احتفالات عيد الفطر في البلدان العربية
تتعدد أجواء الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وتتنوع عادات وطقوس المسلمين في أغلب الدول العربية، فصلة الرحم هي الهدف الأساسي في الأعياد، ولكن لكل دولة طريقتها الخاصة بالاحتفال، حسب العادات الاجتماعية لكل بلد، يقول الدكتور أحمد مرسي، أستاذ الأدب الشعبي والفولكلور: “تحرص الأسر بمختلف أنحاء الدول العربية على زيارة الأقارب والأصدقاء والتنزه بالأماكن المختلفة في أول أيام عيد الفطر، مع تناول مخبوزات العيد من كعك وبسكويت وغريبة، وغيرها من أنواع المخبوزات المختلفة، ولكن توجد بعض العادات المتوارثة للاحتفال بعيد الفطر، والتي تختلف من دولة لأخرى”.
مظاهر احتفالات العيد
العيد في السعودية:
الاحتفال في السعودية بعيد الفطر يبدأ قبل العيد بأيام، وتبدأ الأسرة في شراء الطعام والملابس، وتعد النساء الحلوى الخاصة بالعيد، مثل بسكويت المعمول بالتمر. وتبدأ مظاهر استقبال المناسبة الغالية بصلاة العيد؛ أول مناسبة تلتقي فيها الأسر والأصدقاء، ويحرص الجميع على ارتداء الجديد من الثياب، كما يحمل الأطفال سلال الحلوى لتوزيعها على المصلين. وبعد الانتهاء من صلاة العيد، يذهب الناس لمنازلهم؛ استعداداً لاستقبال الزيارات العائلية والأهل والأصدقاء، وهناك عادة لدى الكثير من الأسر في السعودية، والتي تتمثل في عقد اجتماعات خاصة في الاستراحات التي تقع في المدينة، حيث يستأجر البعض استراحة يتجمع فيها أعضاء الأسرة، وتغلب عليها الأجواء الاحتفالية. في بعض المناطق يجتمع المواطنون في الأحياء التي يقطنون بها، حيث الطابع الأكثر تعبيراً عن الاحتفاء؛ من خلال زيارات منزلية جماعية، وتجمعات احتفائية في ساحات عامة، وإقامة الرقصات الشعبية، خصوصاً في المساء.
العيد في الكويت
الاحتفال بعيد الفطر هناك يمتد إلى سبعة أيام كاملة، حيث تتجمع الأسرة لإقامة صلاة العيد، وبعد ذلك يذهب الرجال إلى المقهى ويتبادلون التهنئة، ثم يتوجهون مع أسرهم إلى البيت الكبير؛ ليجتمع أفراد الأسرة الواحدة، ويتناول أفراد الأسرة الحلوى الكويتية الخاصة بالعيد، وهي: شعر البنات، والهريس.
العيد في الإمارات
ويبدأ العيد في الإمارات بالخروج إلى مصليات العيد مبكراً؛ لأداء صلاة العيد، ثم تبادل التهاني فيما بينهم، قبل أن يجتمع أفراد كل منطقة في مجلس عام، أو في منزل إحدى الشخصيات البارزة؛ لتبادل التهاني وتناول وجبات العيد الشعبية المتعارف عليها؛ كالهريس والخبيص واللقيمات والعرسية والبلاليط، وتكثر في أيام العيد أفعال الخير والاهتمام بالفقراء والمساكين. وتجهز النساء أطيب الأطعمة الخليجية والحلوى والمشروبات، وأنواعاً مختلفة من التمور، وتنقش النساء أيديهن بالحناء الحمراء ليلة العيد.
العيد في البحرين
تحرص الأسر في البحرين على تحضير صحن يسمى بـ”القدوع”؛ والذي يضم أنواعاً كثيرة من الفواكه والحلوى، ويقدم للضيوف، وتجتمع أفراد العائلة مع أقاربهم لتناول وجبة الغداء في البيت الكبير في أول يوم العيد.
العيد في سلطنة عمان
تطلق عشرات طلقات الذخيرة من البنادق، معلنة رؤية هلال العيد، وتتناول الأسرة وجبة الإفطار في صباح يوم العيد، والمعروفة باسم “العرسية”، والتي أعدت في المساء، وتعتبر الوجبة المفضلة لدى العمانيين، ثم يذهبون لتأدية صلاة العيد، وبعد الانتهاء من الصلاة، يخرج الناس وهم يرددون الأهازيج والرقصات الشعبية، ويجتمعون في وسط الحارة في مكان فسيح تظلله الأشجار؛ ليواصلوا غناءهم حتى وقت الظهر، وبعد ذلك يزورون أقاربهم وأصدقاءهم.
