آلاف المستوطنين يشاركون بـ”مسيرة الأعلام” في القدس المحتلّة
انتهت “مسرة الأعلام” التي نظمها مستوطنون في القدس المحتلة، بوصولهم إلى ساحة البراق، مرورا بباب العامود ومحيط البلدة القديمة وأزقة الحي الإسلامي، وتخللها اعتداء للمستوطنين وشرطة الاحتلال على الفلسطينيين وإطلاق شعارات عنصرية بينها “الموت للعرب”.
مستوطنون أمام باب العامود (Getty Images)
شارك عشرات آلاف المستوطنين، في ما يُسمّى “مسيرة الإعلام” الإسرائيلية، في مدينة القدس المحتلة، مساء اليوم الخميس، فيما اعتدى مستوطنون بحماية شرطة الاحتلال على شبان فلسطينيين في البلدة القديمة، قبيل انطلاق المسيرة، وبالتزامن معها، والتي طاول بعضها صحافيين.
وشارك في المسيرة الاستفزازية، وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست، يولي إدلشتاين، ووزير النقب والجليل، يتسحاق فاسرلاوف، بالإضافة إلى نواب في الكنيست من أحزاب “الليكود”، و”الصهيونية الدينية”، و”عوتسما يهوديت”.
وهاجم مستوطنون صحافيين في المكان، بإلقاء حجارة وزجاجات، ومن بين المصابين من الصحافيين، مراسلَي “عرب 48” ضياء حاج يحيى، وأمير بويرات. وتخلل مسيرة المستوطنين، بالإضافة إلى الاعتداءات، إطلاق شعارات عنصرية بينها “الموت للعرب” و”فلتحرق قريتكم”، مع طرق شديد على أبواب المنازل والمحال التجارية في البلدة القديمة.
وفي تغريدة على حسابه الرسمي في “تويتر”، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه “”بالرغم من التهديدات، بسبب التهديدات، أوعزت بإقامة ‘مسيرة الأعلام‘ بمشاركة عشرات الآلاف في مسارهها وترتيبها على ما هو متبع”.
من جانبها، اعتبرت حركة “حماس” أن “تنظيم الاحتلال للمسيرة في القدس المحتلة بكل هذا الاستنفار يكشف أن الاحتلال وبعد عشرات السنوات من احتلال القدس، عاجز تمامًا عن فرض وجوده أو سيادته أو روايته”.
وأضافت، في تصريحات صدرت عن الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، أن “استمرار الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة وتمسكهم بأرضهم ومقدساتهم، قادر على إفشال كل أهداف ‘مسيرة الأعلام‘”.
وشدد قاسم على أن “القدس والمسجد الأقصى ستبقى محور الصراع مع الاحتلال الصهيوني، والمعركة على هويته القدس مفتوحة”.
وبدأت “مسيرة الأعلام” عصر اليوم، من القدس الغربية، ومرت من الأحياء المقدسية، ثم وصلت إلى منطقة باب العامود، وجاب مسيرة المستوطنين محيط البلدة القديمة وأزقة الحي الإسلامي، قبل أن تصل إلى حائط البراق.
وانتهت، مساء الخميس، مسيرة المستوطنين بوصولهم إلى ساحة البراق، في ظل اعتداء المستوطنين وعناصر شرطة الاحتلال على الفلسطينيين داخل البلدة القديمة وفي منطقة باب العمود بالقدس.
واعتقلت شرطة الاحتلال 10 مقدسيين، بزعم إغلاقهم شارعا، لمنع مستوطنين من الوصول إلى حيث مكان انطلاق المسيرة، في باب العامود.
وقبل بدء المسيرة، وصل عشرات المستوطنين، في وقت سابق اليوم، إلى ساحة باب العامود في المدينة.
ودفعت سلطات الاحتلال بالمئات من عناصر الشرطة إلى مدينة القدس المحتلة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسة، وأغلقت بعض المحاور الرئيسة.
واعتدى مستوطنون، بحماية شرطة الاحتلال، على عدد من المقدسيين، في البلدة القديمة من القدس.
وقام مستوطنون بالاعتداء بالضرب المبرح على المقدسيين: عبد بربر، وفراس الأطرش، ومالك ومجد مطور، في طريق الواد بالبلدة القديمة.
وبحسب شهود عيان، استخدمت شرطة الاحتلال طائرة عمودية وأخرى مسيرة لمتابعة التطورات الميدانية. ومنعت شرطة الاحتلال، الفلسطينيين من المرور بحرية في البلدة القديمة، بينما وفرت الحماية للمستوطنين.
ومن بين الذين وصلوا إلى باب العامود، وزيرة المواصلات، ميري ريغيف. ولوّح المستوطنون بأعلام إسرائيل وهم يغنون في ساحة باب العامود، أحد أشهر أبواب البلدة القديمة، فيما رفع مقدسيون العلم الفلسطيني، رفضا للمسيرة.
وقررت سلطات الاحتلال، أن تمرّ من المسيرة باب العامود، والحي الإسلامي في البلدة القديمة، وصولا إلى حائط البراق.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيليّ، قد أعلنت نشر 3200 من عناصرها لتأمين المسيرة التي تتزامن مع الذكرى السنوية الـ56 لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، وفقا للتقويم العبري.
يأتي ذلك فيما اقتحم 923 مستوطنا المسجد الأقصى، خلال الفترة الصباحية، اليوم الخميس، بحسب ما أكّدت هيئة الأوقاف الإسلامية في المدينة، والتي أوضحت أن مئات المستوطنين، بينهم وزير ونواب في الكنيست اقتحموا المسجد في الفترة الصباحية، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وتوقعت قيام المزيد من المستوطنين باقتحام الأقصى في فترة ما بعد الظهيرة.
وكانت جماعات يمينية إسرائيلية، قد أعلنت اعتزامها تنظيم مسيرة أعلام في البلدة القديمة بالقدس، كما قالت إنها تحشد خمسة آلاف مستوطن لاقتحام الأقصى.
المصدر: عرب 48