انفجار الصاروخ الأكبر في العالم عقب انطلاق أولى رحلاته المدارية التجريبية
انفجر صاروخ “ستارشيب” العملاق التابع لـ”سبايس اكس” والمُخصّص للرحلات إلى القمر والمريخ، بعيد انطلاقه من تكساس، مساء الخميس، في أولى رحلاته المدارية التجريبية، على ما أظهر بثّ مباشر للشركة.
انفجر صاروخ “ستارشيب” الذي طورته شركة “سبايس إكس” لرحلات الفضاء في الولايات المتحدة، وذلك بعد تعذر انفصاله بالمرحلة الأولى.
وكانت هذه هي المحاولة الثانية لشركة “سبايس إكس” لإطلاق صاروخها “ستارشيب” الأكبر والأقوى في العالم والمُخصص للرحلات إلى القمر والمريخ.
والإثنين الماضي، أرجأت الشركة الأميركية محاولة أولى لأول رحلة مدارية تجريبية للصاروخ، بسبب مشكلة فنية طرأت في الدقائق الأخيرة من الاستعدادات.
وأقلع الصاروخ الخميس، قرابة الساعة 08:28 بالتوقيت المحلي (16:28 توقيت القدس) من قاعدة “ستاربايس” للفضاء أقصى جنوب ولاية تكساس، بحسب وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية.
ولم يعرف على الفور سبب الانفجار وفشل الإطلاق وانفجار “ستارشيب” الذي يرمي إطلاقه بصورة أساسية إلى جمع أكبر قدر من البيانات للاستفادة منها في النماذج التالية.
ومن المقرر أن يلعب الصاروخ دورًا رئيسيًا في برنامج “أرتميس” التابع لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، الذي يتضمن إرسال البشر إلى القمر في العام 2025.
وطول “ستارشيب” 120 مترًا وهو أطول من صاروخ “ناسا” العملاق الجديد “إس إل إس” (98 مترًا) الذي أُطلق بمهمة أولى في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ومن صاروخ “ساتورن 5” (111 مترًا) الخاص بمهمات “أبولو”.
كذلك، يُفترض أن يتمتع “ستارشيب” بقوة إقلاع أقوى بمرتين من “اس ال اس” و”ساتورن 5″، ما يجعله الصاروخ الأقوى في العالم.
ولا يشكّل هذا الانفجار فشلاً للشركة المملوكة للملياردير إيلون ماسك، كون الصاروخ انطلق بنجاح من منصّة إطلاقه، ما يمثّل أصلاً نجاحًا كبيرًا لـ”سبايس اكس”.
وهنّأ ماسك فرق العمل في شركته بعد إقلاع الصاروخ، واعدًا بإجراء اختبار جديد “في غضون بضعة أشهر”.
وغرّد في صفحته عبر تويتر “تهانينا لفرق ‘سبايس اكس‘ على هذه التجربة الأولى المذهلة!”، مضيفًا “تعلّمنا الكثير للاختبار المقبل الذي سنجريه في غضون بضعة أشهر”.
ولم تُجرَ قبلاً أي رحلة تجريبية للصاروخ الأسود والفضي بطبقتيه، ومنهما الأولى التي تحمل اسم “سوبر هيفي” والمجهزة بـ33 محركًا على الأقل.
واقتصرت الرحلات التي أجريت سابقًا على المركبة “ستارشيب”، وهي الطبقة الثانية من الصاروخ، إذ نُفذت رحلات تجريبية دون مدارية (حتى علو حوالي عشرة كيلومترات).
وكانت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” قد اختارت هذه المركبة لنقل رواد الفضاء التابعين لها إلى القمر خلال مهمة “أرتيميس 3” التي من المقرر إطلاقها رسمياً سنة 2025.
وكان من المقرر في محاولة الإقلاع الخميس أن تنفصل طبقة “سوبر هيفي” بعد نحو ثلاث دقائق من إقلاع الصاروخ وتسقط في مياه خليج المكسيك. إلا أنّ هذه المرحلة لم تتمّ بل استمر الصاروخ في الدوران قبل أن ينفجر.
ولو نجحت عملية انفصال هذه الطبقة عن الصاروخ لكانت مركبة “ستارشيب” شغلت محركاتها الستة وواصلت التحليق بمفردها على علو قد يتخطى 150 كيلومترًا. وكانت لستسقط في المحيط الهادئ بعد إجرائها أقل من دورة كاملة بقليل حول الأرض.
إلا أنّ اجتياز كل هذه المراحل بنجاح في أول رحلة تجريبية كان ليكون إنجازًا للشركة.
ويُفترض أن يكون “ستارشيب” قادرًا على نقل ما يصل إلى 150 طنًا إلى المدار. وللمقارنة، لا يستطيع صاروخ “فالكون 9” أن يحمل سوى ما يزيد قليلاً عن 22 طنًا في مدار أرضي منخفض.
وما يميّز “ستارشيب” هو إمكانية إعادة استخدامه كاملاً، في غضون “عامين أو ثلاثة أعوام”، على حدّ قول ماسك.
ولم يكن مقرّرًا أن تُستعاد طبقتا الصاروخ بعد الرحلة التجريبية الأولى. لكن مستقبلاً، من المفترض أن تعود طبقة “سوبر هيفي” إلى منصّة الإطلاق مزودةً بذراعين لشلّ حركتها.
أمّا مركبة “ستارشيب” فكان يُفترض أن تعود إلى الأرض بواسطة صاروخ كابح. وسبق لـ”ستارشيب” أن خضعت لاختبارات عامي 2020 و2021 انتهت بانفجارات، قبل أن تنجح أخيرًا في أن تحطّ بسلام.
وكانت نائبة رئيس “سبايس إكس”، غوين شوتويل، قد قالت في شباط/ فبراير الماضي، “لقد صمّمنا ستارشيب لتكون شبيهة قدر الإمكان بالعمليات التي تجريها شركات الطيران”.
ويهدف إيلون ماسك من خلال إستراتيجية إنتاج صاروخ قابل لإعادة الاستخدام بأكمله، إلى توفير سعر منخفض. وقال إنّ كلّ رحلة للمركبة قد تكلّف فقط “بضعة ملايين” من الدولارات.
ويرى ماسك أنّ البشر قد يحتاجون إلى مئات من صواريخ “ستارشيب” كي يصلوا إلى الكواكب الأخرى. أمّا هدفه النهائي فهو إنشاء مستعمرة مستقلّة على المريخ.
المصدر: عرب 48