Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الاقتصاد

الطاقة الدولية: الطلب على الفحم يتجه لتراجع تدريجي حتى 2030

أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن استهلاك الفحم قد بلغ ذروته عالمياً، ومن المتوقع أن يبدأ في الانخفاض التدريجي خلال السنوات الخمس القادمة. يأتي هذا التوقع في ظل التوسع المطرد لمصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال كبديل. يشير هذا التحول إلى تغيير كبير في مشهد الطاقة العالمي، مع تداعيات محتملة على كل من المنتجين والمستهلكين.

وتتوقع الوكالة، وفقاً لتقريرها السنوي حول الفحم الصادر يوم الأربعاء، ارتفاعاً طفيفاً في الطلب على الفحم بنسبة 0.5% هذا العام، ليصل إلى مستوى قياسي يبلغ 8.845 مليون طن. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى انخفاض بنسبة 3% بحلول عام 2030، مما يؤكد الاتجاه العام نحو الابتعاد عن هذا الوقود الأحفوري. هذا التحول مدفوع بشكل أساسي بالجهود العالمية للحد من انبعاثات الكربون ومكافحة تغير المناخ.

الصين ومستقبل استهلاك الفحم

لطالما كان تحديد نقطة “ذروة الفحم” أمراً معقداً، نظراً للاستهلاك القوي المستمر في كل من الصين والهند. على الرغم من إغلاق العديد من مناجم الفحم في الاقتصادات المتقدمة، إلا أن الطلب في هاتين الدولتين الآسيوية لعب دوراً حاسماً في الحفاظ على مستويات الاستهلاك العالمية. تعتبر الصين حالياً أكبر مستهلك للفحم في العالم، حيث تمثل أكثر من نصف إجمالي الاستهلاك العالمي.

تُقر وكالة الطاقة الدولية بوجود حالة من عدم اليقين، مشيرةً إلى أن توقعاتها للسنوات الخمس المقبلة “لا تزال عرضةً لكثير من التقلبات التي قد تؤثر عليها بشكل كبير”. فالتغيرات في السياسات الحكومية، والتقدم التكنولوجي في مجال الطاقة المتجددة، والظروف الاقتصادية العالمية، كلها عوامل يمكن أن تؤثر على مسار استهلاك الفحم.

وتشير الوكالة إلى أن أي انخفاض في إنتاج الطاقة المتجددة في الصين، أو أي تسارع في مشاريع تحويل الفحم إلى غاز، قد يؤدي إلى تحول هذا الانخفاض المتوقع إلى زيادة طفيفة في الاستهلاك. هذا يسلط الضوء على أهمية الاستمرار في الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة وتنويع مصادر الطاقة لضمان انتقال سلس نحو مستقبل منخفض الكربون.

تأثير الغاز الطبيعي المسال

بالإضافة إلى الطاقة المتجددة، يلعب الغاز الطبيعي المسال (LNG) دوراً متزايد الأهمية في استبدال الفحم في توليد الطاقة. يعتبر الغاز الطبيعي المسال أقل تلويثاً من الفحم، مما يجعله خياراً جذاباً للدول التي تسعى إلى تقليل انبعاثاتها الكربونية. كما أن توفر الغاز الطبيعي المسال بأسعار تنافسية يمكن أن يشجع على الابتعاد عن الفحم.

استهلاك الفحم في الولايات المتحدة يشهد انتعاشاً غير متوقع

على النقيض من الاتجاه العالمي، من المتوقع أن يشهد استهلاك الفحم في الولايات المتحدة ارتفاعاً بنسبة 8% في عام 2025. يعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، بما في ذلك ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، وتباطؤ وتيرة إغلاق محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، والدعم الذي تقدمه بعض السياسات الفيدرالية الحالية. هذا الارتفاع يمثل استثناءً ملحوظاً للاتجاه التنازلي الذي استمر لمدة 15 عاماً.

خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، شهد استهلاك الفحم في الولايات المتحدة انخفاضاً سنوياً بمعدل يقارب 6%. ومع ذلك، فإن الظروف الحالية قد أدت إلى تغيير مؤقت في هذا الاتجاه. من المهم ملاحظة أن هذا الانتعاش قد يكون مؤقتاً، ويعتمد على استمرار ارتفاع أسعار الغاز وتطور السياسات الحكومية.

تتوقع الوكالة أن هذا الارتفاع في استهلاك الفحم في الولايات المتحدة سيكون محدوداً، وأن الاتجاه العام على المدى الطويل سيظل نحو الانخفاض. ومع ذلك، فإن هذا التطور يوضح أن التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة ليس دائماً خطياً، وأن هناك عوامل مختلفة يمكن أن تؤثر على مسار استهلاك الوقود الأحفوري.

بشكل عام، تشير التوقعات إلى أن استهلاك الفحم سيستمر في الانخفاض على مستوى العالم في السنوات القادمة، مدفوعاً بالنمو السريع للطاقة المتجددة والتحول نحو مصادر طاقة أنظف. ومع ذلك، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين، خاصة فيما يتعلق بالصين والهند والولايات المتحدة. ستكون المراقبة الدقيقة للسياسات الحكومية، والتقدم التكنولوجي، والظروف الاقتصادية العالمية أمراً ضرورياً لفهم مسار استهلاك الفحم في المستقبل.

من المتوقع أن تصدر وكالة الطاقة الدولية تقريرها التالي حول الفحم في العام القادم، والذي قد يقدم تحديثات حول هذه التوقعات ويحلل التطورات الجديدة في سوق الفحم العالمي. سيراقب المحللون عن كثب التغيرات في استهلاك الفحم في الصين والهند، بالإضافة إلى تأثير السياسات الحكومية على استهلاك الفحم في الولايات المتحدة ودول أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *