إيقاف الفرنسي بوغبا عن اللعب مؤقتا
قررت الوكالة الإيطالية لمكافحة المنشطات إيقاف لاعب وسط يوفنتوس ومنتخب فرنسا، بول بوغبا، مؤقتا بعد ثبوت تعاطيه هرمون التستوستيرون المحظور، ما يشكل ضربة قاسية جدا لحلمه بالعودة إلى مستواه السابق بعدما عانى الأمرين جراء الإصابات.
ووفقا للصحافة الإيطالية، فإن بوغبا الذي غاب عن غالبية موسم 2022-2023 واكتفى بخوض 10 مباريات فقط بسبب الإصابات، سقط في فحص المنشطات الذي خضع له بعد المباراة بين يوفنتوس ومضيفه أودينيزي في المرحلة الأولى من الدوري والتي لم يشارك فيها.
وأفادت وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” بعد ظهر الإثنين بأن بوغبا أظهر مستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون في اختبار الدم الذي أجراه بعد الفوز على أودينيزي 3-0 في 20 آب/أغسطس.
وقالت الوكالة الإيطالية لمكافحة المنشطات في بيانها “تعلن المحكمة الوطنية لمكافحة المنشطات أنه وفقا لتوصية المدعي العام الوطني لمكافحة المنشطات، أنها أصدرت قرارا بالإيقاف المؤقت بحق بول لابيل بوغبا”.
وأضافت أن العقوبة صدرت بسبب “مخالفة المادتين 2.1 و2.2 لوجود المواد المحظورة التالية: مستقلبات هرمون التستوستيرون”.
ورغم أنه بقي على مقاعد البدلاء ولم يشارك في اللقاء، كان بوغبا أحد الذين تم اختيارهم بشكل عشوائي للخضوع للاختبار.
وفي هذه الحالة، يمكن للاعب أن يطلب تحليلًا مضادا للتأكد من عدم وجود أخطاء في العينة.
وفي غضون الأيام السبعة القادمة، سيتم تحليل العينة “باء” بواسطة المختبر نفسه الذي قام بفحص العينة “ألف”.
وإذا جاءت النتيجة إيجابية، فسيتم إيقاف اللاعب تلقائيا في انتظار الحكم.
ويواجه ابن الثلاثين عاما خطر الإيقاف لمدة تصل إلى أربعة أعوام وفق الإعلام الإيطالي إذا تبين أنه تناول عقارات لتحسين الأداء.
ويمكنه أيضا عرض حالته في حال تناوله أي مادة من دون علمه من أجل معالجة مشكلة طبية ما أدى إلى ارتفع مستويات هرمون التستوستيرون في دمه.
ورفض مستشارو بوغبا الرد وكان يوفنتوس الوحيد الذي كتب بشأن هذه المسألة، قائلا في بيان مقتضب “نحتفظ بإمكانية تقييم المراحل المقبلة من الإجراء”، مما يشير إلى التوجه لطلب فحص مضاد للعينة الأولى.
وعاد بوغبا إلى يوفنتوس الموسم الماضي، قادما من مانشستر يونايتد الذي استعاد خدماته من عملاق تورينو في صيف 2016 بعدما دافع عن ألوانه أيضا خلال موسم 2011-2012 قبل أن يتركه باتجاه “السيدة العجوز”.
ولم ينعم بعودته الى يوفنتوس إذ تعرض للإصابة خلال مباراة استعدادية أجبرته على إجراء جراحة من أجل إزالة الغضروف في ركبته، ما أبعده عن الملاعب لفترة طويلة واكتفى بخوض ست مباريات في الدوري الإيطالي الموسم الماضي وعشر بالمجمل، فيما خاض هذا الموسم مباراة واحدة فقط.
ويأتي إيقاف بوغبا الذي غاب عن مونديال قطر نهاية العام حيث وصل المنتخب الفرنسي إلى النهائي قبل الخسارة أمام ليونيل ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني، في اليوم الذي نشرت قناة الجزيرة مقابلة معه قال خلالها إنه عازم على العودة الى الملاعب هذا الموسم بـ”روح قتالية ورغبة في اللعب” بعد موسم كارثي كان من الممكن أن “يدمره” بسبب الإصابات وخاصة المشاكل غير الرياضية.
وقال بوغبا “لقد مررت بعام صعب، لذلك لدي هذه الروح القتالية، وهذه الرغبة في لعب كرة القدم والاستمتاع بها حتى نهاية مسيرتي. يبدو الأمر كما لو أن عمري 18 عاما مرة أخرى”.
وعاد بطل مونديال 2018 في حديثه لبرنامج “جيل الرياضة” على القناة، إلى محاولة الابتزاز التي قامت بها عصابة منظمة استهدفته وشارك فيها بشكل ملحوظ أحد إخوته، ماتياس وأربعة مقربون منه.
وقال “لقد كان الأمر مثل الفيلم. المال يغيِّر الناس، هذه هي الحقيقة، المال يمكن أن يفكك الأسرة، ويشعل الحرب”.
وتوعّد ماتياس في مقطع فيديو نُشِرَ على مواقع التواصل الاجتماعي بأربع لغات (الفرنسية والإيطالية والإنجليزية والإسبانية) في 27 آب/أغسطس الماضي بالكشف عن “أمور كبيرة” عن شقيقه.
والأربعة الآخرون جميعهم مقربون من عائلة بوغبا وتتراوح أعمارهم بين 27 و36 عاما.
وعند سؤاله عن المخاطر التي يمكن أن يمثلها المقربون إلى لاعب كرة قدم مشهور، استغرق بوغبا بضع ثوانٍ للإجابة. قال “آه… حقا، الأشخاص الوحيدون الذين يمكنهم إيذائك هم أحباؤك. الأعداء، أنت تعرف مكانهم، لكن الأصدقاء، والعائلة، والأشخاص الذين تعتقد أنهم سعداء من أجلك، يمكنهم تدميرك، يمكنهم تدميرك (رددها مرتين)”.
وأضاف “في ذروة هذه الأزمة كانت هناك أوقات وجدت فيها نفسي وحيدا وقلت لنفسي: لا أريد أن أملك المال بعد الآن، لا أريد أن ألعب بعد الآن، أريد فقط أن أكون مع الناس العاديين الذين يحبونني لشخصي وليس من أجل الشهرة أو المال. في بعض الأحيان يكون الأمر صعبا”.
وتابع “لكن الله ساعدني، أدركت أن هذه كانت حياتي، وأنه كان علي أن أتعامل مع هذه الأزمة بهذه الطريقة، وأنها فقط ستجعلني أكثر قوة”.
كما توعَّد بوغبا أولئك الذين لا يؤمنون بقدرته على العودة إلى أفضل مستوياته.
وقال “كرة القدم قاسية، يمكن للناس أن ينسوك في اليوم التالي. إنهم ينتظرونك في الزاوية ويقولون: لقد انتهى، انتهت مسيرته الاحترافية”.
وأضاف “يعتقد الكثيرون أنني انتهيت، وأنني ميت، وأن بوغبا لم يعد موجودا، وأنني لم أعد واحدا من أفضل اللاعبين، أنني لم أعد لاعبا جيدا، وأنني ما زلت مصابا…”.
وأردف قائلا “لكنني لست ضعيفا، يمكنكم قول أشياء سيئة عني، لن أستسلم أبدا”، واعدا بـ”سأعمل دائما بجهد أكبر، وأعطي المزيد دائما، وسيتعين علي أن أظهر لهم مستواي، مرة أخرى…”.
لكن قرار الإيقاف سيعكر بالتأكيد حلمه بالعودة الى اللاعب الذي كان عليه، لاسيما في تجربته الأولى مع يوفنتوس حين توج بلقب الدوري أربع مرات والكأس مرتين والكأس السوبر مرتين أيضا، وبالمشاركة مع بلاده في كأس أوروبا الصيف المقبل.
المصدر: عرب 48