الممثلة نتاشا شوفاني: أهدي «سفر برلك» إلى روح المخرج حاتم علي
لفتت الممثلة اللبنانية نتاشا شوفاني الأنظار مؤخراً بوجهها الساحر، وأناقتها اللافتة، وأدائها التمثيلي المميز الذي تألقت من خلاله في مسلسل «دكة العبيد»، الذي حقق موسمه الأول نجاحاً باهراً، وتنتظر عرض جزئه الثاني بفارغ الصبر، إلى جانب مشاركتها المميزة في مسلسل «سفر برلك» خلال موسم دراما رمضان الحالي، الذي أهدته إلى روح المخرج الراحل حاتم علي، وقدمت خلاله دور «هنا»، تلك الشخصية القوية والذكية التي أحبتها وأخلصت لها كثيراً، فكان لنا معها هذا الحوار.
حوار | معتز الشافعي Moetaz Elshafey
تصوير | كفاح بلاني Kifah Ballani
تنسيق أزياء | جوني متى Jony Matta
مكياج | كوليت إسكندر Colette Iskandar
تصفيف شعر | ميشال زيتون Michel Zeytoun
ما العوامل التي دفعتك لقبول دور توجان في «دكة العبيد»؟
إنّ ما دفعني لهذا الدور شخصية توجان بحد ذاتها، وتطّوّر شخصيّتها؛ حيث تبدأ توجان بشخصية بريئة تثق بالناس بسهولة، وتعاني من صدمات عدة، إلى أن يتم خطف أختها الصغرى في الحلقة الأخيرة من الموسم الأول.
شخصية توجان
إلى أي مدى تتشابهين مع شخصية توجان؟ وما الذي يمكن أن نتوقّعه في تطوّر شخصية توجان في الموسم الثاني؟
أنا واقعيّة. أحاول أن أكون إيجابية، ولكني أيضاً لا أتجاهل السلبيات؛ لأن السلبية يمكن أن تكون أيضاً قوة وطريقة لحماية نفسك. وإذا لم يوازن المرء بين الاثنين بحكمة، سيعاني. لم يكن لدي طريق توجان في الحياة، ولكن مثل أيّ طفل بريء كبرت إلى واقع عالم مخالف، أمّا الآن فتغيّرت. أنا أشبه توجان بحديثها القليل والانطباع الذي تتركه بأنها حسّاسة، ولكن فيها قوّة وصرامة أكثر مما تعرفه وأكثر مما يعتقده الناس عنها. أحب كيف ستُظهر ذلك في الموسم الثاني؛ حيث تتطوّر شخصيّتها هي ولاريسا إلى أشخاص مختلفين. أجد الكثير من الأشياء المشتركة معها في كيفية تعاملها مع المآسي؛ حيث أدركت أنها لا تملك رفاهية العيش في اكتئاب، وعليها أن تواجه المشاكل بشكل مباشر من دون أن تفقد قلبها في هذه العملية. تجد لاريسا وتوجان قوّة داخل نفسيهما لم تعرفا أنهما تمتلكهما.
كيف حضّرت للدور؟
حضّرت للدور من خلال بعض القراءات عن حياة فتاة قرويّة تعيش في جبال القوقاز في أوائل القرن العشرين، وذلك لأنني أريد من توجان أن تحصل على البراءة اللازمة للشخصية، وأن أظهر افتقارها إلى المعلومات عن هذا العالم، وأن تكون شخصيتها ساذجة تثق بالناس بسهولة؛ ذلك بسبب عيشها في الغابة، وثقتها بالطبيعة، والأمان الذي تشعر به في وطنها. ولكن، تم دفعها إلى عالم مختلف تماماً لم تتوقّعه في أسوأ كوابيسها حتى. كما أنّها تثق بوالديها بشكل مطلق إلى أن بدأت تلاحظ واقع الأشياء كما هي. لذلك، كان هذا الشي مهمّ جداً لأركّز عليه.
تابعي المزيد: العنود سعود عن مسلسل “دكة العبيد”: خمس قصص مؤثرة لشخصيات مختلفة
التمثيل باللغة الإنجليزية
أديتِ دوركِ كاملاً باللغة الإنجليزية؟ إلى أي مدى كان هذا الأمر صعباً عليكِ؟
إنّ التكلّم باللغة الإنجليزية أمر طبيعيّ بالنسبة إليّ، ولم تكن المرّة الأولى التي أمثّل فيها باللغة الإنجليزية؛ لأنّه على الخط القوقازيّ أتى عدد كبير من الممثلين من بلاد عديدة مختلفة، لذلك كان علينا أن نوحّد اللهجة باللغة الإنجليزية، وهذا كان التحدّي الذي واجهناه، وأكثر ما عملنا عليه في المشروع.
إنّ أكثر ما أقدّره في عمل «دكة العبيد» أنّه يقدّم احتمالات غير مريحة للطبيعة البشرية
ترابط وانسجام
أغلب مشاهدك في العمل كانت مع الممثلتين نفسهما، كيف استعددت لهذا الأمر؟ وكيف انسجمتنّ بهذا الشكل الرائع، وكم من الوقت استغرقتنّ لتصلن إلى هذا الانسجام؟
كان من المهم جداً بالنسبة إليّ أن أوطّد العلاقة مع الممثلات الأخريات. لم نكن نعرف بعضنا جيداً إلّا أننا شعرنا بارتياح لبعضنا منذ البداية، فالترابط والانسجام الذي ترونه على الشاشة طبيعيّ، ولم نكن بحاجة إلى ادّعائه. لقد وطّدنا علاقتنا خلال فترة عملنا في ظروف صعبة؛ بسبب الليالي الطويلة التي قضيناها في التصوير والمواقع البعيدة. وهذه الظروف خلقت لنا تجربة لن ننساها.
كيف كان العمل مع ممثلين عالميين من بلدان مختلفة خلال العمل؟
كان من الرائع أن أكون جزءاً من هذا الفريق. كنت فخورة جداً بأنّ MBC أتاحت للممثلين العالميين من الشرق إلى الغرب الاجتماع في الوسط، وأن يصلوا إلى مكاننا في هذا العالم وأن يأخذوا أدواراً في برامجنا. ولا تنسوا أن هذا أكبر مشروع نفّذته MBC حتى الآن؛ إذ انضمّ 220 ممثّلاً و17,000 ممثّل إضافي من 10 جنسيّات مختلفة على الأقل وأكثر من 104 مواقع مختلفة. كما أنّ موضوع المشروع عالمي وجعل الجميع يشعر بشغف تجاه العمل، فتشاركنا جميعاً المشاعر ذاتها تجاه قسوة العبودية. كان من المثير للاهتمام بالنسبة إليهم أن يصوّروا في لبنان ومصر والإمارات العربية المتحدة. قدّر جميعهم هذه التجربة ووطّدنا علاقتنا من خلالها.
على ترغب بالتعرف إلى الاعمال التي تابعها الفنانون خلال شهر رمضان ..تابع معنا فنانات وفنانون لـ”سيدتي نت”: هذه الأعمال تابعناها في رمضان
مشاهد صعبة
ما أصعب مشهد قمت بتأديته في هذا المشروع؟
كل مشهد من كلّ قصّة كان مشهداً صعباً. أحيّي طاقم العمل لمثابرتهم على العمل في هذه الظروف القاسية. أدّيت بعض المشاهد العاطفية الصّعبة في الموسم الأوّل من المسلسل وفي الموسم الثاني القادم، ولكن هذه المشاهد كانت أيضاً شاقّة جسدياً؛ إذ إننا تنقّلنا من أماكن متجمّدة ورطبة إلى أماكن حارّة طوال المشروع. استمتعت بتطوّر شخصيّاتنا وبما أصوّره في الوقت الحالي. كان هذا المشروع تحدّياً أسعى إليه بصفتي ممثلة وأنا فخورة أن أكون جزءاً منه.
