الملكية الفكرية.. نقص القادرين على التمام
وكان رئيس تحرير المجلة العربية محمد السيف أول متصدٍ، إذ كتب «علي العميم أول كاتب تنبّه إلى خطورة أفكاره وكشف عن تقلباته الفكرية وتناقضاته، ونبّه إلى أنه تكفيري منسي، عبر مقالات كتبها قبل 15 سنة في مجلة المجلة ثم جمعها في كتاب: (عبدالله النفيسي الرجل الفكرة التقلبات)» وخاطب المُغرّد قائلاً: «ومع أنك اتكأت على معلومات من هذا الكتاب، إلا أنك لم تعزها إلى مصدرها».
فيما قال الكاتب خالد الغنامي: «لم يسبق أحد علي العميم في الكتابة النقدية عن النفيسي، وأيام صدور كتابه كانت أفكاره جديدة وصادمة لكثيرين ممن خُدعوا بحربائية النفيسي. ولا يمكن لمتابع لما يحدث في الساحة الثقافية أن ينكر هذا».
وأثارت الأفعال وردودها تساؤلات عن حقوق الملكية في الفضاءين (الأزرق والأسود) وغيرهما؛ فيرى الكاتب الاحترافي عبدالرحمن الراشد كنت أشك أن أي أحد (يقرأ ويكتب) ممكن يصدق حكايات ومسلسلات الثريد المفبركة التي تُنتجها الحسابات الوهمية، إلا أنه مع انتشارها وتفتتها بمقاطع فيديو وقصاصات صحف، غدا كل شيء ممكناً.
ولم يخفِ الكاتب مشاري الذايدي تبرمه مما يقع من سطو وتطاول؛ فكتب «هذه مسألة كبيرة، أرغب في لفت النظر لها، وهي السطو والاستباحة التي تتعرض لها أبحاث الباحثين، وكتب الكاتبين وجهد المجتهدين، من طرف نجوم (السوشيال ميديا)، على (منصة إكس) و(سناب شات)، و(يوتيوب) أحياناً»، مشيراً إلى تجاوزات حسابات في (إكس) تغري صاحب حساب (منوّعات) بالكتابة عن حدث تاريخي أو شخصية معيّنة أو مفهوم ما، ثم يشحن الكلام بـ«شوية» صور وغرافيكس، وإذا كان فيه فيديو مصاحب فيه مؤثرات موسيقية حماسية، فـ«يا سلام»! ويذيّل ذلك بقوله: «إذا كنت مشغولاً فدعها في المفضّلة. بينما جلّ المادة التي يحقن بها هؤلاء ما يُظنّ أنها من عندياتهم، موادّ مسلوبة ومسلوخة من صحفيين جادّين وباحثين رصينين، ولا من شاف ولا من دري».
وعدّها الذايدي «كارثة عواقبها (وأد) الإبداع والرغبة في التعب اللذيذ من أجل بهجة المعرفة، وليس ثمّة أي قوانين رادعة والأهم: لا يوجد ثقافة عمومية تنفّر من هذا الصنيع وتشمئز منه في (حراج) ومزادات (السوشيال ميديا)».
فيما طالب أستاذ الإعلام الجديد الدكتور سعيد الدحية بالتحرك المؤسسي من هيئة الملكية الفكرية، وقال نرى ونقرأ جهوداً فردية لصد (السطو الرقمي)، إلا أن التجاوزات الملحوظة تستدعي تحركاً مؤسسياً لإصدار تشريع يحد من عمليات السطو الرقمي وتضمن حفظ الحقوق الفكرية عبر منصات التواصل.
متهم بالسطو: لم أنقل حرفياً والاعتقاد رأي أحمق
أبدى أحد مشاهير التواصل لم يرغب في النشر تحفظه على ما يثيره ثريده من ردود أفعال، وقال لـ«» «القانون واضح جداً في هذه المسألة، إذا نقلت بالنص، أما نقل سيرة أوردها كثيرون، وكل بتحليله، وتعتقد أنها حقوق فهذا رأي أحمق».
هيئة الإعلام المرئي
أكدت هيئة الإعلام المرئي أن نسخ المواد المحمية بحقوق التأليف والنشر وتوزيعها على الإنترنت، يعتبر مخالفة تنتهك الحقوق الفكرية.
ماهو اختصاص «الملكية الفكرية»
تعنى هيئات وجمعيات ومؤسسات الملكية الفكرية في العالم؛ بحماية حقوق المؤلف والكاتب، وتحفظ الملكية الفكرية إبداعات العقل من اختراعات ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات وأسماء وصور مستخدمة، بنسبتها لمُنتجيها، وتغريم المتطاول ورد الحق لصاحبه متى ثبتت السرقة أو السطو خصوصاً في مواقع التواصل، ولعل بعض هيئات الملكية الفكرية عاجزة تماماً عن ملاحقة المتطاول أو ردعه، أو التشهير به وكأنما تحولت لمحكمة تنتظر قدوم الخصوم إليها ومن ثم البت في القضايا، علماً بأن الدولة الوطنية الحديثة منحت هيئات الملكية الفكرية صلاحيات واسعة، تمكنها من رعاية وصيانة براءات الاختراع، وحقوق المؤلف والعلامات التجارية، وكل هذه المنتجات محمية قانونا ونظاماً ما يمنح الكُتّاب والمخترعين والمبدعين طمأنينة كسب الاعتراف بابتكارهم أو اختراعهم، وتثبيت الحق المالي المترتب على الملكية، وخلق بيئة تسهم في تعزيز قدرات الإبداع والابتكار والاختراع.
ورغم محاولات «» للتواصل مع هيئة الملكية الفكرية أو متحدثيها إلا أن الجهود لم تُثمر؛ ما أعادني لبيت المتنبي؛ ولم أر في عيوب الناس عيباً؛ كنقص القادرين على التمام.