الإبر أم التكميم؟
تقليل حدة الجوع
استشاري جراحة السمنة الدكتور مالك المطيري، يرى أن حقن إنقاص الوزن تعتبر من أحدث الأدوية المُستخدمة في هذا الشأن ومُعتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وهي عبارة عن إبرة تؤخذ بشكل دوري، يومياً أو أسبوعياً، إذ يتم حقنها تحت الجلد وغالباً تحتوي على المادة الفعالة (semaglutide أو liraglutide أو Tirzepatide)، وتعمل الحقن عن طريق محاكاة الهرمون الذي يثبط الشهية ويفرز الجسم عدداً من منظمات الشهية. واحد من هذه المنظمات هو الهرمون (1GLP)، وتعمل على حقن إنقاص الوزن بما يشبه الهرمون (1GLP) وذلك بالارتباط بمستقبلات (1GLP) وتنشيطها لتقليل الشعور بالجوع مع زيادة الشعور بالشبع ويتناول البدين تبعاً لذلك طعاماً أقل. ومع ذلك فإن حقن «التخسيس» هذه ليست أداة سحرية أو سريعة الإصلاح، فهي تعتبر مساعدة لاستكمال برنامج فقدان الوزن من التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي.
الحقنة الأقوى في الإنقاص
حول فعاليتها في إنقاص الوزن والحالات التي تجدي معها حقن إنقاص الوزن أشار الدكتور المطيري، إلى أن الحقن تنقسم إلى ثلاثة أنواع الأول إبرة (liraglutide) تؤخذ بشكل يومي وتخفض الوزن بنسبة تزيد على 5% خلال مدة (3 أشهر)، فإذا نجحت فباستطاعة البدين الاستمرار بأخذها لسنتين حتى الوصول إلى هدف نزول الوزن، وسيحتاج المريض للراحة كل (3 أشهر) والتوقف عن أخذ الإبر لمدة أسبوعين. والنوع الثاني من الإبر إبرة (semaglutide) تؤخذ بشكل أسبوعي تحقق 70% من المرضى خسارة في الوزن بنسبة 10% على الأقل، ويحقق ما يقرب من 50% خسارة في الوزن بنسبة 15% على الأقل علاوة على ذلك يفقد 30% من المرضى نسبة 20% على الأقل بعد 68 أسبوعاً.
والثالث إبرة (Tirzepatide) تؤخذ بشكل حقن أسبوعية وخلال الدراسة التي أجريت لمرضى السكري في استخدام هذا الدواء، لوحظ نسبة انخفاض الوزن بمقدار 23% وهو أقوى دواء في نزول الوزن حالياً.
هل هي علاج بديل ؟
هل حقن إنقاص الوزن بديلة لمرضى السمنة عن عمليات التكميم؟
يجيب الدكتور مالك المطيري: عادة يلجأ الأطباء المختصون في علاج السمنة إلى الطرق الجراحية من تكميم أو عمليات تحويل المسار أو الطرق غير الجراحية من حقن تخسيس أو البالون التقليدي أو الذكي، ويستند ذلك إلى براهين طبية مبنية على دراسات طبية وتوصيات من منظمات عالمية كهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أو الجمعية الأمريكية لجراحة السمنة والتمثيل الغذائي (ASMBS) أو الاتحاد الدولي لجراحة السمنة والاضطرابات الأيضية (IFSO) التي توصي حسب كتلة الجسم والأمراض المزمنة المصاحبة للسمنة من ضغط الدم وداء السكري من النوع الثاني؛ فمثلاً إذا كانت كتلة الجسم أقل من 30 عادة تنجح الطرق غير الجراحية، أما إذا كانت كتلة الجسم أكثر من 40 ولم تنجح البرامج الغذائية الصحية فالطرق الجراحية من تكميم أو تحويل المسار تعتبر الخيار الأفضل، أما ما بين 30 إلى 40 فيعتمد على عوامل عدة منها الأمراض المزمنة أو تأخر الإنجاب أو انقطاع النفس خلال النوم وغيرها، وهذا قرار يُتخذ بعد إطلاع المراجع على جميع فوائد الطرق ومضاعفاتها المحتملة.
هل ينصح بالإبر لكل حالات السمنة؟
يجيب المطيري: حقن التخسيس لا ينصح بها في حالات معينة يحددها الطبيب، ومنها إذا كان هناك تاريخ في عائلة المراجع عن أورام سرطانية معينة للغدة الدرقية أو الحوامل أو من هن في فترة الحمل أو من تعرض لأمراض معينة يحددها الطبيب من التهاب البنكرياس وغيرها، أما الأعمار فتبدأ من أكثر من 12 سنة.
حالات لا تستجيب
استشاري الغدد الصماء الدكتور عبدالوهاب باوهاب، كشف أن استخدام الحقن لا يعد الأمر الأساس لإنقاص الوزن، داعياً في الوقت ذاته إلى أهمية تغيير نمط الحياة باتباع الأكل الصحي وتجنب تناول السكريات والنشويات. مؤكداً أن حقن إنقاص الوزن تستخدم لعلاج مرضى السكر، ووجد أنها تعمل على إنقاص الوزن لأنها تؤدي للإحساس بالشبع وتزيد من إفراز هرمون الانسولين، ويلاحظ نزول انخفاض الوزن لمرضى السكري من 3 إلى 10 كيلوغرامات، وهذه الأنواع من الحقن تستخدم لمرضى السكر حتى تم إنتاج عقاقير بتركيز مختلف تُعطى على شكل حقن يومياً بتدرج حسب وصفة الطبيب، ومعظم المرضى يستجيبون إلا أن هناك 15% من الحالات لا تستجيب لإنقاص الوزن بالشكل المطلوب.
ويوجه الدكتور باوهاب، البدناء بأجراء عمليات التكميم؛ لأن في حالات السمنة من الدرجة الرابعة لا تجدي معهم حقن إنقاص الوزن. أما الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب، الاستشاري في الجراحة العامة وجراحة السمنة الدكتور عبدالعزيز عبدالله الجهني، فيري أن الإبر مناسبة وتحتاج الالتزام أثناءها وبعد تركها.