“سبيس إكس” ترفع تقييمها إلى 800 مليار دولار وتؤكد طرحها في 2026

تستعد شركة سبيس إكس، عملاق الفضاء الذي يملكه إيلون ماسك، لخطوة تاريخية محتملة نحو الاكتتاب العام الأولي (IPO) في عام 2026، وذلك بعد إتمام صفقة بيع أسهم داخلية قيمت الشركة بنحو 800 مليار دولار. هذه الخطوة تأتي لتمويل مشاريع طموحة تشمل تطوير صاروخ “ستارشيب” ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الفضاء، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة على سطح القمر. وتعتبر هذه الصفقة مؤشراً قوياً على النمو المتسارع للشركة في قطاع الفضاء.
أعلنت سبيس إكس عن هذه الخطوة في رسالة داخلية للمساهمين، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبرغ. وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الشركة طلباً متزايداً على خدماتها في مجال إطلاق الأقمار الصناعية والرحلات الفضائية، مما يعزز مكانتها كشركة رائدة في هذا المجال. وتشير التقديرات إلى أن الاكتتاب العام الأولي قد يجمع أكثر من 30 مليار دولار، مما يجعله واحداً من أكبر الاكتتابات العامة في التاريخ.
سبيس إكس تتجاوز تقييمات شركات التكنولوجيا الكبرى
هذا التقييم الجديد لسبيس إكس يتجاوز الرقم القياسي السابق الذي سجلته شركة “أوبن إيه آي” المالكة لـ “تشات جي بي تي” في أكتوبر، والذي بلغ 500 مليار دولار. وبذلك، تعود سبيس إكس لتتصدر قائمة الشركات الخاصة الأعلى قيمة في العالم. يعكس هذا التقييم الثقة الكبيرة في قدرة الشركة على تحقيق أهدافها الطموحة في مجال استكشاف الفضاء وتطوير التكنولوجيا.
التمويل لمشاريع مستقبلية
تهدف سبيس إكس من خلال الاكتتاب العام إلى تأمين التمويل اللازم لتسريع وتيرة إطلاق صاروخ “ستارشيب” التجريبي، والذي يعتبر مفتاحاً لتحقيق رؤية الشركة في استعمار المريخ. بالإضافة إلى ذلك، تخطط الشركة للاستثمار في تطوير مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الفضاء، والتي يمكن أن توفر خدمات حوسبة متقدمة للعملاء على الأرض. كما تسعى سبيس إكس إلى إنشاء قاعدة دائمة على سطح القمر، مما سيعزز قدرتها على إجراء البحوث العلمية واستكشاف الفضاء العميق.
ارتفاع سعر السهم
أظهرت أحدث جولة لبيع الأسهم الداخلية ارتفاعاً كبيراً في سعر السهم، حيث بلغ 421 دولاراً، مقارنة بـ 212 دولاراً في يوليو الماضي. يعكس هذا الارتفاع الزيادة في تقييم الشركة والثقة المتزايدة في مستقبلها. تتيح هذه العروض للمساهمين، بما في ذلك الموظفين، فرصة لتسييل جزء من حصصهم أو زيادة استثماراتهم في الشركة.
تعتبر سبيس إكس حالياً أكثر شركات إطلاق الصواريخ نشاطاً في العالم، حيث تهيمن على السوق بفضل صاروخ “فالكون 9” الذي ينقل الأقمار الصناعية والبشر إلى المدار. بالإضافة إلى ذلك، تتصدر الشركة قطاع توفير خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من خلال شبكة “ستارلينك”، والتي توفر اتصالاً واسع النطاق لملايين العملاء حول العالم. وتشكل هذه الخدمات مصدراً رئيسياً للإيرادات للشركة وتساهم في تعزيز مكانتها في السوق.
ومع ذلك، لا يزال توقيت الاكتتاب العام والتقييم النهائي للشركة غير مؤكدين. وأكد المدير المالي لشركة سبيس إكس، بريت جونسن، في رسالته أن الشركة قد تقرر عدم المضي قدماً في الاكتتاب العام إذا لم تكن الظروف مواتية. وتعتمد هذه القرارات على عدة عوامل، بما في ذلك الأوضاع الاقتصادية العالمية وأداء الشركة في تحقيق أهدافها الطموحة.
تستمر سبيس إكس في التوسع والابتكار في مجال الفضاء، وتسعى إلى تحقيق رؤيتها في جعل البشرية حضارة متعددة الكواكب. وتشمل خطط الشركة تطوير تقنيات جديدة لإعادة استخدام الصواريخ، وتقليل تكلفة الوصول إلى الفضاء، واستكشاف الكواكب الأخرى. وتعتبر هذه الجهود حاسمة لتحقيق مستقبل مستدام للبشرية في الفضاء.
في الختام، من المتوقع أن تشهد سبيس إكس تطورات كبيرة في الأشهر والسنوات القادمة، مع التركيز على تطوير صاروخ “ستارشيب” والاستعداد للاكتتاب العام الأولي المحتمل في عام 2026. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاطر والتحديات التي تواجه الشركة، بما في ذلك المنافسة المتزايدة في قطاع الفضاء والتقلبات الاقتصادية العالمية. ومن المهم متابعة تطورات الشركة عن كثب لتقييم فرصها وتحدياتها المستقبلية. وتعتبر شبكة ستارلينك للاتصالات الفضائية من أهم المشاريع التي ستساهم في تحقيق أهداف الشركة المالية.

