الدلالات والمفاهيم من العملية العسكرية الإسرائيلية

أطلقت إسرائيل اسم «الأسد الصاعد» على العملية العسكرية التي قامت بتنفيذها كضربة استباقية ضد إيران، مخالفة بذلك كل القواعد والمواثيق الدولية. إن تسمية العملية الإسرائيلية ضد إيران بـ«الأسد الصاعد» تحمل عدة دلالات ومفاهيم رمزية واستراتيجية، تعكس الأهداف والرسائل التي تريد إسرائيل إيصالها داخلياً وخارجياً، وقبل ذكر هذه الدلالات يجدر التنويه لمصدر هذه التسمية التي جاءت من حياة الأسد في الغابة، حيث يسعى الأسد الشاب في الغابة الذي يرغب في السيطرة والهيمنة مكان أسد آخر كبير في السن إلى مهاجمته نتيجة تغيير في القوة البدنية التي تحدث بمرور الوقت، حيث يصبح الأسد الأكبر سنًا أضعف جسديًا، بينما يكون الأسد الصاعد في قمة لياقته وقوته. هذا التغيير الطبيعي في القوة البدنية يمكن أن يؤدي إلى تحديات من الأصغر للأكبر. وهذه العملية جزء من دورة الحياة الطبيعية في الغابة، حيث يتنافس القادة الجدد باستمرار على الهيمنة لتأمين مصيرهم واستمرار نسلهم. وفي ما يلي بعض هذه الدلالات لتسمية العملية «الأسد الصاعد»:
1. ترمز التسمية في الثقافات المختلفة إلى القوة والهيمنة؛ لأن الأسد يرمز إلى القوة والشراسة والهيمنة في مختلف الثقافات، بما فيها الثقافة الغربية والعبرية. باختيار هذا الاسم، تريد إسرائيل إظهار نفسها كقوة لا تُقهَر وقادرة على الضرب بشراسة. «الصاعد» يُضيف بعداً ديناميكياً، مما يوحي بأن العملية ليست دفاعية فحسب، بل هجومية واستباقية، مع إشارة إلى التصعيد المحسوب.
2 الرمزية الدينية/التوراتية في التراث اليهودي، يُعتبر الأسد رمزاً لقبيلة يهوذا (التي ينتمي إليها الملك داود)، كما ورد في سفر التكوين (49: 9): «يَهوذا جَرْوُ أَسَدٍ». هذا قد يعطي العملية بُعداً دينياً أو تاريخياً يعزز الشرعية الداخلية لها. والاسم مستوحى من نبوءات أو رموز يهودية تُشير إلى تفوق إسرائيل في الصراعات الإقليمية.
3. الرسالة السياسية والعسكرية إلى إيران والمنطقة وما تتضمنه من تهديد ضمني بأن إسرائيل ليست في موقف دفاعي فحسب، بل قادرة على «الصعود» والهجوم في العمق الإيراني. وإلى الحلفاء (خاصة الولايات المتحدة) تأكيد على أن إسرائيل تلعب دور «الأسد» الحامي للمصالح الغربية في المنطقة.
اسم «الأسد الصاعد» ليس عشوائياً، بل يحمل رسائل متعددة (قوة إسرائيل، التفوق العسكري، الشرعية التاريخية، والردع الاستباقي). كما أنه يعكس السردية الإسرائيلية التي تروج لها في حربها الإعلامية مع إيران. وتلمح كلمة «الصاعد» إلى التفوق التكنولوجي.
الدلالات واضحة وجليّة من العملية العسكرية التي قامت بها إسرائيل، فهي تُظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل تعتبر نفسها القوة الوحيدة التي لها الحق في السيطرة والهيمنة، وأن زمن القوى القديمة قد ولى بلا رجعة. وهذا ما يجعل هذه التسمية جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى إرسال رسائل سياسية ونفسية بعيدة المدى، ليس فقط لإيران، بل للعالم أجمع.
الواقع أننا أمام خطر وجودي يهدد كل القوى الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. خطر يوجب التنسيق والتعاون مع كافة الدول الإسلامية والعربية الفاعلة للوقوف أمام الأساطير الإسرائيلية والدعم اللامحدود الذي تحصل عليه من كافة القوى الغربية. لهذا فإن هذا التحدي يستوجب ويستدعي:
تعزيز التضامن الإسلامي والعربي.
توحيد الجهود السياسية والعسكرية.
تطوير استراتيجيات دفاعية مشتركة.
مواجهة السرديات الإسرائيلية بإعلام موحد.
الضغط الدولي لوقف الدعم الغربي اللامحدود لإسرائيل.
أخبار ذات صلة