ما أفكارك حول شخص وصل إلى مرحلة قرّر فيها أن يبيع بناته كما نرى خلال أحداث العمل؟
لأنني كبرت في حضن عائلة محبّة تتعامل بمبادئ معيّنة، كان من الصعب أن أتقبّل كيف يمكن لأب أن يفعل ذلك ببناته بدلاً من حمايتهنّ. ولكنّي أعلم أنّ هذا هو الواقع؛ لأنّ الحقيقة المُرّة تقول إنّ العبودية ما زالت موجودة حتى يومنا هذا، وهناك آباء لا يزالون يبيعون أطفالهم من أجل حاجاتهم الماديّة الأساسيّة. إنّ أكثر ما أقدّره في هذا المسلسل أنّه يقدّم احتمالات غير مريحة للطبيعة البشرية. بماذا يمكن أن تضحّي من أجل إيمانك؟ ما أولويّاتك بوصفك إنساناً؟ إذا تم دفعك إلى ظروف قاسية، ماذا ستفعل؟ من المثير للاهتمام أن نرى كيف ستلعب الشخصيات أدوارها في الموسم الثاني وأيّ طريق ستختار أن تسلك؛ لأنّه حدث غير متوقع أبداً. يقولون إنّ الحرية أهم شيء في حياة الإنسان، ولكن هذه ليست الحقيقة. الأمان أهم من الحريّة، وعندما نجد الأمان، يتحرّر العقل من قلق البقاء على قيد الحياة ومن ثمّ ينتقل إلى فكرة الحريّة. تنتمي مُثُل الحرية إلى أولئك الذين يمتلكون كل شيء، وإلى من لا يملكون شيئاً، والجميع بين ذاك وذاك يبحث عن أمل إيجاد الأمان.
يقال بأن الحرية أهم شيء في حياة الإنسان، ولكن الحقيقة أن الأمان أهم من الحريّة
مشروع رائد
حدثينا عن تجربتك مع مسلسل سفر برلك المعروض حالياً في رمضان؟
أنا سعيدة جداً بأنّ مسلسل «سفر برلك» يُعرض في شهر رمضان. فهو مشروع رائد يعكس فترة زمنيّة مهمّة من التاريخ، وصراحةً أنا فخورة وسعيدة جداً لأنني كنت في اثنين من أعظم المشاريع التاريخية لـ MBC خلال السنوات القليلة الماضية، وسيبقى مشروع «سفر برلك» برأيي بمنزلة شهادة إبداع للمخرج حاتم علي (رحمه اللّه) الذي وافته المنيّة قبل عشرة أيام من بدء التصوير، لذلك أريد أن أهدي هذا العمل إلى روحه.
لفتت شخصية «هنا» التي تؤديها في «سفر برلك» أنظار المتابعين، كيف تصفين تلك الشخصية؟
«هنا» هي ابنة «بيك» من «البكوات»، وعلى الرغم من أنها نشأت في حياة مريحة، فإنها ليست مدلّلة. فهي شخصيّة لطيفة وتريد أن تفعل الصواب دائماً.استمتعت بقراءة دور «هنا»؛ لأنّها من نوع الشخصيات التي أقدّرها وأحبها كثيراً، فهي متعلّمة، تقضي معظم وقتها في المكتبة، وهي شخصيّة قويّة وذكيّة، وتضع كلّ حدث يدور حولها موضع تساؤل، حتّى نوايا والدها.
ماذا يمكنك أن تخبرينا عن أعمالك المقبلة؟
بصراحة، يستهلك الموسم الثاني من «دكة العبيد» كل وقتي في الوقت الحالي. المشاهد معقدة للغاية؛ حيث لا يمكننا تصوير أكثر من مشهد واحد أو مشهدين في اليوم الواحد. كذلك لديّ مشاريع مستقبلية في انتظار الإعلان عنها، وسأحرص على إخباركم بها أوّلاً عندما يحين الوقت!
سيعجبك متابعة أيمن مطهر: لهذا السبب توقعت نجاح مسلسل “سفر برلك”