النصر من واجهة عالمية إلى أزمة هوية

الأسطورة كريستيانو رونالدو الذي وضع الدوري السعودي محط أنظار العالم يواجه اليوم احتمالية عدم تجديد عقده مع نادي النصر !!
هذا القرار الافتراضي ليس مجرد خطوة إدارية جريئة أو تمرد على مشروع، بل قد يكون نقطة تحول تهدد بإعادة تشكيل أهداف التطوير الرياضي في النادي والدوري السعودي بشكل عام، فهل يمثل رونالدو فعلاً عائقاً أمام طموحات النصر الكبرى وبناء فريق قادر على تحقيق الإنجازات ؟!
النصر بين استقرار الهلال وفوضى الإدارة
يسلط هذا القرار الضوء على الفجوة الكبيرة بين استقرار أندية مثل الهلال وحالة عدم اليقين التي يعيشها النصر، بينما يواصل الهلال وبقية الأندية بناء هوية قوية وتحقيق النجاحات..
يعاني النصر من اضطرابات إدارية وفنية تعيق تقدمه بوجود الأسطورة رونالدو الذي يُعتبر هو الرمز للمشروع الرياضي الطموح، فالقيمة التسويقية الهائلة لرونالدو لا تترجم دائماً إلى إضافة فنية تتناسب مع طموحات النادي، مما يثير تساؤلات حول دوره في تحقيق الاستقرار وبناء جيل جديد وهوية مستدامة للنادي.
رونالدو: تاج النصر أم قيد لطموح النصر ؟
يقول أحد النقاد: «كريستيانو تاج النصر لكنه قد يكون قيداً يكبل طموح الشباب»، هذه العبارة تلخص الجدل حول استمرار النجم البرتغالي، فبينما يحافظ وجوده على مكانة الدوري عالمياً يرى البعض أن اعتماده المفرط يحد من تطوير لاعبين شباب وتطبيق تكتيكات عصرية، فلو أتيحت للنصر صلاحية اختيار مدربين ولاعبين يتماشون مع رؤية طويلة الأمد قد يتمكن من بناء إمبراطورية رياضية تعتمد على نجوم صاعدة بدلاً من الرهان على أسطورة واحدة.
تحديات إدارية وهجمات إعلامية يعاني النصر اليوم من عبث إداري وغياب رؤية واضحة، حيث تعاقب العديد من الرؤساء والمدربين دون تحقيق نتائج ملموسة للنادي، وفي المقابل تسعى أندية أخرى إلى استغلال الزخم التسويقي لرونالدو لتحقيق تغييرات جوهرية في أدائها الفني.
لكن ما يثير الاستغراب هو الحملات الإعلامية والجماهيرية التي تستهدف النصر متهمة إياه بالفشل مقارنة بأندية أخرى.
هذه الحملات تتجاهل حقيقة أن النصر يمثل أداة رئيسية في مشروع وطني يهدف إلى تسليط الضوء على الدوري السعودي تمهيداً لاستضافة كأس العالم 2034.
إلى أين يتجه النصر؟ إن استمرار هذا الوضع يستدعي تدخلاً عاجلاً من صندوق الاستثمارات العامة لإعادة النصر إلى مساره الصحيح، حيث يحتاج النادي إلى إستراتيجية واضحة تركز على بناء هوية قوية وجيل جديد من اللاعبين مع الاستفادة من القيمة التسويقية لرونالدو دون السماح له بأن يكون العامل الوحيد في المعادلة،
قرار عدم تجديد عقد رونالدو قد يكون بداية لإعادة هيكلة شاملة، وأعلم أنه مجرد قرار افتراضي لوضع الجميع في إطار الصورة الحقيقية للنصر.
ولكن السؤال الأهم يبقى.. هل سيتمكن النصر من تحقيق التوازن بين طموحاته الرياضية ودوره كواجهة للمشروع الوطني أم ستستمر الاستفزازات الإعلامية والجماهيرية لنادٍ عريق وتحطيم طموح ورغبات الجماهير ؟
أخبار ذات صلة