رانيا المشاط: «كورونا» كشفت عن هشاشة النظم الاجتماعية والاقتصادية العالمية – اقتصاد
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في العديد من الجلسات النقاشية والفعاليات خلال «قمة النمو 2023»، التي عُقدت بمقر المنتدى الاقتصادي العالمي بسويسرا، التي يجتمع فيها قادة الاقتصاد من جميع أنحاء العالم من منظمات الأعمال والمجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات، لمناقشة تشكيل مستقبل مستدام وعادل، ومناقشة العديد من الموضوعات من بينها التوظيف وتحديات العمل المناخي والذكاء الاصطناعي والابتكار وخلق قوة عاملة جاهزة لتحديات المستقبل.
تحديات كبيرة أمام النظام الاقتصادي العالمي
وخلال كلمتها في جلسة نقاشية حول آفاق الاقتصاد العالمي: ماذا بعد العولمة؟، والتي ناقشت رانيا المشاط تراجع سياسات العولمة في السنوات الأخيرة بسبب التطورات الداخلية لكل دولة، والتحويلات الجيواقتصادية، والمخاوف المتعلقة بمرونة سلاسل التوريد عقب جائحة كورونا، وذلك إلى جانب البروفيسور ريتشارد بالدوين، أستاذ الاقتصاد الدولي في معهد الدراسات الدولية والإنمائية، والسيد يورجان كارل زاتلر، الوزير الاتحادي للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، والسيد جيلبرت فوسون هونجبو، المدير العام لمنظمة العمل الدولية.
تعزيز المرونة والقدرة على التأقلم مع المتغيرات
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن جائحة كورونا كشفت عن هشاشة النظم الاجتماعية والاقتصادية العالمية الحالية وقدرتها على التكيف مع الأزمات والمخاطر، ما يعد إنذارًا للمستقبل بضرورة تعزيز المرونة والقدرة على التأقلم مع المتغيرات، وفي ذات الوقت فبينما كانت الأسواق الناشئة تحاول التعافي من جائحة كورونا، جاءت الحرب الدائرة في أوروبا لتضيف المزيد من المخاطر أمام اقتصاديات هذه الدول، نظرًا إلى تسببها في ارتفاع تكلفة التمويل وتراجع معدلات النمو وزيادة الفائدة والتقلبات المتزايد في الأسواق المالية.
تبادل الخبرات والتجارب بين بلدان الجنوب
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن هناك تحديات مشتركة بين دول الشمال والجنوب، وعند النظر إلى التنمية المستدامة نجد أن هناك تحديًا أمام تنفيذها وفجوة في التمويلات المتاحة لهذه الأهداف، هذا إلى جانب التحديات المتعلقة بالعمل المناخي، ما يتطلب تمويلات ضخمة وقدرة على بناء المرونة ومشاركة الخبرات بين دول الجنوب لتعزيز وتعميم التجارب التنموية الملهمة، وفقًا لأولويات كل دولة على حدة.
وقالت وزيرة التعاون الدولي، إنه في ضوء رئاسة مصر لمؤتمر المناخ COP27، فإن كل الجهود العالمية المبذولة لدفع جهود التخفيف والتكيف يأتي في القلب منها التكنولوجيا والابتكار، التي تعد قاسمًا مشتركًا في تعزيز هذه الجهود، سواء على مستوى التوسع في الطاقة المتجددة أو تحلية المياه أو الزراعة الذكية والمستدامة، بما يدعم التنمية المستدامة ويسرع وتيرتها.
وتابعت: «تعمل مصر بشكل حثيث على دفع جهود البحث العلمي، وتشجيع رأس المال المخاطر لاسيما في تكنولوجيا العمل المناخي وتحفيز القطاع الخاص، وعلى مستوى العالم فإن 25% تقريبًا من تمويلات رأس المال المخاطر تذهب لتكنولوجيا العمل المناخي والأدوات المبتكرة، لكن توزيعها بين الدول النامية والمتقدمة غير عادل، لذا فهناك الكثير من العمل الذي نحتاجه لتعزيز الاستثمارات المناخية في الدول الناشئة والنامية».
وذكرت أن أفريقيا تنتج أقل من 3% من الانبعاثات العالمية لكنها الأكثر تأثرًا بتداعيات التغيرات المناخية، وفي ظل المناقشات الجارية لهيكلة بنوك التنمية متعددة الأطراف، فإن الحفاظ على تدفق التمويل المستدام للدول الناشئة من الأهمية بمكان لضمان التمويل العادل وتعزيز التنمية والعمل المناخي.
في سياق آخر شاركت وزيرة التعاون الدولي، في جلسة نقاشية حول «تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين بحلول 2050»، والتي أشارت فيها إلى استمرار تحدي تكافؤ الفرص بين الجنسين وتأثيره جهود التنمية في الدول المختلفة، لافتة إلى أن تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين 2022 يشير إلى أن العامل يحتاج إلى 132 عامًا لتحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين، رغم الجهود المبذولة على مدار العقد الماضي والتي لم تكن كافية لتحقيق تقدم قوي في هذا الأمر.
جهود تمكين المرأة من خلال محفز سد الفجوة بين الجنسين
وخلال القمة شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في جلسة نقاشية حول النهوض بالاقتصاد الجديد والمجتمع، والتي جمعت بين العديد من ممثلي القطاعين الحكومي والخاص لتبادل الخبرات حول التكافؤ بين الجنسين، وتعزيز المهارات وفرص العمل، حيث تحدثت وزيرة التعاون الدولي عن جهود الدولة لتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا وزيادة نسبة التمثيل على المستوى السياسي في الحكومة ومجلس النواب، كما أشارت إلى الجهود المبذولة بين وزارة التعاون الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي والمجلس القومي للمرأة من خلال محفز سد الفجوة بين الجنسين الذي يهدف إلى تعزيز إشراك القطاع الخاص من خلال 100 شركة لتمكين المرأة من الفرص الاقتصادية وتقليل فجوة الأجور، وصقل المهارات بما يمكنها من الحصول على فرص العمل في عصر ما بعد كورونا.
اجتماع رفيع المستوى بالمنتدى الاقتصادي العالمي
وشاركت وزيرة التعاون الدولي، في اجتماع رفيع المستوى بالمنتدى الاقتصادي العالمي بمشاركة قادة الاقتصاد من القطاعين الحكومي والخاص، وأدار الجلسة السيد بورجي برندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، لمناقشة كيفية حشد الجهود لتحقيق النمو وتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري، وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي في خضم التحديات الراهن.
وناقشت الجلسة دور التعاون متعدد الأطراف لمواجهة التحديات العابرة للحدود، وتحديات التغيرات المناخية وجهود الحد من معدلات الفقر، وضرورة تعزيز جدول الأعمال العالمي والعمل المشترك بين الأطراف ذات الصلة لتسريع وتيرة التنمية المستدامة.
المصدر: اخبار الوطن