خبراء: قمة دول جوار السودان جاءت في وقتها بعد فشل كافة الوساطات – أخبار العالم
ثمن خبراء مخرجات مؤتمر قمة دول جوار السودان، والذي أكد على الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم في البلاد باعتباره شأناً داخلياً، تزامناً مع التعبير عن القلق العميق إزاء العمليات العسكرية، والتدهور الحاد في الوضع الأمني والإنساني في السودان.
كما يُعد المؤتمر بمثابة رسالة مناشدة إلى قادة الدول المشاركة في دعم الأطراف المتحاربة لوقف التصعيد، والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، لإنهاء الحرب وتجنب إزهاق أرواح المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب السوداني، وإتلاف الممتلكات، والتشديد على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بما يطيل من أمدها، كما أن مصر أكدت أنه لا مجال للتهاون في التفريط في حقوق الشعب السوداني
أهمية قمة دول جوار السودان
وقال أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن قمة دول جوار السودان جاءت في وقتها، بعد فشل كافة الوساطات، موضحاً أن قمة دول جوار السودان جاءت في توقيت مناسب للغاية، خاصةً أن السودان يعيش حالة من الفوضى، والحرب دمرت كل ما يملكه المواطنون السودانيون، ودمرت المؤسسات الحكومية.
وأشار إلى أنه منذ بداية هذه الأزمة السودانية في 15 أبريل الماضي، والدولة المصرية كانت حريصة على الوقوف على مسافة واحدة من أطراف الأزمة كافة، وكانت الدولة المصرية تبذل الجهود حتى تصل للجميع رسالة مفادها أن السودان دولة لها مقدرات ينبغي الحفاظ عليها وأن تحترم، لأنها مقدرات لشعب تربطنا به علاقات وثيقة على مدار التاريخ.
وأضاف «العناني» أن القاهرة تعمل على تحكيم صوت العقل، ووقف صوت البندقية وحقن دماء السودانيين، متابعاً: «هذه القمة تأخرت قليلاً، ولكنها جاءت في وقتها المناسب، بعد أن فشلت كل الوساطات الدولية، ولم تفعل شيئاً، ولم توقف نزيف دماء السودانيين».
وأكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن «السودانيين يعولون كثيراً على دور مصر وهذه القمة، وأتوقع أن تحدث اختراقاً كبيراً وواضحاً، وأن تكون مخرجاتها ملزمة، خاصة أن مصر لم تتدخل في الشأن السودان، وتلقى قبولاً من كافة الأطراف والقوى في السودان».
محاولة لحل الأزمة
وأشار «العناني» إلى أن مؤتمر قمة دول جوار السودان تعد أهم قمة تتعلق بالسودان منذ تفجر النزاع الأخير، لأن بعض الدول المجاورة ودول الإقليم بدأت تنظر للسودان على أنه رجل المنطقة المريض، وبالتالي، فإن من يريد الحصول على شيء منه يمكنه ذلك، وبالتالي بدأت تطرح حلولاً ليست في صالح السودان أو الدولة السودانية، ومن هذه الحلول إخلاء الخرطوم من السلاح، والبعض تعامل مع القوات المسلحة السودانية والدعم السريع على قدم المساواة، ولم يقل بأن هناك طرف رسمي يجب التعامل معه.
لا تهاون في التفريط في حقوق الشعب السوداني
وقال محمد بركات، الباحث في العلاقات الدولية، إن مصر أكدت أنه لا مجال للتهاون في التفريط في حقوق الشعب السوداني، واستطاعت مصر أن تقوم بذلك من خلال مجهودات بذلتها وزارة الخارجية المصرية، سواء في مجلس الأمن أو اللقاءات والقمم الثنائية التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي بمجموعة الزعماء الأفارقة من دول الجوار الأفريقي، على مدى فترات متزامنة منذ اندلاع هذه الأزمة، التي تؤثر بالطبع على دول الجوار السوداني.
وأضاف «بركات» أن «مصر تقود مساع جيدة، كما أن تأثير هذه الحرب على دول الجوار هو دافع كبير جداً للتفاعل مع هذه المبادرة المصرية الحميدة، وأثمن الرفض المصري للتدخلات الخارجية في الشأن السوداني الداخلي في الوقت الراهن، إذ أن هذه التدخلات الأجنبية ربما تحمل معها خدمة لأجندات أخرى غير مصلحة السودان»، مشدداً على ضرورة الحفاظ على المؤسسات السودانية والتنسيق مع دول الجوار بشكل مباشر.
حقن دماء الشعب السوداني
وتابع: «هناك ترحيب رسمي وشعبي سوداني لانعقاد مؤتمر قمة دول جوار السودان، الذى استضافته القاهرة، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي وتداعياته السلبية على دول الجوار، واتخاذ خطوات لحل الأزمة برمتها، وحقن دماء الشعب السوداني، فالعلاقة بين القاهرة والخرطوم، ليست علاقة بين دولتين بصورة عادية، وإنما هي علاقة مصير مشترك، والموقف المصري يقف على أساس منطقي وقوي».
وأشار «بركات» إلى أن الجديد في هذه المبادرة عن كل المبادرات السابقة، أن هناك نقاط أساسية ومهمة، تتمثل في تأكيد مصر على احترام إرادة الشعب السوداني، مشيراً إلى أن مصر تحاول صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار، حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل وشامل.
المصدر: اخبار الوطن