العيد في تونس
اشتهر التونسيون بتحضير الأسماك المملحة في العيد، وكثير من الشباب يختارون العيد موعداً للاحتفال بالخطبة أو الزواج، وتسمى العيدية في تونس “مهبة”، والألعاب النارية “فوشيك”، يتميز التونسيون بعادة “حق الملح”، وهي عادة تونسية قديمة لا تزال موجودة، ولكن بمرور الوقت اندثرت في بعض الأماكن، وهي تقديم الزوج لزوجته هدية من الذهب بعد عودته من صلاة عيد الفطر، وذلك بعد تقديم الزوجة حلوى العيد والقهوة، فيهديها قطعة ذهب، ومن أبرز المظاهر التي يتميز بها الشارع التونسي في العيد «بوطبيلة»، الذي يبدأ رحلته مع فجر أول أيام العيد ليجوب الشوارع والأحياء، ويقرع الطبول إيذاناً بدخول عيد الفطر المبارك، ويهنئ الناس في المنازل والشوارع، وفي المقابل يمنحونه مقابلاً رمزياً على سبيل الهبة والإحسان.
العيد في مصر:
يبدأ بذهاب الأسر إلى الجوامع؛ لإقامة صلاة العيد ويرتدون الملابس الجديدة، ويهنئون بعضهم بحلول عيد الفطر، ثم يجتمع أفراد الأسرة لتناول وجبة الإفطار، ويوزع الكبار العيدية على الأطفال ويزورون أقاربهم ويتنزهون معاً في الحدائق والأماكن الترفيهية. ويعد “كعك العيد” من سمات الاحتفال بالعيد في مصر، إذ تتفنن النساء في إعداده في المنزل، ويلجأ بعضهن لشرائه جاهزاً، وتتميز الأحياء الشعبية بالتزيين وتعليق الشرائط الملونة والأضواء المبهجة، ويحرص الجميع على أداء صلاة العيد في المساجد العريقة، ويتبادل المسلمون التهنئة، ويحرص الأهل على تبادل الزيارات، وينطلق الأطفال بعد حصولهم على العيدية للتنزه وشراء الألعاب.
العيد في اليمن
اعتاد اليمنيون في القرى اليمنية نحر الذبائح وتوزيع لحومها على الفقراء والأهل والأصدقاء والاجتماع للحديث طيلة أيام العيد، وإقامة الرقصات الشعبية، بينما في المدن يكتفون بتبادل الزيارات العائلية بعد صلاة العيد. يبدأ الاحتفال بالعيد في اليمن منذ العشر الأواخر في شهر رمضان الكريم، فيجمع اليمنيون الحطب ويضعونه على هيئة أكوام عالية، ليحرقوها ليلة العيد، وجاء هذا الاحتفال تعبيراً عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر، وتحرص النساء على طهي الطعام اليمني وتقديمه للضيوف، ومن هذه الأكلات: السّباية وهي عبارة عن رقائق فطير مخلوطة بالدهن والعسل.
العيد في المغرب
يستعد الجميع لزيارة الأهل والأصدقاء بعد صلاة العيد، ولكن تُعدّ النساء قبل العيد أنواعاً خاصة من الفطائر والحلوى، مثل المسمن وكعب الغزال والمحنشة والكعك المنقوش، مع شراء الفواكه المجففة؛ لتقديمها للضيوف، خاصة لتوافد الزيارات في أول يوم للعيد، ويرتدي المغاربة الثياب التقليدية المغربية المميزة.
بعد أداء صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة، يبدأ المغاربة في تبادل عبارات التهنئة والتبريكات، مثل: “تعيد وتعاود” أو “مبارك العواشر”. وتظهر أجواء العيد في الحركة النشطة في المحال والأسواق التجارية، ويزداد الطلب على الكثير من البضائع، مثل الملابس وألعاب الأطفال والحلويات. ويستقبل أطفال المغرب عيد الفطر بفرحة غامرة وسعادة كبيرة جداً، فيذهب الأطفال مع أمهاتهم لشراء الملابس التقليدية للعيد. وتذهب النساء إلى صالونات التجميل لنقش الحناء على أيديهن وأرجلهن باللونين الذهبي أو البني، ومن اشهر أنواع الحناء الفاسية والمراكشي.
العيد في سوريا
يبدأ الاحتفال فيها بعيد الفطر قبل العيد بأيام، إذ تسير مواكب غنائية في شوارع سوريا، وترتفع أصواتهم بالتكبيرات الشامية المميزة، وتبدأ النساء في تجهيز المعمول “يشبه الكعك”، والحلوى التي تقدم للضيوف وشراء الأبناء للملابس الجديدة، والعيد في سوريا عبارة عن مناسبة لـ”صلة الرحم”؛ إذ يقضون كل أيام العيد في تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء، ويخصص أول يوم في العيد للتجمع عند كبار العائلة، مثل الجد أو الجدة، وتحضير القهوة المرة، وطهي الأكلات الشعبية مثل “الشاكرية” وهي زبادي باللحوم.