الانقلابيون يهددون بالرد على “أي عدوان” وبازوم يطلب مساعدة دولية
الانقلابيون يعلنون إلغاء اتفاقيّات عسكريّة عدّة مبرمة مع فرنسا تتعلّق خصوصا بـ”تمركز” الكتيبة الفرنسيّة وبـ”وضع” الجنود الموجودين في إطار المعركة ضدّ الجهاديّين. وأقال الانقلابيون سفراء النيجر في فرنسا والولايات المتحدة وتوغو ونيجيريا.
توقع رئيس النيجر، محمّد بازوم، حصول “عواقب وخيمة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره” في حال نجاح المحاولة الانقلابيّة لإطاحته من السلطة، داعيا الأسرة الدولية إلى تقديم المساعدة، فيما توعد الانقلابيون كل من يشن “عدوانا” على البلاد “برد فوري”.
وارتفع مستوى التوتر في النيجر فيما تشارف المهلة التي وضعتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لعودة الانتظام الدستوري، على نهايتها.
وفي وقت متاخر من مساء أمس، الخميس، أعلن الانقلابيون في بيان تُلي عبر التلفزيون، إلغاء اتفاقيّات عسكريّة عدّة مبرمة مع فرنسا تتعلّق خصوصا بـ”تمركز” الكتيبة الفرنسيّة وبـ”وضع” الجنود الموجودين في إطار المعركة ضدّ الجهاديّين،
وجاء في البيان في “مواجهة موقف فرنسا اللامبالي” وردّ فعلها تجاه الوضع في النيجر، “قرّر المجلس الوطني لحماية الوطن إبطال اتفاقيّات التعاون مع هذه الدولة في مجال الأمن والدفاع”.
وأعلن مُنفّذو الانقلاب أنهم سيردّون “فورا” على أيّ “عدوان أو محاولة عدوان” ضدّ بلادهم من جانب المجموعة الاقتصاديّة لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، قبل ثلاثة أيّام من نهاية مهلة أعطتها المنظّمة من أجل عودة النظام الدستوري في النيجر.
وقال المجلس العسكري الانقلابي إنّ “أيّ عدوان أو محاولة عدوان ضدّ دولة النيجر ستشهد ردا فوريا ودون إنذار من جانب قوّات الدفاع والأمن النيجريّة على أيّ عضو (من أعضاء المنظّمة) باستثناء الدول الصديقة المُعلّقة عضويّتها” في إشارة إلى بوركينا فاسو ومالي.
وأتى ذلك بعيد وصول وفد من إيكواس إلى نيامي في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة بعد ثمانية أيام على الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب ديموقراطيا بازوم، في 26 تموز/ يوليو الماضي.
وأتى كلام بازوم في مقال رأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، وحذر فيه من “العواقب المدمرة” للانقلاب على العالم ومنطقة الساحل التي قد تنتقل برأيه إلى “نفوذ” روسيا عبر مجموعة “فاغنر” المسلحة.
ودعا بازوم في أول تصريح علني طويل منذ الإطاحة به “الحكومة الأميركيّة والمجتمع الدولي بأسره إلى مساعدتنا في استعادة النظام الدستوري”.
وقال بازوم، المحتجز منذ إطاحة حكومته، “أكتب هذا بصفتي رهينة”، مشددا على أنّ “هذا الانقلاب (…) ليس له أيّ مبرّر”.
وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي فرضت عقوبات شديدة على نيامي، أمهلت الانقلابيين حتى الأحد لإعادة بازوم إلى منصبه تحت طائلة استخدام “القوة”.
لكن رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، الذي يتولى أيضا رئاسة إيكواس الدورية، طلب من وفد للمجموعة بقيادة رئيس الدولة النيجيري السابق، عبد السلام أبو بكر، بذل كل الجهود الممكنة “”لإيجاد حل وديّ”.
بيد أن عضوا في الوفد أكد اليوم، الجمعة، أن وفد دول غرب أفريقيا غادر النيجر من دون لقاء قائد الانقلابيين. وأوضح المصدر أن “مبعوثي إيكواس غادروا” ليل الخميس الجمعة ولم يلتقوا لا قائد العسكريين الذين تولوا السلطة الأسبوع الماضي، الجنرال عبد الرحمن تياني، ولا الرئيس المخلوع، محمد بازوم”.
وفي وقت سابق الخميس، قالت المجموعة التي علقت تعاملاتها المالية مع النيجر من بين عقوبات أخرى، إنها تستعد لعملية عسكرية، لكنها أكدت أنها ستكون “الخيار الأخير”.
ويعقد رؤساء أركان جيوش دول إيكواس اجتماعا في أبوجا حتى الجمعة. وأعلنت جيوش دول عدة في غرب أفريقيا من بينها السنغال استعدادها للتدخل في حال عدم احترام مهلة الأحد.
وتشهد العلاقات بين نيامي وإيكواس توترا، وكذلك مع فرنسا قوة الاستعمار السابقة في البلاد. وأقال الانقلابيون سفراء النيجر في فرنسا والولايات المتحدة وتوغو ونيجيريا.
وأوقف الخميس بث برامج “إذاعة فرنسا الدولية” (RFI) ومحطة “فرانس 24” التلفزيونية في النيجر “في قرار اتخذ خلافا للأطر القانونية”، بحسب ما وصفته شركة “فرانس ميديا موند” التي تشرف على الوسيلتين هاتين.
وقال مسؤول رفيع المستوى في النيجر، إن بث الوسيلتين قطع “بتعليمات من السلطات العسكرية الجديدة”. ونددت فرنسا “بشدة” بهذا لقرار.
وسبق أن عُلق بث هاتين الوسيلتين في بوركينا فاسو ومالي المجاورتين إلى حيث أرسل الانقلابيون وفدين، يوم الأربعاء الماضي.
وأكدت مالي وبوركينا فاسو أن أي تدخل مسلح في النيجر سيعتبر “إعلان حرب” على بلديهما.
وأجلت فرنسا 577 من مواطنيها من النيجر يومي الثلاثاء والأربعاء، بعد حوادث تخللت الأحد تظاهرة أمام سفارة فرنسا في نيامي.
وتظاهر آلاف الأشخاص الداعمين للانقلاب في شوارع مدن عدة يوم الخميس بدعوة من حركة “إم62” وهي ائتلاف يضم منظمات مجتمع مدني “سيادية”.
وردد الكثير منهم شعارات منتقدة لفرنسا ورفعوا أعلام روسيا التي تقربت منها مالي وبوركينا فاسو.
ومنعت القوى الأمنية في النيجر، الخميس، الوصول إلى السفارة الفرنسية وقنصليات أخرى قريبة. وقبل تظاهرة الأحد أكدت باريس أن “أمن الطواقم الدبلوماسية واجب بموجب القانون الدولي”.
ورأى قائد الانقلابيين، عبد الرحمن تياني، أن “لا سبب موضوعيا لمغادرة” البلاد.
وخصصت الولايات المتحدة طائرة لإجلاء موظفيها غير الأساسيين في البلاد فيما دعا الرئيس جو بايدن إلى “الإفراج فورا عن الرئيس بازوم”.
وتنشر باريس وواشنطن 1100 و1500 عسكري على التوالي في النيجر، ولم يتم التخطيط لإجلائهم.
وبازوم (63 عاما) محتجز مع عائلته منذ يوم الانقلاب في مقر الإقامة الرئاسي. وقال حزبه إن الكهرباء قطعت عنه عمدا الخميس.
المصدر: عرب 48