Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

لماذا يشعر الكثيرون بعدم الكفاية رغم إنجازاتهم؟

في عالم يُقاس فيه النجاح غالباً بالألقاب والمناصب والإنجازات، قد يبدو من الغريب أن يشعر أشخاص ناجحون بأنهم لا يستحقون ما حققوه. هذا الشعور، الذي يُعرف في علم النفس بـ”متلازمة المحتال”، أو ينبع من تدني احترام الذات، لا يقتصر على المبتدئين أو قليلي الخبرة، بل يصيب حتى القادة والمبدعين. فما الذي يجعل الإنسان يشكك في ذاته رغم الأدلة الواضحة على نجاحه؟

الأسباب النفسية والاجتماعية للشعور بعدم الكفاية

تدني احترام الذات يبدأ غالباً في الطفولة نتيجة النقد أو المقارنة

  • متلازمة المحتال، شعور داخلي بأنك تخدع الآخرين، وأن نجاحك ليس نتيجة كفاءتك بل مجرد حظ أو صدفة.
  • تدني احترام الذات: يبدأ غالباً في الطفولة نتيجة النقد أو المقارنة، ويستمر في التأثير على نظرتنا لأنفسنا حتى بعد تحقيق الإنجازات.
  • القيم الزائفة كما يشير الفيلسوف آلان دو بوتون، فإن السعي وراء أهداف لا تعبّر عن الذات الحقيقية (كالشهرة أو المال فقط) يؤدي إلى فراغ داخلي حتى بعد تحقيقها.
  • الاعتماد على تقييم الآخرين: عندما نربط قيمتنا الذاتية برأي الآخرين، يصبح من الصعب الشعور بالرضا حتى بعد الإنجاز.

ما رأيك متابعة كيف تتعامل مع الفراغ العاطفي بطريقة صحية؟

كيف نتعامل مع شعور عدم الكفاية؟

  • الوعي بالمشكلة: إدراك أن هذا الشعور شائع هو أول خطوة نحو تجاوزه.
  • إعادة تعريف النجاح: ربطه بالنمو والتعلم بدلاً من النتائج الخارجية فقط.
  • التحدث مع الذات بلطف: كما لو كنت تواسي صديقاً يمر بنفس التجربة.
  • بناء الكفاءة الذاتية: الإيمان بقدرتك على النجاح، كما شرحها عالم النفس ألبرت باندورا، يعزز الثقة بالنفس ويقلل من الشك الذاتي.
  • التحرر من القيم الزائفة: التركيز على ما يهمك حقاً، لا ما يفرضه المجتمع أو الإعلام.
  • الشعور بعدم الكفاية ليس دليلاً على الفشل، بل على الوعي الذاتي والرغبة في التطور. المهم هو ألا ندع هذا الشعور يسيطر علينا أو يمنعنا من التقدم. فكل إنجاز، مهما بدا بسيطاً، هو خطوة نحو بناء هوية أكثر ثقة واتزاناً.

ماذا يقول علم النفس؟

إيمانويل عوض، أستاذة جامعية وخبيرة في علم النفس

إيمانويل عوض، أستاذة جامعية وخبيرة في علم النفس تشرح أكثر لـ”سيدتي” حول هذه المسألة.

أولاً، في الوقت الحالي ازدادت المقارنة كثيراً، خصوصاً مع وسائل التواصل الاجتماعي. فصرنا نعيش في عالم دائم من المقارنات بين حياتنا وحياة الآخرين.

حتى لو كنا نحقق إنجازات حقيقية، أحياناً نشعر بأنها غير كافية لمجرد أننا رأينا أحدهم يملك شيئاً لا نملكه، أو يفعل أمراً لم نفعله بعد.

كلما واصلنا مقارنة أنفسنا بالآخرين، زاد شعورنا بالنقص أو بعدم الرضا، حتى وإن كنا فعلياً نحقق أكثر منهم.

المشكلة ليست في الإنجازات، بل في عدسة المقارنة التي نستخدمها للنظر إلى حياتنا.

من الضروري أن ندرك أن هويتنا ليست ثابتة، بل هي متغيرة ومتحركة باستمرار. فكل يوم نعيشه نكتسب فيه خبرات وتجارب جديدة تؤثر في سلوكنا وتفاعلنا مع مواقف الحياة، مما يدفعنا إلى سلوك مسارات مختلفة أو تغيير ردود أفعالنا.

لكن الأهم من ذلك هو العودة إلى الذات، والتمسك بالمبادئ الأساسية التي ترتكز عليها هويتنا، حتى لا نصبح غرباء عن أنفسنا، ولا نعيش غربة داخلية عن أفكارنا وقيمنا.

ويجب أن نتذكر دائماً أنه، مهما كانت الحياة قاسية علينا، لا ينبغي أن نفقد الاتصال بذواتنا، ولا أن نسمح لقسوة الآخرين بأن تغير مبادئنا أو تضعف قيمنا.

فالارتباط بالذات هو الحصن الذي يحمينا من الضياع في هذا العالم المتقلب.

النقطة الثانية تتعلق بربطنا لقيمتنا الذاتية بإنجازاتنا. فنحن كبشر نمتلك جوانب متعددة من شخصيتنا: لدينا الجانب الاجتماعي، والجانب المهني، والجانب المرتبط بمظهرنا. لكن عندما نركّز كل قيمتنا الذاتية في جانب واحد فقط، كأن نربطها مثلاً بـالنجاح المهني، فإن أي إخفاق أو عدم تحقق لهذا الإنجاز يُشعرنا بأننا فشلنا بالكامل، لا فقط في ذلك الجانب، بل في وجودنا كله.

قد نمتلك شيئاً ما، ومع ذلك لا نشعر بالاكتفاء. فنحن في الغالب لا نكتفي بالجوهر وحده، ولا نحسب حساباً لهذا الشعور بعدم الاكتفاء. وهذا الأمر يحدث مع كثير من الناس؛ إذ يمتلكون ما يحتاجونه فعلياً، لكن يظل لديهم شعور بالنقص أو بعدم الرضا.
قد يهمك الاطلاع على كيف تبني احترام الذات خطوة خطوة؟

أمر آخر أيضاً، خصوصاً في أيامنا هذه، هو انتشار ثقافة السعي المستمر والإنجاز الدائم. بتنا نعتقد أننا بحاجة لأن نكون في حالة حركة دائمة، نسعى ونحقق بلا توقف. فنبدأ مثلاً بمقارنة أنفسنا بالآخرين، فنشعر أننا مقصّرون أو متأخرون، ويزداد شعورنا بعدم الاكتفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *