Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

الاقتصاد الكلي وأثره على جودة الحياة

قرأت التقرير السنوي لبرنامج جودة الحياة 2024 «حياة رفيعة لكل إنسان» الذي جاء في أكثر من مئة صفحة تنوعت فيها المعلومات والمنجزات التي كانت حلمًا وأصبحت واقعًا، ولكنني توقفت عند صفحة أرقام «الاقتصاد الكلي»، وهي صفحة من صفحات الإنجاز التي خطّتها المملكة بخطى واثقة نحو المستقبل، ضمن مسيرة رؤية 2030؛ حيث امتزج الطموح بالتخطيط، والإرادة بالنتائج.

وفي تقريره السنوي، كشف البرنامج عن قفزات نوعية تحققت قبل حلول الموعد المستهدف في نهاية 2024، مما يعكس عمق الرؤية وكفاءة التنفيذ، فالإيرادات غير النفطية، على سبيل المثال، تجاوزت حدود التوقعات، لتصل إلى 17.8 مليار ريال، محققة 199% من المستهدف، في دلالة واضحة على نضج السياسات الاقتصادية الجديدة، ونجاح مسارات التنويع. أما الاستثمار غير الحكومي، فقد بلغ 21.6 مليار ريال، متجاوزًا خط الأساس، فيما تجاوزت المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي 74.5 مليار ريال، محققة 102% من الهدف، ما يعزز قاعدة النمو المستدام، ويقلل من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل.

وفي بُعدٍ إنساني لا يغفل عن جوهر الرؤية، أسهم البرنامج في خلق وصناعة أكثر من 368 ألف وظيفة، في خطوة تؤكد التزام المملكة ببناء فرص واعدة لأبنائها وبناتها، كما ارتفعت نسبة المحتوى المحلي إلى 39%، متجاوزة المستهدف بنسبة

108 %، ما يعكس دعم الصناعة الوطنية وتمكينها من المنافسة والابتكار.

وبهذه الأرقام الواردة في التقرير أرى أن بعد 2030 سيتشكل لنا أفق جديد؛ فهذه الأرقام ليست مجرد مؤشرات، بل هي ملامح لواقع يتشكل لما بعد عام 2030، واقعٌ يقوده اقتصاد متنوّع، تحركه قوى بشرية وطنية، ويغذيه استثمار ذكي، ويحتضنه مجتمع نوعي في خدماته وجودته. إن ما بُني اليوم، سيكون قاعدة الانطلاق لغدٍ مزدهر، تنعم فيه الأجيال القادمة بحياة أكثر رفاهية، وفرص أوسع، وبيئة محفّزة للابتكار والإنتاج، لترتقي المملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة «وهي الآن كذلك»، ليس فقط برؤية، بل بمنجز يُحتفى به، ومؤشرات تنطق بالإنجازات المتفردة التي تستحقها حياة الإنسان في وطن كالسعودية.

ختامًا.. في تقرير «حياة رفيعة لكل إنسان» لا تقف الأرقام عند حدود الإحصاء، بل تتحول إلى شواهد حية على وطن يصنع مستقبله بعقلٍ واعٍ وروحٍ مؤمنة بالتحول. فكل مؤشر متحقق هو نبض من نبضات رؤية 2030، وكل إنجاز سابق لوقته هو وعد يُوفى، وطموح يُترجم واقعًا؛ حيث تكون جودة الحياة ليست هدفًا فقط، بل أسلوب حياة تُبنى به الأوطان وتُسعد به الأجيال.

أخبار ذات صلة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *