الأزمة في السودان تدخل أسبوعها الثاني

دخلت المعارك أسبوعها الثاني في السودان، وعادت أصوات إطلاق النار والانفجارات تسمع السبت في العاصمة السودانية، بعد تراجع في حدة القتال ليلا إثر الإعلان عن هدنة مؤقتة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتوقفت الانفجارات العنيفة التي هزت المدينة في الأيام الأخيرة ليل امس بعد قبول الطرفين بهدنة لمناسبة عيد الفطر. لكن صباح السبت استؤنف إطلاق النار.
من جهته، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، بحسب قناتي «العربية» و«الحدث»، السبت، أن «كل المطارات تحت سيطرة الجيش عدا مطاري الخرطوم ونيالا».
وقال البرهان: «أنا موجود حاليا في مركز القيادة ولن أتركه إلا على نعش»، موضحا أن «الأوضاع المعيشية في تدهور، ونشاطر المجتمع الدولي قلقه تجاه الرعايا الأجانب».
واتهم قائد الجيش السوداني، قوات الدعم السريع «بالتعدي على البعثات الديبلوماسية دون مراعاة للقانون الدولي»، مشيرا إلى أن «مجموعات الدعم السريع منتشرة داخل الأحياء السكنية، وتتخذ المدنيين دروعا بشرية».
وقال البرهان إن «مجموعات الدعم السريع أخلت المستشفيات وحولتها لمرتكزات عسكرية».
واعتبر رئيس مجلس السيادة السوداني أن «الدعم السريع هي من بدأت بالاعتداء واتخذنا موقفا دفاعيا»، مؤكدا أن «الجيش هو قوات سودانية وطنية خالصة وليس خاضعا لأي شخص».
وحول توقعه لتوقيت انتهاء هذا النزاع، رد البرهان بأنه «لا أحد يمكنه التكهن متى وكيف ستنتهي الحرب»، مضيفا أن «الحرب داخل المدن تطيل أمد المواجهة، وأنه يجب إخراج المسلحين من المناطق السكنية لإنهاء الحرب».
وفي الوقت ذاته، قال الجيش السوداني إنه وافق على المساعدة في إجلاء رعايا أجانب.
وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة إن البرهان وافق على تقديم المساعدة اللازمة لتأمين عمليات إجلاء الرعايا والبعثات الديبلوماسية لمختلف الدول، وذلك بعد إعلان حميدتي استعداد قوات الدعم السريع فتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة جزئيا لتمكين «الدول الشقيقة والصديقة التي تود إجلاء رعاياها من مغادرة البلاد بسلام».
كما أعلنت وزارة الخارجية السعودية، السبت بدء ترتيب إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان إلى المملكة.
وذكرت وكالة أنباء السعودية (واس) أن ذلك يأتي تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي بمتابعة ورعاية مواطني المملكة في السودان.
وفي السياق، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير سنان المجالي بحسب «الجزيرة» إن الأردن بدأ السبت في تنفيذ خطة لإجلاء ما يقارب من 300 أردني من الأراضي السودانية، وذلك بتوجيهات ملكية.
واستمر القتال خلال الليل لكنه بدا أقل حدة صباح السبت مقارنة بيوم الجمعة. وأظهر البث المباشر لقنوات إخبارية عربية تصاعد الدخان ودوي انفجارات.
وقال الجيش وقوات الدعم السريع، إنهما سيلتزمان بوقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من يوم الجمعة بمناسبة عيد الفطر.