حرق المصحف.. إذكاء للتطرف
وتقف المملكة بحزم في وجه أي تطاول على المُقدس، وتجرّم وتحاسب المتطاولين داخل الوطن وخارجه؛ كون ثقافة الكراهية قابلة للانتشار والعودة بالدول لزمن الانقسامات والتشرذم وقطع العلاقات وتفويت فرص التواصل والتكامل.
ولم تكن جريمة حرق المصحف الشريف على يد لاجئ مأفون يقيم في السويد إلا نواة سوء، وفخ استدراج لأرعن تتبناه جبهات متطرفة تود من خلاله إذكاء جمرة الارهاب والعنف، والذهاب إلى استثمار الشغب والتخريب في تبرير التوجه اليميني لطرد العرب والمسلمين من بلدان الغرب.
وتشدد بلادنا دوماً على ضرورة ترسيخ قيم الحوار والتسامح والاحترام ورفض كل ما من شأنه نشر الكراهية والتطرف والإقصاء، بلجم الاستفزازات المتكررة التي تصدر من قبل نفس الأفراد والمجموعات اليمينية المتطرفة بذريعة حرية التعبير، فيما هي تجاوز على حريات التعبير وإساءة إلى مفهوم الحريات وقيمها الإنسانية؛ كونها تنشر الكراهية والتعصب، ضد الإسلام والمسلمين، وتستفز مشاعرهم. ولن تغيب أخطار مثل هذه الممارسات المثيرة للكراهية، واستفزاز المشاعر الدينية، عن العقلاء والحكماء الذين يعون جيداً أن هذه الأجندات لا تخدم سوى ذهنيات التطرّف، المشوشة على صوت العقل وجهود تعزيز الحوار والوئام بين أتباع الأديان؛ ما يفرض إدراك مخاطر هذه الممارسات الهمجية واللا مسؤولة، واتخاذ إجراءاتٍ سريعةٍ وحازمةٍ في مواجهتها ومحاسبة مرتكبيها.