القمة العربية تناقش أزمات دول عربية والحرب في أوكرانيا
تناقش القمة العربية قضايا عديدة بينها الفلسطينية والأزمة الروسية – الأوكرانية، والأزمات في السودان وليبيا وسورية ولبنان واليمن.
انطلقت أعمال القمة العربية اليوم، الجمعة، في مدينة جدة السعودية، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومشاركة رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وتوافد القادة والمسؤولين العرب على مدار يومي الخميس والجمعة لحضور القمة، وسبق انعقادها صور تذكارية بينهم وبين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وتناقش القمة العربية قضايا عديدة بينها الفلسطينية والأزمة الروسية – الأوكرانية، والأزمات في السودان وليبيا وسورية ولبنان واليمن.
وتشهد قمة جدة مشاركة رفيعة وغير مسبوقة من القادة العرب، وبمشاركة أولى لرئيس النظام السوري بعد غياب عن القمم السابقة منذ العام 2011.
وفي 7 أيار/ مايو الجاري أعلنت جامعة الدول العربية إنهاء تجميد مقعد دمشق لنحو 12 عاما على خلفية قمع عسكري لاحتجاجات شعبية اندلعت في عام 2011 للمطالبة بتداول سلمي للسلطة.
ترحيب بعودة النظام السوري
ورحّب بن سلمان أمام الزعماء العرب في مستهل انعقاد القمة العربية بعودة الأسد لحضور اجتماعات جامعة الدول العربية بعد غياب دام أكثر من عقد.
وقال ولي العهد السعودي في كلمته “يسرنا اليوم حضور الرئيس بشار الأسد لهذه القمة، وصدور قرار جامعة الدول العربية بشأن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية”.
وأضاف “نأمل أن يسهم ذلك في دعم استقرار سورية، وعودة الأمور إلى طبيعتها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي، بما يحقق الخير لشعبها، وبما يدعم تطلعنا جميعا نحو مستقبل أفضل لمنطقتنا”.
وتابع “لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميادين للصراعات، ويكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية”.
وقدمت دول عربية عدّة أبرزها السعودية، خصوصًا في السنوات الأولى للنزاع، دعما للمعارضة السياسية والمسلحة، ودعت إلى ضرورة تغيير النظام في سورية.
وتسارعت التحولات الدبلوماسية على الساحة العربية إثر إعلان اتفاق بين السعودية وإيران، أحد أبرز حلفاء النظام السوري، في آذار/مارس الماضي على استئناف العلاقات، في خطوة بدت انعكاساتها جلية على المشهد السياسي الإقليمي في منطقة لطالما هزتها نزاعات بالوكالة.
والشهر الماضي، استقبل الأسد في دمشق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في أول زيارة من هذا النوع منذ اندلاع النزاع في سورية في 2011 وتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية. ولطالما اتّهم الإعلام السعودي الرسمي نظام الأسد بارتكاب “جرائم”.
زيلينسكي يدعو زعماء دول عربية إلى تغيير موقفهم من تصرفات روسيا
اتهم زيلينسكي في خطابه في القمة العربية، زعماء عرب بـ”غض الطرف” عن تصرفات روسيا في بلده، مطالبا بموقف موحد “لإنقاذ الناس” من السجون الإسرائيلية.
وقال زيلينكسي خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية “للأسف، هناك البعض في العالم، وبينكم هنا، يغضون الطرف عن (…) السجون والضم غير القانوني” للأراضي الاوكرانية.
وأضاف “لدينا بالفعل تجربة إيجابية مع السعودية في ما يتعلق بالإفراج عن مواطنينا الذين أسرتهم روسيا”، في إشارة إلى توّسط الرياض في عملية تبادل للأسرى بين كييف وموسكو.
وتابع “يمكننا توسيع هذه التجربة. حتى إذا كان هناك أشخاص هنا في القمة لديهم وجهة نظر مختلفة بشأن الحرب على أرضنا، ويصفونها بأنها صراع، فأنا متأكد من أننا يمكن أن نتّحد جميعا في إنقاذ الناس من أقفاص السجون الروسية”.
وأكّد زيلينسكي “أنا هنا حتى يتمكن الجميع من إلقاء نظرة صادقة، بغض النظر عن مدى صعوبة ذلك ومحاولة الروس للتأثير” على موقفهم.
وفي وقت سابق الجمعة، وصل زيلينسكي جدة للمشاركة في القمة العربية، في أول زيارة له إلى البلاد منذ بداية الأزمة الروسية – الأوكرانية في شباط/ فبراير 2022.
الأسد يأمل في “بداية جديدة” للعمل العربي المشترك
أعرب رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أمام القادة العرب خلال القمة، عن أمله في أن يكون الاجتماع بحضور دمشق “بداية مرحلة جديدة” للعمل العربي المشترك.
وقال الأسد أمام قادة وممثلي الدول العربية “ونحن نعقد هذه القمة في عالم مضطرب، فإن الأمل يرتفع في ظل التقارب العربي العربي والعربي – الإقليمي والدولي والذي توج بهذه القمة”.
وأضاف “أتمنى أن تشكّل (القمة) بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن في ما بيننا للسلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلا من الحرب والدمار”.
المصدر: عرب 48