محمية الإمام تركي الملكية تحتفي بالسدو بعمل توثيقي يُجسّد هوية المجتمع السعودي

أطلقت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، عملاً توثيقيًا خاصًا بحرفة السدو، وذلك بالتزامن مع إعلان عام 2025 عامًا للحرف اليدوية، حيث يلقي هذا العمل الضوء على قصة “سلمى”، إحدى بنات المجتمع المحلي، التي بدأت شغفها بهذه الحرفة الشهيرة في المملكة العربية السعودية، وتمكنت بدعم مباشر من الهيئة من التحول إلى مدربة معتمدة دوليًا في هذا الفن العريق، في إطار جهودها الرامية إلى حفظ التراث وتعزيز الموروث الثقافي.
إبراز الحرف التقليدية
وتسعى الهيئة من خلال هذا العمل إلى إبراز الحرف التقليدية بوصفها جزءًا أصيلًا من هوية المجتمعات المحلية، ورافدًا ثقافيًا واقتصاديًا مستدامًا.
ووفقًا لما نشرته وكالة لأنباء السعودية “واس”، يظهر العمل التوثيقي مشاهد إنسانية مؤثرة تجمع سلمى بوالدتها، وهما تمارسان حياكة السدو التقليدية، في لحظة توثق انتقال المعرفة بين الأجيال، وتجسّد حضور الموروث الثقافي في تفاصيل الحياة اليومية.
كما يُبرز الفيلم كيف استطاعت سلمى تطوير مهاراتها وتحويل شغفها إلى مسار مهني يسهم في تمكينها ويوسّع من فرصها محليًا ودوليًا.
وسط خيوط السدو، حيث تتداخل الألوان وتنسج الأيدي قصصًا عريقة، تروي سلمى ووالدتها حكايات الماضي بخيوط الحاضرpic.twitter.com/8JKuzAQexf
— هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية (@ITBA_SA) July 7, 2025
تسليط الضوء على الحرفيين المحليين ودعمهم
وتهدف هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية من خلال هذا العمل إلى تسليط الضوء على الحرفيين المحليين ودعمهم، وتعزيز قدراتهم، وتحفيزهم على تطوير مهاراتهم، ضمن رؤية الهيئة لبناء نموذج تنموي تتكامل فيه الهوية المحلية مع البيئة، ويتم فيه استثمار الموروث الثقافي بصفته قيمةً اقتصاديةً واجتماعيةً.
وأكدت الهيئة، أن دعم الكفاءات المحلية وتمكين الحرفيين وتوثيق الممارسات الثقافية يُعد من الركائز الأساسية في إستراتيجيتها، ويتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، الرامية إلى تنمية القدرات البشرية، وحماية التراث الوطني، وتعزيز حضور الهوية الثقافية بأساليب معاصرة تحافظ على الجذور وتفتح آفاق المستقبل.
نبذة عن حرفة السدو
تُعد حرفة السدو من أعرق الحرف اليدوية في المملكة العربية السعودية، وقد أُدرجت في عام 2020 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو، وتعتبر هذه الحرفة أيضًا رمزًا للهوية البيئية والثقافية، ووسيلة فعّالة لنقل المعرفة وتعزيز الانتماء المجتمعي.
ويستمد فن السدو التقليدي مواده الخام الأولية من مكونات تزخر بها البيئة الطبيعية الصحراوية والبدوية في المملكة مثل: (شعر الماعز، وصوف الغنم، ووبر الإبل)، وأتقنته المرأة البدوية؛ للإسهام في بناء الخيمة أو بيت الشعر، وتلبية احتياجات أسرتها من المفارش والأغطية وغيرها.
ويمرّ السدو بعدة مراحل تبدأ من جز الصوف ثم فرزه وغسله باستخدام بعض المواد كالصابون أو الرماد لتنظيفه من العوالق والشوائب، ثم تجفيفه وبرمه وغزله وصبغه بألوان طبيعية مستخلصة من النباتات وقشور وجذور الأشجار مثل: (الزعفران، والحناء) وغيرها، ويغلب على ألوان قطع السدو الأسود والأبيض والأحمر والبني، بالإضافة إلى ألوان أخرى، وتزين القطع بالنقوش والزخارف ولوحات فنية إبداعية من الأشكال الهندسية مثل: (المستطيل، والدائرة، والمثلث) وغيرها من الأشكال المميزة، التي يرمز العديد منها إلى تفاصيل ودلالات مرتبطة بالحياة البدوية.
تابعي المزيد: السدو.. موروث ثقافي سعودي عالمي
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس