كفاءته قد تتراجع خلال أسابيع
خلال المداولات السرية عكس كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي صورة الوضع القائم: كفاءة سلاح الجو وشعبة الاستخبارات في تراجع مستمر؛ وتيرة تراجع الجهوزية أبطأ في وحدات المشاة؛ وتحذيرات من تراجع كفاءة القوات البحرية ووحدات السايبر، بالإضافة إلى التشكيلات الطبية.
من احتجاجات قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي على خطة إضعاف القضاء (Getty Images)
حذّر ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، من تداعيات أزمة التشريعات القضائية على الجيش الإسرائيلي، مشددين على أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى “تضرر كفاءة سلاح الجو وشعبة الاستخبارات في غضون أسابيع قليلة أو بضعة أشهر”، وأوضحوا أن جهوزية الجيش “تراجعت وتتراجع وستتراجع” في ظل احتجاجات الاحتياط.
جاء ذلك خلال مداولات سرية في لجنتين فرعيتين تابعتين للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، اليوم، حول المعطيات التي تتعلق بكفاءة وجهوزية وحدات الجيش، إثر احتجاج قوات الاحتياط على خطة إضعاف القضاء عبر الامتناع عن الامتثال لأوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية.
كما حذّر الضباط من تضرر كفاءة القوات البحرية ووحدات السايبر ووحدات الأنظمة التكنولوجية التابعة للجيش، بالإضافة إلى التشكيلات الطبية التابعة للوحدات المختلفة، وقدروا أن ضررا بوتيرة أبطأ سيلحق كذلك بكفاءة وحدات المشاة، بحسب ما أفادت صحيفة “هآرتس”.
وشارك رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، عوديد بسيوك، بالإضافة إلى عدد من كبار الضباط، في المداولات الأمنية التي عقدت في لجنتين متفرعتين عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وهما لجنة المفهوم الأمني وبناء القوة العسكرية، ولجنة الاستعدادات والأمن المنتظم.
ويقول قادة الاحتجاجات إن الآلاف من قوات الاحتياط توقفوا عن الذهاب إلى وحداتهم. ومن بينهم المئات من الطيارين والملاحين بسلاح الجو الذين يعني تغيبهم عن الطلعات التدريبية الأسبوعية، احتمال أن يصبحوا غير مؤهلين للقتال بحلول الشهر المقبل.
وطُلب من الضباط عرض الأوضاع داخل الجيش من حيث كفاءة الجيش واستعداده وجهوزيته لخوض حرب، والتماسك في مختلف الوحدات، والأنشطة العسكرية المنتظمة في كافة القطاعات، وذلك في ظل التحذيرات الخطيرة التي أطلقتها كبار القيادات العسكرية خلال الأيام الماضية.
تحذيرات من “احتجاج صامت”
وبحسب هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، فإن كبار الضباط أكدوا خلال مداولات اللجان البرلمانية أن استعداد التشكيلات العسكرية وجهوزيتها “آخذة بالتراجع”، وقالوا: “يجب علينا تغيير الوضع الحالي للخلاف. نحن في وضع سيء”، وطالبوا بوقف وصف المحتجين بـ”المتمردين أو رافضي الخدمة”، معتبرين أن ذلك “يفاقم الأزمة”.
وأشار الضباط إلى مخاوف من امتناع “صامت” عن الخدمة في قوات الاحتياط، في إشارة إلى اتساع الاحتجاجات في قوات الاحتياط عبر الامتناع عن الامتثال في الوحدات العسكرية، غير أن ذلك قد يتم بصمت وبشكل غير منظم بعيدا عن التغطية الصحافية والبيان الإعلامية.
ثغرات تمنع استبدال الاعتماد على قوات الاحتياط بقوات نظامية
وقال الضباط إنه “بسبب التوترات في الضفة الغربية والجبهة الشمالية، فإن غياب جنود الاحتياط الذين توقفوا عن التطوع احتجاجًا على الخطة القضائية، سيعني أنه اعتبارًا من الشهر المقبل، سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط للخدمة للتعامل مع المهام المختلفة”.
ووفقا للصورة التي عكسها الضباط، فإن “الجيش الإسرائيلي يفضل تجنب إلقاء العبء الأمني على نظام الاحتياط خصوصا في هذه الفترة، ولكن استخدام القوات النظامية بدلاً من قوات الاحتياط (التي توقفت عن التطوع للخدمة)، من المتوقع أن يؤدي ذلك ‘ثغرات كبيرة‘ في التدريب المطلوب للجيش النظامي للحفاظ على كفاءته للحرب”.
وخلال المداولات السرية، قال بسيوك إن “الجيش الإسرائيلي جاهز حاليًا للحرب ويمكنه الالتزام بتأدية المهام الحالية المطلوبة منه”، ومع ذلك، حذر الضباط من أن “ضررًا كبيرًا للغاية لتماسك الجيش قد حدث بالفعل، وقالوا إن الأزمة غيّرت وتغيّر بالفعل طابع الجيش كما عرفوه حتى اليوم”.
وشددوا على أن “هناك مخاوف من أن الجنود الدائمين سيجدون صعوبة في الخدمة في الأجواء الحالية”؛ ونقلت “هآرتس” عن مصادر مطلعة على المداولات أنه “كان من الواضح أن ممثلي الجيش محبطون”.
ماذا لو اندلعت حرب؟
وبحسب الضباط، فإنه “بناءً على المحادثات التي أجروها مع جنود الاحتياط المحتجين على التشريعات القضائية، فإنهم يقدرون أنه إذا تعرضت إسرائيل لهجوم من قبل دولة معادية، فإن جميع جنود الاحتياط سينضمون للخدمة وسيشاركون في الحرب بمجرد أن يطلب منهم ذلك”.
في المقابل، شدد كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي على أن عناصر الاحتياط المحتجين “يميزون بين التصعيد الذي قد ينتج عن قرار إيران أو حزب الله أو حماس لتحدي إسرائيل في حرب مفاجئة، وبين وضع تنجر فيه إسرائيل إلى حرب نتيجة تصرفات الحكومة غير المسؤولة أو استفزازات أي من أعضائها”، بحسب “هآرتس”.
وفي السيناريو الأخير، يخشى المسؤولون في الجيش الإسرائيلي أن “يختار العديد من جنود الاحتياط عدم الامتثال لأوامر الاستدعاء لوحداتهم العسكرية. وقال ممثلو الجيش إنه “في كلتا الحالتين، فإن الضرر الذي يلحق بتماسك صفوف الجيش سيؤثر على القتال”.
الإضرار بالدوافع لدى المجندين الجدد
كما أثار الجيش الإسرائيلي خلال المداولات تداعيات احتجاجات قوات الاحتياط على دوافع الشبان الذين وصلوا إلى سن التجنيد، للخدمة في الجيش وعزوف المجندين الجدد عن الخدمة في الوحدات القتالية الخاصة “الحاسمة وشديدة الأهمية بالنسبة للجيش”.
وتغيّب أعضاء كنيست عن أحزاب الائتلاف عن المداولات السرية في اللجان البرلمانية الفرعية، على الرغم من دعواتهم إلى عقدها؛ وشارك فيها رئيس لجنة الأمن والخارجية، يولي إدليشتاين، ورئيس الأركان الأسبق، عضو الكنيست، غادي آيزنكوت، وعضو الكنيست، شالوم دانينو.
المصدر: عرب 48