Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

جبايات الحوثيين تعمّق الركود الاقتصادي وتغلق عشرات الشركات

تتفاقم الأزمة الاقتصادية في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، مما يثير قلقًا متزايدًا بين السكان والتجار على حد سواء. وقد أدت الزيادات الأخيرة في الضرائب والرسوم المفروضة على الأنشطة التجارية إلى تصاعد الشكاوى وتعميق الصعوبات الاقتصادية. وتواجه هذه المناطق تحديات كبيرة في ظل استمرار الصراع وتدهور قيمة العملة، مما يزيد من الضغط على القدرة الشرائية للمواطنين. هذه الزيادات في الضرائب الحوثية تأتي في وقت حرج.

تتركز المشكلة بشكل أساسي في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، مثل صنعاء، الحديدة، وذمار. بدأت هذه الزيادات في الظهور خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتستهدف بشكل خاص التجار والمستوردين، مما ينعكس بدوره على أسعار السلع والخدمات للمستهلكين. وتأتي هذه الإجراءات في ظل جهود حكومية محدودة لتحسين الوضع الاقتصادي العام في البلاد.

تأثير الزيادات الضريبية على الاقتصاد في مناطق الحوثيين

تعتبر الزيادات في الضرائب الحوثية بمثابة ضربة جديدة للاقتصاد المحلي، الذي يعاني بالفعل من آثار الحرب والقيود المفروضة على التجارة. ويقول مراقبون اقتصاديون أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تفاقم التضخم، وتقليل الاستثمارات، وزيادة معدلات البطالة.

أسباب الزيادات الضريبية

لم تصدر جماعة الحوثيين بيانًا رسميًا يوضح الأسباب المباشرة لهذه الزيادات. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الجماعة تسعى إلى زيادة إيراداتها لتمويل نفقاتها العسكرية والإدارية، خاصةً في ظل تراجع الدعم الخارجي. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الزيادات الضريبية محاولة لتعويض النقص في الإيرادات الناجم عن انخفاض حجم التجارة عبر ميناء الحديدة، الذي يعتبر شريانًا حيويًا للمناطق الخاضعة لسيطرتها.

ردود فعل التجار

عبر العديد من التجار عن استيائهم الشديد من هذه الزيادات، واعتبروها تعسفية وغير مبررة. وأشاروا إلى أن هذه الزيادات ستجبرهم على رفع أسعار السلع، مما سيؤثر سلبًا على مبيعاتهم وقدرتهم على المنافسة. كما أعربوا عن مخاوفهم من أن هذه الإجراءات قد تدفع بعضهم إلى إغلاق محلاتهم التجارية، مما يزيد من أزمة البطالة.

وتشير مصادر تجارية إلى أن الجماعة الحوثية تفرض رسومًا جديدة على مختلف أنواع البضائع، بما في ذلك المواد الغذائية، والأدوية، والوقود. وتتراوح هذه الرسوم بين نسبة مئوية من قيمة البضاعة ورسوم ثابتة، مما يزيد من الأعباء المالية على التجار.

تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار

بالتزامن مع الزيادات الضريبية، يشهد اليمن تدهورًا متسارعًا في الأوضاع المعيشية، وارتفاعًا حادًا في أسعار السلع الأساسية. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يعيش أكثر من 17 مليون يمني على وشك المجاعة، ويحتاجون إلى المساعدة الإنسانية العاجلة.

وقد ساهم انخفاض قيمة الريال اليمني مقابل الدولار في تفاقم هذه الأزمة. فقد فقد الريال اليمني أكثر من نصف قيمته خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة، وزيادة التضخم.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني اليمن من نقص حاد في الوقود، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النقل، وتوقف العديد من الخدمات الأساسية. وتتهم الحكومة اليمنية جماعة الحوثيين بتهريب الوقود إلى الأسواق السوداء، والتلاعب بالأسعار.

القيود التجارية وتأثيرها على الاقتصاد

تفرض جماعة الحوثيين قيودًا مشددة على حركة البضائع والأفراد عبر المناطق الخاضعة لسيطرتها. وتشمل هذه القيود فرض ضرائب ورسوم باهظة، وتعطيل حركة النقل، والتدخل في تحديد أسعار السلع.

وقد أدت هذه القيود إلى انخفاض حجم التجارة، وتوقف العديد من المشاريع الاستثمارية. كما ساهمت في تفاقم أزمة الغذاء والدواء، وزيادة معاناة السكان.

في المقابل، تتهم جماعة الحوثيين الحكومة اليمنية بدعم المليشيات الانفصالية في الجنوب، وتقويض جهود السلام. وتقول الجماعة إن القيود التجارية التي تفرضها هي ضرورية لحماية الاقتصاد الوطني، ومنع تهريب البضائع.

الوضع الإنساني المتأزم

تتسبب الأزمة الاقتصادية والقيود التجارية في تدهور الوضع الإنساني في اليمن بشكل خطير. وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين، وتقديم المساعدة اللازمة.

وتشير التقارير إلى أن هناك نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يعرض حياة المرضى للخطر. كما أن هناك نقصًا في الغذاء والمياه النظيفة، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني اليمن من أزمة نازحين حادة، حيث أجبرت الحرب ملايين الأشخاص على ترك منازلهم واللجوء إلى مناطق أخرى. ويعيش هؤلاء النازحون في ظروف مأساوية، ويحتاجون إلى المساعدة الإنسانية العاجلة.

الوضع الاقتصادي في اليمن يتطلب تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي لتقديم المساعدة الإنسانية، ودعم جهود السلام. كما يتطلب إصلاحات اقتصادية شاملة، وتحسين مناخ الاستثمار، وتوفير فرص العمل.

من المتوقع أن تستمر الأزمة الاقتصادية في مناطق سيطرة الحوثيين في التفاقم خلال الأشهر القادمة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية للمشكلة. وستراقب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الوضع عن كثب، وتقييم الاحتياجات المتزايدة للسكان. كما ستواصل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن، ووضع حد لهذه المعاناة الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *