الأمم المتحدة تتراجع عن تقديم المساعدات للاجئين السوريين بالدولار

قرر ممثلو منظمات الأمم المتحدة في لبنان السبت تعليق تقديم المساعدات النقدية للاجئين السوريين للشهر المقبل، إلى حين التوصل إلى الآلية المناسبة الممكن إتباعها في هذا الشأن.

أعلنت الأمم المتحدة اليوم، السبت، أنها ستعلق خطة لبدء دفع المساعدات المالية للاجئين السوريين في لبنان بالدولار، وذلك بعد رفض مسؤولين لبنانيين.

يعاني لبنان من أزمة مالية حادة منذ عام 2019، في ظل معدلات تضخم من ثلاثة أرقام وفقدان العملة المحلية أكثر من 98% من قيمتها السوقية. يعيش ما يقدر بثلاثة أرباع السكان الآن في فقر. حوالي 90% من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر المدقع، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

ومنذ انهيار العملة اللبنانية، كانت وكالات الأمم المتحدة تدفع المساعدات للاجئين بالليرة اللبنانية.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة للاجئين وبرنامج الغذاء العالمي ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان، الأربعاء، أنها ستبدأ في منح اللاجئين في لبنان خيار تلقي المدفوعات بالدولار وليس بالليرة اللبنانية، مشيرين إلى “الانخفاض السريع في قيمة الليرة، وزيادة التقلبات في سعر الصرف، والضغط على المزود المالي في توفير كميات كبيرة من النقد بالليرة اللبنانية”، وذلك بحد أقصى 125 دولارا لكل أسرة في الشهر.

وقبل الإعلان، كانت عائلات اللاجئين تحصل شهريا على 8 ملايين جنيه بحد أقصى، تقدر قيمتها بنحو 80 دولارا.

وقرر ممثلو منظمات الأمم المتحدة في لبنان السبت تعليق تقديم المساعدات النقدية للاجئين السوريين للشهر المقبل، إلى حين التوصل إلى الآلية المناسبة الممكن إتباعها في هذا الشأن.

وجاء قرار ممثلي الأمم المتحدة في بيان مشترك صادر عن نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسّق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية عمران رضا وممثل المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين إيفو فرايسن، وممثل برنامج الأغذية العالمي عبدالله الوردات.

وقال البيان “نتيجة سلسلة لقاءات عقدت بالأمس مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال د. هيكتور الحجار، وبناء على طلبهما، جرى اتّخاذ القرار بتعليق تقديم المساعدات النقدية بالعملتين للاجئين للشهر المقبل، في الوقت الذي تستمرّ فيه المناقشات حول الآليّة المناسبة الممكن اتباعها”.

وأعلن البنك الدولي أمس، الجمعة، أنه وافق على 300 مليون دولار كتمويل إضافي لتقديم مساعدة نقدية للأسر اللبنانية الفقيرة، حيث تحصل حوالي 160 ألف أسرة على 145 دولارا شهريا لمدة 24 شهرا.

وتصاعدت المشاعر ضد اللاجئين السوريين في لبنان منذ بدء الأزمة الاقتصادية ومنذ أن سيطرت قوات النظام على جزء كبير من البلد المجاور.

ويؤكد المسؤولون في لبنان الآن أن عودة العديد من اللاجئين السوريين إلى ديارهم آمنة. في الأسابيع الأخيرة، شن الجيش اللبناني سلسلة من المداهمات على مراكز اللاجئين، واعتقل ورحل في كثير من الحالات من يتبين أنهم ليس لديهم وثائق إقامة قانونية.