لا تزال أمتعته مرتبة في مكانها
غدًا، الجمعة، الذكرى الثانية لاستشهاد الطالب محمد كيوان (17 عامًا)، إذ استشهد يوم 19 أيار/ مايو 2021، خلال أحداث هبة الكرامة، برصاص الشرطة الإسرائيلية على مفرق البيار (ميعامي) في منطقة وادي عارة.
والدة الشهيد محمد كيوان (عرب 48)
تحتفظ والدة الشهيد محمد كيوان، ليلى كيوان، بمقتنياته الصغيرة والكبيرة في غرفته الخاصة بمنزل العائلة في مدينة أم الفحم، وتحافظ الوالدة الثاكل على كتبه وملابسه وساعاته وصوره وشهاداته وكل التفاصيل المتعلقة بفلذة كبدها.
لم تكن لحظة فتح خزانة ملابس الابن الشهيد سهلة على والدته وكل من تواجد داخل الغرفة، إذ أنها عندما فتحت أبواب الخزانة انفعلت وكأنها رأت ابنها فاحتضنت ملابسه وأجهشت بالبكاء.
تصادف غدًا، الجمعة، الذكرى الثانية لاستشهاد الطالب في المرحلة الثانوية محمد محمود كيوان (17 عامًا)، إذ استشهد يوم 19 أيار/ مايو 2021، خلال أحداث هبة الكرامة، برصاص الشرطة الإسرائيلية على مفرق البيار (ميعامي) في منطقة وادي عارة، وذلك برصاصة واحدة أطلقت من الخلف على المركبة التي كان يستقلها الشهيد وعدد من أصدقائه، دون تشكيل أي خطر على أفراد الشرطة الذين تواجدوا في المكان، وفقا للعائلة.
وقالت والدة الشهيد محمد كيوان عشية ذكرى استشهاده لـ”عرب 48″ إن “محمد استشهد قبل عامين ومنذ استشهاده يزداد الوجع ويتعاظم. ابني لا يزال يعيش مع العائلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وازدياد قتل الشباب بمجتمعنا يعيدنا إلى لحظات استشهاد محمد، وهذا يجعلنا لا ننسى الحادثة أبدًا. تحاول عوائل الشهداء دائما أن تعيش مع هذه الأوجاع لإكمال الحياة”.
وأضافت أنه “نؤمن أن ما يخفف على عوائل الشهداء هو أن الشهداء مكرمون عند رب العالمين، ونحن عائلة شهيد وأنا أم شهيد، وهذا يجعل الأهل يرتدون تاجا من الوقار على رؤوسهم قبل المفارقة، والشهيد له كرامات عند الله. عندما أرى أما فقدت أبنها أتوجع وأتألم على الأمهات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن”.
وأشارت أن أنه “عندما أتوجه إلى المقبرة ألتقي بشباب وشابات يزورون ضريح ابني، هذا الحب الذي نشره محمد دليل على أن ابني في المكان الصحيح، وربنا اختاره لأنه يستحق الشهادة. الموت حق وجميعنا نسير على هذا الطريق، ونحن نؤمن بقضاء الله. دائمًا أحلم بأنه عندما يأخذ ربنا أمانته سيستقبلني ابني عند باب الجنة”.
وعن إغلاق ملف التحقيق استشهاد محمد كيوان، قال الوالدة إن “إغلاق ملف الشهيد محمد كيوان وعدم تقديم المجرم للقضاء يؤثر على عائلات الشهداء بشكل كبير، ولكن أنا شخصيًا توقعت أن يتم إغلاق الملف دون معاقبة المجرم، وكما قال المثل الشعبي (لما القاضي غريمك، تشكي أمرك لمين!). نعيش تحت نظام دولة ظالم، هو يصدر القرارات، ومن المستحيل أن يعطي الظالم قرارًا لصالح من ظلم، وهذا ما نعيشه منذ العام 1948، وكل ما يحصل في مجتمعنا من جرائم قتل يومية وفوضى هو مدبر من قبل هذه الدولة”.
وعن غرفة ابنها، قالت إن “غرفة ابني لا تزال حتى يومنا هذا كما هي، إذ أنني أدخل عليها يوميًا وأقوم بتنظيفها وترتيبها وأصلي وأقرأ القرآن الكريم، وأيضًا قمت بتوصية زوجي وأبنائي ألا يتغير شيئا بغرفة ابني محمد وتبقى كما هي حتى يأخذ ربنا أمانته”.
وتابعت ليلى كيوان إنه “قبل عدة سنوات قتلت امرأة يهودية داخل حرش في منطقة وادي عارة، وفي ذلك المكان لا يوجد أي أجهزة توثيق أو كاميرات مراقبة. الشرطة عملت وخلال عدة ساعات ألقت القبض على منفذ العملية، ولكن في المقابل عندما يتعلق الأمر بعربي لا تحرك هذه الشرطة ساكنًا. هم يتناسون أن رب العالمين أكبر وأعلى من الجميع وهو القادر على كل شيء، ربنا وعد ووعد الله حق، بأنه مهما طال الزمن سيزول الظلم. مرت في هذه البلاد حكومات ظالمة أكثر، ولكنها رحلت واندثرت، ما يحصل فاق كل الحدود وأوجع كل البيوت العربية”.
وختمت والدة الشهيد حديثها بالقول إنه “لا أتمنى أن يحصل لأحد ما حصل معنا. أتمنى أن يحصل قاتل ابني على العقاب، وأن يزول الظلم”.
المصدر: عرب 48