كيف تساعد “اليقظة الذهنيّة” على تحسين الصحّة العامّة
قامت العديد من الدراسات العلميّة بدراسة آثار اليقظة على الصحّة العقليّة والجسديّة، وأظهرت إحدى الدراسات التجريبيّة المنشورة في مجلّة الاستشارات وعلم النفس السريريّة عام 2009، بفعاليّة التدخّلات القائمة على اليقظة في تقليل أعراض القلق والاكتئاب
في عالمنا اليوم السريع والمطلوب، يعاني الكثيرون من أشكال مختلفة من التوتّر والقلق ومشاكل الصحّة العقليّة، وتزايد الاهتمام في استكشاف طرق جديدة لتحسين الرفاهية والصحّة النفسيّة، حيث تمّ اكتساب اهتمام كبير في ممارسة اليقظة بشكل خاصّ، وتتجذّر ممارسة اليقظة في التأمّلات القديمة، وتشمل الانتباه والفضول والقبول للحظة الحاليّة.
وقامت العديد من الدراسات العلميّة بدراسة آثار اليقظة على الصحّة العقليّة والجسديّة، وأظهرت إحدى الدراسات التجريبيّة المنشورة في مجلّة الاستشارات وعلم النفس السريريّة عام 2009، بفعاليّة التدخّلات القائمة على اليقظة في تقليل أعراض القلق والاكتئاب، وبينما أظهر تحليل تلوّي آخر عام 2013، تقليل مستويات التوتّر بشكل كبير بين المشاركين، وتوضّح هذه النتائج المحتملات الجاهزة لليقظة كأداة قيّمة لتحسين الرفاهية العقليّة.
وتمّ إثبات أنّ ممارسات الاستيقاظ الذهنيّ تؤثّر بشكل كبير على الصحّة العقليّة، وفائدة مهمّة من ذلك هي تخفيض مستويات التوتّر.وبحثت دراسة آثار برنامج الاستيقاظ المركّز على تقليل التوتّر في المجتمع، وأشارت النتائج إلى حدوث انخفاض كبير في مستويات التوتّر لدى المشاركين في البرنامج مقارنة بالمجموعة الضابطة.
بالإضافة إلى ذلك، تبيّن أنّ اليقظة الذهنيّة تهدّئ القلق من خلال دراسة نشرت في مجلّة البحوث النفسيّة،، لتحديد تأثير تدريب اليقظة على مستويات القلق لدى أفراد يعانون من اضطراب القلق العامّ، وأفادت النتائج بأنّ اليقظة الذهنيّة خفّضت كثيرًا من أعراض القلق وتحسين الصحّة النفسيّة بشكل عامّ.
وبالإضافة إلى تأثيره على الصحّة العقليّة، فإنّ ممارسة اليقظة الذهنيّة تساهم في تحسين الصحّة البدنيّة، حيث يتمحور أحد المجالات البحثيّة البارزة حول الارتباط بين اليقظة وإدارة الألم، وأظهرت دراسة نشرت نتائجها عام 2022، أنّ الأفراد الّذين تدرّبوا على اليقظة، أبلغوا عن شعور بانخفاض واضح في شدّة الألم مقارنة بالأشخاص ضمن المجموعة الضابطة.
بالإضافة إلى ذلك، ترتبط ممارسات اليقظة بتحسين وظيفة المناعة، حيث أنّ الأفراد المشاركين في الدراسة أظهروا وظيفة مناعيّة محسنة.
وبحسب دارسين، فإنّ ثمّة تمارين لليقظة، لبضع دقائق يوميًّا، ثمّ تزداد بشكل تدريجيّ، مثل التنفّس اليقظ، والانتباه للشهيق والزفير، وتناول الطعام بشكل واع، والتنقّل بشكل يقظ خلال اليوم.
المصدر: عرب 48