Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

السودان خيار الاستسلام أو الفناء يبدد جهود

شهدت مناطق في الخرطوم قصفا من طائرات مقاتلة ومحاولات للتصدي مع عودة المعارك العنيفة مجددا الى العاصمة امس، فيما احتدم القتال في إقليم دارفور المضطرب بعد عقدين من اندلاع حرب أهلية هناك.

وقال شهود وصحافيون من وكالة «رويترز» إنهم سمعوا دوي غارات جوية ودفاعات مضادة للطائرات في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين.

وبالتوازي، كثفت الولايات المتحدة ودول أفريقية جهودها لتمديد وقف إطلاق النار، فيما نفت الخارجية السودانية موافقة الجيش مبدئيا على اقتراح منظمة «إيغاد» إجراء مفاوضات حتى مع استمرار القتال، مشددة على أنه «لا خيار أمام مجموعات الدعم السريع سوى الاستسلام أو الفناء».

واوضحت الوزارة في بيان امس إنه «لا صحة لقبول القوات المسلحة التفاوض مع الدعم السريع» نافية بذلك ما تردد عن قبول الجيش لمبادرة «إيغاد»، ومشددة على أنه «لا خيار أمام مجموعات الدعم السريع سوى الاستسلام أو الفناء».

وأردفت بأن مجموعات الدعم السريع مستمرة في خروقاتها للهدنة وتعديها على المدنيين وتتخذهم دروعا بشرية.

من جهته، قال الجيش السوداني إن الموقف العسكري داخل وخارج الخرطوم مستقر جدا عدا ولاية غرب دارفور التي شهدت صراعا قبليا يجري معالجته بواسطة السلطات المحلية. وأضاف الجيش في بيان له: «مازال العدو يستخدم أسلوب القصف العشوائي لمناطق بوسط الخرطوم مما يتسبب في تدمير لبعض البنايات والمرافق، لكن دون فعالية تذكر من وجهة نظر العمليات إلا للأغراض الدعائية».

وأكمل البيان أن «قواتنا بسطت سيطرتها على معظم الولايات، إلا أن الوضع معقد قليلا في بعض أجزاء العاصمة لجهة أن المتمردين حشدوا معظم قوتهم المندحرة بها وهذا هو سبب انتشارهم الكبير بها».

وأكد الجيش في بيانه أن الأيام القادمة ستشهد انفراجا كبيرا في الأوضاع على الأرض.

ومع اشتداد حدة القتال في مدن عدة ارتفع عدد القتلى إلى 512 شخصا على الأقل وبلغ عدد الجرحى الآلاف، وسط تزايد أعداد النازحين إلى دول الجوار، واستمرار إجلاء الرعايا الأجانب برا وبحرا وجوا.

وأكدت نقابة الأطباء السودانية على صفحتها على موقع فيسبوك في بيان امس تعرض 14 مستشفى للقصف وتوقف 19 منشأة طبية عن العمل بسبب الاشتباكات.

ولايزال العديد من الأجانب عالقين في السودان على الرغم من النزوح الجماعي على مدى الأيام الماضية في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021. وواصل السكان، الذين يعانون للحصول على الطعام والماء والوقود، الفرار من الخرطوم.

وخارج الخرطوم، تصاعد العنف في إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد.

وأفاد شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بوقوع «اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي بمختلف أنواع الأسلحة».

وانتشرت أعمال نهب وحرق للمنازل في الجنينة وفر سكانها باتجاه الحدود السودانية التشادية لتجنب العنف، على ما أضاف الشهود.

ومع اشتداد حدة القتال في مدن سودانية عدة، يواجه عدد كبير من المحاصرين في البلاد نقصا حادا في الغذاء والماء والكهرباء، فضلا عن انقطاع خدمات الاتصالات بشكل متكرر. وتقدر الأمم المتحدة عدد الفارين بسبب الحرب في السودان إلى دول الجوار مثل جنوب السودان وتشاد بنحو 270 ألف شخص.

كما غامر عدد كبير من السودانيين بالخروج من العاصمة في رحلات شاقة وطويلة إلى مصر في الشمال وإثيوبيا في الشرق.

وأفاد تحديث من الأمم المتحدة بأن ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد تعطل علاجهم بسبب الصراع، وأن المستشفيات التي لاتزال تعمل تواجه نقصا في الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه.

وفي تطور خطير بالصراع السوداني المسلح ينذر بكارثة جديدة، اقتحمت قوات ترتدي ملابس الدعم السريع مقر المعمل المرجعي للصحة العامة بالخرطوم الشهير بـ (معمل ستاك) الذي يعد أقدم وأكبر مختبر مركزي في السودان، ويرجع تأسيسه قبل مائة عام تقريبا.

وعلى وقع هذا الاقتحام المحفوف بالمخاطر، أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا ثانيا من وجود «خطر بيولوجي كبير في الخرطوم، بعد سيطرة أحد طرفي القتال على مختبر مرجعي يحتوي على مسببات أمراض الحصبة والكوليرا الشديدة الخطورة، السريعة العدوى».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *