ليبيا دانيال يدمر ربع مدينة درنة ويقتل ويشرد

خديجة حمودة ووكالات
بات الوضع الإنساني في ليبيا كارثيا وخارجا عن السيطرة بسبب الإعصار «دانيال»، فيما وصفته منظمة الصحة العالمية بـ «الكارثة المأساوية»، وسط حصيلة «ضخمة» من الضحايا والمفقودين تقدر بـ «الآلاف»، وذلك في أكبر كارثة طبيعية تشهدها البلاد منذ «زلزال المرج» عام 1963.
وأعلن مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في ليبيا أن الفيضانات الكارثية أدت إلى انهيار البنية التحتية في الأجزاء الشرقية من البلاد، لاسيما مدينة درنة الأكثر تضررا التي دمر نحو 25% منها، حيث انهار سدان واختفت مناطق بالكامل وقتل وشرد آلاف الأشخاص وتم انتشال أكثر من ألف جثة بالمدينة.
وإزاء هذا الوضع المتأزم، أطلقت الحكومة في شرق ليبيا نداء عاجلا للحصول على مساعدات دولية لتلبية الاحتياجات الإنسانية التي تتجاوز بأشواط إمكانات الصليب الأحمر الليبي وإمكانات الحكومة.
وأدت السيول الناجمة عن الإعصار العنيف إلى انهيار سدود وجرف مبانٍ وتدمير ربع مدينة درنة الواقعة في شرق ليبيا، وسط مخاوف من فقد ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص. وانتشلت ألف جثة على الأقل في مدينة درنة وحدها، ويتوقع مسؤولون أن تكون حصيلة القتلى أعلى بكثير بعدما عبرت العاصفة «دانيال» البحر المتوسط واجتاحت البلاد التي تعاني من صراع مستمر منذ أكثر من عقد. وشاهد صحافي من «رويترز»، وهو في طريقه إلى درنة، سيارات مقلوبة على جوانب الطرق وأشجارا اقتلعت من جذورها ومنازل مهجورة تغمرها المياه.
وقال وزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ في حكومة شرق ليبيا هشام أبوشكيوات لـ «رويترز» عبر الهاتف «عدت من هناك (درنة).. الأمر كارثي للغاية.. الجثث ملقاة في كل مكان، في البحر، وفي الأودية، وتحت المباني».
وتابع «ليس لدي عدد إجمالي للقتلى لكن هو كبير كبير جدا.. عدد الجثث المنتشلة في درنة تجاوز الألف.. لا أبالغ عندما أقول إن 25% من المدينة اختفى. العديد من المباني انهارت».
وأسفرت الفيضانات عن مقتل أكثر من 2300 شخص، وفق ما أفاد أسامة علي الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية.
وأوضح الناطق باسم الجهاز الذي ينتشر فريق تابع له في درنة إلى أن الفيضانات الناجمة عن العاصفة «دانيال» خلفت «أكثر من 2300 قتيل» وما لا يقل عن 7000 جريح، في حين هناك أكثر من 5000 آخرين في عداد المفقودين.
في سياق متصل، قال رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر في ليبيا تامر رمضان للصحافيين في جنيف عبر دائرة تلفزيونية من تونس «يمكننا أن نؤكد من مصادر معلوماتنا المستقلة أن عدد المفقودين يزيد عن عشرة آلاف حتى الآن».
وأضاف ان «الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بأشواط إمكانيات الصليب الأحمر الليبي وإمكانيات الحكومة».
وتابع أنه «لهذا السبب أطلقت الحكومة في الشرق نداء للحصول على مساعدات دولية وسنطلق نحن نداء عاجلا قريبا أيضا».
وأظهرت مقاطع مصورة سيلا جارفا يشق طريقه عبر وسط مدينة درنة بعد انهيار سدود، بينما اصطفت مبان مهدمة على جانبي الطريق.
كما أظهر مقطع مصور آخر على فيسبوك عشرات الجثث مغطاة على الأرصفة.
وأظهرت لقطات بثتها قناة «المسار» التلفزيونية الليبية أشخاصا يبحثون عن جثث ورجالا آخرين في قارب مطاطي ينتشلون جثة من البحر.
وقال خليفة الطويل أحد عمال الإسعاف لقناة «المسار»: «ليس لدينا ما ننقذ به الناس.. لا توجد آلات.. نطلب المساعدة العاجلة».
ووصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع في ليبيا بأنها «كارثة مأساوية».
في الوقت نفسه، لفتت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى اختفاء «أحياء بأكملها» في درنة، حيث «جرفت المياه سكانها بعد انهيار سدين قديمين، ما جعل الوضع كارثيا وخارجا عن السيطرة».
إلى ذلك، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام تضامنا مع ضحايا ليبيا والمغرب. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، عبر حسابه على موقع فيسبوك، «الحداد ثلاثة أيام في جمهورية مصر العربية تضامنا مع الأشقاء في المغرب وليبيا».
كما نقل فهمي توجيه السيسي «القوات المسلحة بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية، جوا وبحرا» للبلدين.