أشياء نرفض الاعتراف بها
مهما كان المجتمع الذي نعيش فيه فثمة أشياء نرفض الاعتراف بها، خاص وأن الكثر من الناس لا يتورعون عن توجيه أصابع الاتهام والسخرية ممن حولهم، ولا يمكنك محاربة مثل هذه الأحكام بأمانة تامة، ومنها الأحكام الذاتية. لكن عندما تكون منفتحاً تماماً، وعندما تتحدث عن مشكلاتك وتسمح لنفسك بتلقي الرعاية والدعم، فإنَّك تسمح للآخرين بالرد بالمثل وحذو حذوك، والحقيقة هي أنَّنا نعاني جميعاً المعاناة نفسها، ونخوض تجارب التعلم ذاتها، ونعيش الصراعات الداخلية نفسها، إنَّنا متشابهون في عيوبنا، ولا يوجد سبب لنكران ذلك.
في كثير من الأحيان، نحاول أن نظهر للعالم أنَّنا بلا عيوب، على أمل أن نحظى بمحبة وقبول من حولنا، لكن لا يمكننا إرضاء الجميع، ويجب ألا نحاول ذلك؛ يقول الدكتور تامر شلبي خبير التنمية البشرية لسيدتي: يكمن جمالنا في ضعفنا وعواطفنا المعقدة وعيوبنا الصادقة، وعندما نقرر أن نكون صادقين ونعترف بأن هناك أشياء نرفض الاعتراف بها ونتقبل حقيقتنا، وبدلاً مما يريدنا العالم أن نكون، سوف نسمح لأنفسنا بخوض المحادثات الحقيقية والعلاقات الصادقة وعيش راحة البال التامة. حرِّر نفسك واجعل الصدق والحقيقة نهجك، ابدأ بالاعتراف بما رفض معظمنا الاعتراف به لفترة طويلة:
هذه الأشياء لا نعترف بها
مخاوف الرفض والإحراج .
أنت لا تريد أن تعترف تماماً بمدى اهتمامك بما يعتقده الآخرون. البشر مرتبطون بالحاجة الماسة لأن يكونوا محبوبين ، إن الحاجة للقبول هي التي تمنعك من الحصول على ما تريد. ومن الصعب للغاية التعامل معها.نصيحة كبيرة للتغلب على الخوف من الرفض، توقف عن التمني أن تختفي. لن تفعل ذلك. إذا كنت قادراً على قبول الطريقة التي تتمتع بها، فيمكنك تعلم التصرف على الرغم من ذلك. بدلاً من العيش في ظل هذه الكومة الهائلة من التبريرات، قل لنفسك فقط: “نعم، أنا أهتم بما يعتقده الناس عني وأخشى الرفض والإحراج. خائف حقاً. لكن لا مشكلة. مواجهة هذه المخاوف لن تقتلني”. ليس من الصعب، في حد ذاته، إجراء هذه الاعترافات، لكنها ليست سهلة. هل هذا منطقي؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت تعرف ماذا تفعل.
ضعفنا وجهلنا بأنفسنا أكبر مما نظن:
لدى كل فرد منا جانب حساس، ومع ذلك يحاول معظمنا إخفاءه؛ وذلك لأنَّ الأشخاص الحساسين غالباً ما يُنظر إليهم على أنَّهم ضعفاء أو مُحطمون؛ لكنَّ المشاعر العميقة ليست دليلاً على الضعف؛ بل هي سمة من سمات العطف المفعم بالحياة، ولا عيب في التعبير عن مشاعرك الحقيقية، فأولئك الذين يوصفون أحياناً بأنَّهم عاطفيون للغاية أو معقدون هم اللبنة التي تحافظ على حلمنا بعالم أكثر وعياً ولطفاً وإنسانيةً على قيد الحياة. لا تخجل أبداً من ترك مشاعرك وابتساماتك ودموعك تسطع في هذا العالم المظلم، ولا تخف من الشعور ببعض الإحراج وعدم الثقة بنفسك نتيجةً لذلك.بدلاً من أن تبتسم لتبدو مؤدباً، ابكِ عندما تحتاج إلى ذلك، وبدلاً من الضحك عندما تكون متوتراً أو غير مرتاح، قل الحقيقة فقط، وبدلاً من التصرف وكأنَّ الأمور على ما يرام، قل إنَّها ليست على ما يرام وتحدَّث عن مشاعرك.حرر نفسك واعترف بحقيقتك، وأظهر ضعفك وحساسيتك وتصرَّف على سجيتك، واتخذ خطوةً جريئةً إلى الأمام.
لا نعترف بفضلنا:
كل الخطوات الصغيرة التي اتخذتها في حياتك ستُحدِث فرقاً كبيراً، وليست الحياة مجرد لحظة انتصار وإنجاز عظيمين؛ بل تنطوي أيضاً على كثير من الأخطاء والتجارب الفاشلة والجهد والدموع والمهام الصغيرة التي تقوم بها كل يوم، والتي تُقربك من هدفك تدريجياً، فكل خطوة، وكل ندم، وكل قرار، وكل انتكاسة صغيرة وفوز بسيط، جميعها هامةٌ في النهاية فاعترف بها .