فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج ودعاء نية صيامه
يعد صوم يوم عرفة أحد أنواع صوم النفل، ويستحب صيامه لغير الحاج، حيث يكون الحاج في هذا اليوم واقفًا بعرفة، مشتغلًا بتأدية مناسك الحج.
فضل صيام يوم عرفة
وردت العديد من الأحاديث حول فضل صيام يوم عرفة، نذكر منها:
• “صيام يوم عرفة يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها”، وهذا الاستحباب لغير من كان حاجًا، فلا يستحب له صيامه؛ لأنه يكون في حال اشتغاله بالوقوف بعرفة، حيث إنّ الصيام حينئذ يضعفه عن الذكر والعبادة في ذلك اليوم.
• روى أبوداود وغيره عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَتْ:” كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ، وَالْخَمِيسَ”.
• وروى النسائي عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:” أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ”.
نية صيام يوم عرفة
نية صيام يوم عرفة من الأمور التي يجب على المسلم الذي أراد صوم يوم عرفة أن يراعيها وأن يحسن أداءها، فنية الصيام واجبة على المسلم إنْ أراد الصيام، سواء كان صيامًا واجبًا أو نافلة.
والنية تكون مسبقة، فعلى المسلم أن ينوي صيام يوم عرفة في ليلة يوم عرفة، فينوي أن يصوم الغد أي يوم عرفة، وإذا لم ينوِ في الليل وأراد الصيام في النهار وهو لم يأكل أو يشرب فيحل له أن يصوم وصومُهُ صحيح بإجماع جمهور العلماء، حتَّى لو نوى الصيام بعد زوال شمس يوم عرفة وهو لم يأكل ولم يشرب، فصيامه صحيح.
ولم يرد في السنة النبوية المباركة ولا في كتب الفقه دعاء محدد تتم به نية صيام يوم عرفة، وإنَّما ما ورد هي صيغ معروفة للنية، ومن أشهر هذه الصيغ:
اللهم إنِّي نويت صيام يوم عرفة لوجهك الكريم إيمانًا واحتسابًا
النهي عن صيام يوم عرفة للحاج
يذكر أنّ الحاج نُهي عن صيام يوم عرفة، وجاءت نصوص كثيرة من الأحاديث النبوية حول ذلك، حيث جاء عن أبي هريرة قال:” نهى رسول الله ﷺ عن صوم يوم عرفة بعرفات”. رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وابن ماجه.
وقال الترمذي قد استحب أهل العلم صيام يوم عرفة إلا بعرفة. وعن أم الفضل:” أنهم شكوا في صوم رسول الله ﷺ يوم عرفة، فأرسلت إليه بلبن، فشرب، وهو يخطب الناس بعرفة”. متفق عليه.
وفي سنن أبي داود عن عكرمة قال:” كنا عند أبي هريرة في بيته فحدثنا أن رسول الله ﷺ نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة”.
وكان مالك بن أنس وسفيان الثوري يختاران الإفطار للحاج وكذلك الشافعي. وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:” لم يصمه النبي ﷺ ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا أصومه أنا”.
حكم صيام يوم عرفة منفردًا
يحوز صيام يوم عرفة منفردًا، حيث لا يجب على المسلم لكي يصوم يوم عرفة أن يصوم الأيام الثمانية التي قبله؛ وورد في الحديث الشريف استحباب صوم يوم عرفة من غير اشتراط اقتران صومه بصوم ما قبله.
وروى مسلمٌ في “صحيحه” عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:” صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”.
ويحرم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة وهو أول أيام عيد الأضحى وكذلك أيام التشريق من اليوم الحادي عشر من ذي الحجة وحتى اليوم الثالث عشر؛ وذلك لأن هذه الأيام منع صومها لحديث أبي سعيد رضي الله عنه:” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر