القهوة الداكنة حلاوة طعم.. هشاشة عظم
ما جعلني أتحدث عن «القهوة» هو معاناة بعض مدمنيها من هشاشة العظام، إذ إنهم، ومع مرضهم، يكثرون يومياً من تناولها لمنحها سعادة وشعوراً بالارتياح، وهذا نتاج الكافيين الذي يعتبر المنبه العصبي لمعظم الأفراد، خصوصاً الذين يعملون بنظام الورديات ومن يتطلب عملهم الاستيقاظ ليلاً، فتساعدهم القهوة على تفادي النعاس.
والواقع الذي يجهله البعض، أن الإفراط في تناول القهوة الداكنة بكميات كبيرة يزيد من خطورة الإصابة بـ«هشاشة العظام»؛ فوفقاً لدراسة أسترالية وُجد أن الجرعات العالية من «الكافيين» تضاعف تقريباً كمية «الكالسيوم» المفقودة في البول، ما يشير إلى تأثير تناول «الكافيين» بجرعات عالية على المدى القصير على التصفية الكلوية للكالسيوم والصوديوم و«الكرياتينين» لدى البالغين الأصحاء، وهذا الأمر بالطبع يؤثر بشكل كبير على العظام، بينما الأمر الطبيعي هو تناول فنجانين من القهوة الداكنة بما يعادل 200 ملليغرام يومياً.
وتزداد مخاطر الإفراط في الكافيين أكثر عند المراهقين الذين لا تزال عظامهم في طور النمو، والرياضيين المحترفين الذين يستخدمون «الكافيين» لتحسين الأداء، والنساء بعد انقطاع الطمث اللاتي يعانين غالباً من انخفاض مستويات «الكالسيوم» في الدم بسبب التغيرات الهرمونية ونقص تناول «الكالسيوم» الغذائي اليومي.
وبشكل عام؛ فإن الإكثار من شرب السوائل التي تحتوي على «الكافيين»، ومنها القهوة الداكنة، يسبب زيادة في ضربات القلب، وتحفيز العقل وتنشيطه، ما يحرم الجسم من النوم الصحي بسبب الأرق، والتسبب بالحموضة وعسر الهضم، وتحفيز الرئتين على توسعة الحويصلات الهوائية، ورفع مستوى «حمض اليوريك»، ما يساهم في تكون الحصى الكلوي، والتسبب بمخاطر هشاشة العظام بسبب عدم امتصاص مادة الحديد.
أما طرق الوقاية التي تساعد على حفظ العظام كثيفة وتمنع حدوث الهشاشة؛ فهي: اتباع نظام غذائي صحي، والتركيز على تناول مصادر الكالسيوم، والحرص على المعدل المطلوب لفيتامين (د) في الجسم، وتجنب التدخين، وممارسة أي نشاط رياضي.