يشهد العالم أجمع ارتفاعا غير مسبوق بدرجات الحرارة وهو ما ينتج عنه العديد من الآثار السلبية سواء على الصحة أو الاستثمار، إذ يرتبط دائمًا الطقس السيئ برغبة الأفراد بالمكوث في المنازل والخروج للضرورة القصوى، إضافة إلى فساد الأطعمة وبعض المنتجات، غير أن هناك سمة أمور إيجابية لموجة الطقس الحار، أبرزها انتعاش بعض الصناعات كصناعة المبردات والتكيفات والزراعات، فضًلا عن انتعاش السياحة الشاطئية التي تشهد إقبالا متزايدا حول الرغبة في الهروب من الطقس السيئ.
آثار إيجابية للموجة الحارة على المحاصيل الموسمية
ومن جانبه، أكد الدكتور نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء السابق ومستشار وزارة الزراعة السابق، أن هناك آثارا إيجابية للموجات الحارة على بعض المحاصيل الموسمية، كونها تساهم في سرعة نضج الثمار، مثل الزيتون والتين وبعض الثمار التي تتعلق بالاحتياجات الحرارية، مشيرًا إلى أن الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة تكون غالبًا طارئة، وتتطلب أن يكون الري متقاربا كأن يكون كل 3 أيام بدلًا من كل أسبوع، مع توفير كميات أكبر من المياه.
إيقاع حراري يومي وإيقاع حراري موسمي للنباتات
وأوضح «مصيلحي»، في حديثه لـ«الوطن»، أن كل نبات له إيقاع حراري يومي وإيقاع حراري موسمي مناسب للنمو، غير أنه قد يتعرض لطفرات يحدث خلالها ارتفاع كبير في درجات الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، لكن هي زيادة عن الاحتياجات اليومية للنبات وهي تؤثر بالسلب على النبات، لافتًا إلى أنه ما زال الوقت مبكرًا لكي يتم الحسم بأن التغير المناخي سيستمر، وسيمكن الدول من الاستفادة بتغير درجات الحرارة بالفصول لزراعة أصناف وأنواع جديدة من المحاصيل.
ولفت إلى أن التغير الطفيف بدرجات الحرارة قد يكون أمرا نافعا لسرعة نضج بعض أنواع الفواكه، غير أن الارتفاع الشديد والمفاجئ، وما يمكن أن يطلق عليه المناخ المتطرف يكون له آثار سلبية على الإنسان والنبات والحيوان والكائنات البحلرية على السواء.
وأشار إلى أن مراكز البحوث تعمل الآن وبجد على استحداث سلالات جديدة من الحبوب التي تنتج نباتات ومحاصيل لديها قدرة كبيرة على تحمل تغيرات الطقس، سواء الطقس الحار شديد الحرارة أو الطقس شديد البرودة بالشتاء، خاصة مع تزايد معدلات تساقط الأمطار ببعض المناطق عن المعتاد، إذ أن التغيرات المناخية وما نتج عنها من ذوبان الجليدة وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات أثر على التوازن البيئي ككل.
المصدر: اخبار الوطن
