قاتل الشهيد ديار العمري حاول عرقلة إجراءات التحقيق
قاتل الشهيد العمري يحظى بتغطية داعمة في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي استعرضت روايته ورواية محامية بالتفصيل، وتجاهلت إجراءات الحكومة لدفع اليهود إلى حمل السلاح ضمن حملة للتحريض على العرب.
صلاة الجنازة على الشهيد العمري قبل تشييعه إلى مثواه الأخير (Getty Images)
حاول قاتل الشهيد ديار عمري (19 عاما) بدم بارد، عرقلة مجريات التحقيق بجريمة إطلاق النار التي ارتكبها، بحسب ما كشفت التقارير، مساء الأحد، بما في ذلك دفع شقيقته إلى الادعاء بأنها هي من قادت المركبة التي استقلها عند ارتكابه الجريمة، السبت.
ووفقا للمعلومات المتوفرة، فإن القاتل قاد سيارته لجلب شقيقته إلى موقع الجريمة، وطلب منها الادعاء بأنها هي من كان يقود المركبة. وكشفت التقارير أن القاتل كان يقود مركبته دون رخصة قيادة وتحت تأثير الكحول، وكانت محكمة الصلح في الناصرة قد مددت اعتقاله لمدة 8 أيام.
والمخالفات التي ارتكبها القاتل والتي تم على أساسها تمديد اعتقاله، هي القتل، والقيادة في حالة سكر، والقيادة دون رخصة قيادة، وعرقلة إجراءات التحقيق. وأفاد موقع “واينت” بأن الشرطة أخلت سبيل شقيقة القاتل بعد التحقيق معها للاشتباه بعرقلتها للتحقيق.
وجاء إخلاء سراح شقيقة القاتل دون شروط مقيدة “لأنها لم تدعِ أنها كانت تقود السيارة”، بحسب “واينت”؛ علما بأن تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية ركّزت على رواية القاتل واستضافت محاميه، الذي زعم أن موكله حاول الدفاع عن نفسه، وتفاخر بأن موكله كان يخدم في لواء “غولاني” في للجيش الإسرائيلي.
كما تجاهلت وسائل الإعلام الإسرائيلية إجراءات الحكومة وأجهزتها الرسمية لتقليص إجراءات إصدار تراخيص حمل السلاح وتقصير مدة إصدارها، ودفع اليهود إلى حمل السلاح ضمن حملة للتحريض على العرب، وتقديم تسهيلات للجنود المسرحين وأفراد شرطة وعاملين في خدمة الإنقاذ والإطفاء وجنود نشطين في قوات الاحتياط.
وبحسب التقارير، صادرت الشرطة الإسرائيلية السلاح الذي استخدمه القاتل في الجريمة، وهو سلاح مرخص، ووفقا لمقطع فيديو وثّق الجريمة، فإن القاتل أطلق أربعة أعيرة نارية على الشهيد عمري من الخلف، وأصابه في ظهره، عندما كان الشهيد يتوجه إلى مركبته في محاولة للابتعاد عن موقع الجريمة.
وفي وقت سابق الأحد، شيّع الآلاف، جثمان الشهيد العمري، في بلدة صندلة، ووري جثمانه الثرى في مقبرة القرية، وذلك بعد انطلاق موكبه التشييع من بيته الكائن في القرية في مرج ابن عامر. ورفع المشاركون في الجنازة الأعلام الفلسطينية، وهتفوا انتصارا للشهيد وذويه.
وشهدت قرية صندلة في مرج ابن عامر، إضرابا عاما وشاملا، اليوم الأحد، احتجاجا على جريمة قتل ابنها الشاب العمري، برصاص شاب يهودي بعد عراك بالأيدي بينهما بالقرب من القرية، مساء السبت.
وسادت أجواء من الحزن والأسى صندلة، وتوافد عدد من الأهالي في القرية ووفود من مختلف أنحاء المجتمع العربي إلى منزل عائلة الشهيد ديار العمري، لمواساتها.
وقالت والدة الشهيد ديار العمري، زهور العمري، لـ”عرب 48″ إن “القاتل اقترف جريمة قتل ديار لأنه عربي. حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”.
وقال والد الشهيد ديار، أحمد العمري، لـ”عرب 48″ إنه “هذا القاتل هو تلميذ وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي منح الصلاحية الكاملة بحمل السلاح وقتل العربي لأنه عربي، وهذا القاتل نفذ تعليمات الحكومة الإسرائيلية”.
المصدر: عرب 48