط لإلزام طرفي الصراع بوقف الاقتتال، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين وسيارات الإسعاف والكوادر الطبية.
وأعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (الأحد)، الاتفاق على فتح مسارات مؤقتة آمنة للحالات الإنسانية. ووفقا لبيان للجيش، فقد تمت الموافقة على مقترح أممي بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، اعتبارا من الرابعة من عصر أمس، ولساعات معدودة، مع الاحتفاظ بحق الرد على قوات الدعم السريع.
ومن جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على هذا المقترح، مشيرة في الوقت نفسه إلى حقها في الرد.