قلق متزايد بشأن القنابل التي لم تنفجر في ألمانيا
بحسب خبراء، فإنّ التخلّص من القنابل يعتبر عمليّة معقّدة تتطلّب تدريبًا ومعدّات متخصّصة، وفي كثير من الحالات، يتمّ استدعاء خبراء التخلّص من القنابل للتعامل مع الذخائر غير المنفجرة، حيث يستخدمون مجموعة من الأدوات والتقنيّات لتحديد مواقع هذه القنابل ونزع فتيلها
لا يزال اكتشاف بقايا القنابل الّتي استخدمت خلال الحرب العالميّة الثانية حتّى يومنا هذا في عدد من الدول، بينها ألمانيا وفرنسا، مثار جدل كبير، إذ تشكّل هذه القنابل تهديدًا كبيرًا للناس والبيئة، كما يتطلّب التعامل مع هذه القنابل غير المنفجرة مهارات ومعدّات متخصّصة لإزالتها بأمان، وعلى الرغم من المخاطر، فلا تزال الجهود جارية لإزالتها من المناطق المتضرّرة، حيث تعمل الحكومات والمنظّمات الدوليّة معًا لجعل المناطق المتضرّرة آمنة للعيش والعمل فيها.
وكانت السلطات الألمانيّة، خلال السنوات الماضية، عن إخلاء أحياء وشوارع بكاملها في برلين وفرانكفورت وغيرها من المدن، بعد العثور على قنابل من مخلّفات الحرب العالميّة الثانية، تزن الواحدة 500 كيلوغرامًا.
وكانت الحرب العالميّة الثانية واحدة من أكثر الحروب تدميرًا في تاريخ البشريّة، حيث تسبّبت في دمار واسع النطاق وخسائر في الأرواح في جميع أنحاء العالم، واستمرّت الحرب من عام 1939 إلى عام 1945، وشاركت فيها العديد دول عديدة من مختلف القارّات، وخلال هذا الوقت، استخدمت كلّ من قوّات المحور والحلفاء القنابل بتأثيرات مدمّرة، حيث أسقطت ملايين القنابل على أراضي الدول المختلفة، وحتّى بعد انتهاء الحرب، لا تزال بقايا القنابل الّتي استخدمت خلال الحرب تكتشف اليوم، حيث تسبّبت هذه المخلّفات في الكثير من المشاكل، بما في ذلك الإصابة والوفاة وتلفّ الممتلكات.
وكانت القنبلة الجوّيّة واحدة من أهمّ القنابل المستخدمة، إذ تمّ إسقاط القنابل الجوّيّة من الطائرات في الأراضي الألمانيّة، واستخدمت لتدمير أهداف على الأرض، وتمّ تصميمها لتنفجر عند الاصطدام، وتطلق انفجارًا هائلًا من الطاقة يمكن أن يدمّر مبانٍ وأحياء بأكملها. ونوع آخر من القنابل كان اللغم الأرضيّ، والذي تمّ تصميمه ليوضع في الأرض ويفجّرها شخص يدوس عليها، وغالبًا ما كانت تستخدم هذه القنابل لإغلاق الطرق، ممّا يجعل من الصعب على القوّات العسكريّة التحرّك.
وعلى الرغم من انتهاء الحرب، فلا يزال يتمّ اكتشاف بقايا هذه القنابل حتّى اليوم، وذلك لأنّ العديد من القنابل الّتي ألقيت خلال الحرب لم تنفجر، وفي بعض الحالات، تمّ تصميم القنابل بحيث يتمّ إسقاطها دون تفجيرها كوسيلة لإثارة الخوف والفوضى، وفي حالات أخرى، لم تنفجر القنابل بسبب عيوب فنّيّة أو أخطاء مختلفة.
وفي السنوات الأخيرة، كانت هناك العديد من التقارير عن اكتشاف قنابل غير منفجرة في أجزاء مختلفة من العالم، في أوروبا، وخاصّة ألمانيا، إذ تمّ العثور على العديد من القنابل غير المنفجرة في دول أخرى مثل فرنسا والمملكة المتّحدة، ممّا يشكّل خطرًا على الأشخاص الّذين يعيشون في الجوار، بحسب تقارير مختلفة، كما تمّ العثور على بعض القنابل غير المنفجرة في دول مثل لاوس وكمبوديا، وكذلك الأمر خلال حرب فيتنام، حيث أسقطت الولايات المتّحدة العديد من القنابل على هذه البلدان ولم ينفجر الكثير منها، ونتيجة لذلك، لا يزال الناس في هذه البلدان يتعرّضون للإصابة أو القتل بسبب انفجارها.
وبحسب باحثين، فإنّه يمكن أن يكون لهذه القنابل غير المنفجرة عواقب وخيمة، حيث من الضرويّ إزالتها بأمان عند اكتشافها، حيث تتضمّن هذه العمليّة تحديد مواقع هذه القنابل، وتقييم المخاطر المتعلّقة بها، وتفجيرها بأمان أو نزع فتيلها، ضمن بيئة محكومة بعيدًا على الأشخاص والمباني، حيث غالبًا ما يجري إخلاء المناطق المحيطة بالقنبلة المكتشفة أثناء العمل على نقلها أو نزع فتيلها أو تفجيرها.
وبحسب خبراء، فإنّ التخلّص من القنابل يعتبر عمليّة معقّدة تتطلّب تدريبًا ومعدّات متخصّصة، وفي كثير من الحالات، يتمّ استدعاء خبراء التخلّص من القنابل للتعامل مع الذخائر غير المنفجرة، حيث يستخدمون مجموعة من الأدوات والتقنيّات لتحديد مواقع هذه القنابل ونزع فتيلها بأمان، وغالبًا ما تستخدم أجهزة الكشف عن المعادن لتحديد مواقع القنابل المدفونة تحت الأرض، كما تستخدم الروبوتات أيضًا في فحص القنابل في المواقع الخطرة والمأهولة، أو تلك الّتي يصعب الوصول إليها.
وبالإضافة إلى مخاطر الإصابة أو الوفاة، فإنّ القنابل غير المنفجرة لها أيضًا آثار بيئيّة واقتصاديّة، إذ يمكن أن يمنع وجود الذخائر غير المنفجرة استخدام الأرض للزراعة أو لأغراض أخرى، ممّا يحدّ من التنمية الاقتصاديّة في المناطق المتضرّرة، وفي بعض الحالات، تلوّث القنابل الأرض والمياه، ممّا يشكّل تهديدًا للبيئة والأشخاص الّذين يعيشون بالقرب منها، وقد تكون إزالتها باهظة الثمن، وتستغرق وقتًا طويلًا، وتتطلّب موارد وخبرات كبيرة.
المصدر: عرب 48