الملايين سيهاجرون من بلدانهم بحلول 2050 بسبب تغيُّر المناخ… هذه المناطق الأكثر تأثّرا
الكوارث الطبيعية من أهم أسباب الهجرة المرتبطة بالمناخ || قد يبلغ عدد المهاجرين 216 مليون شخص بحلول 2050 || ارتفاع مستوى البحر يمكن أن يؤدي إلى هجرة 750 ألف شخص في ساحل شرق إفريقيا بين 2020 و2050.
مغربيّون في مخيّم عقب كارثة الزلزال (Getty Images)
قد يتراوح عدد المهاجرين في العالم لأسباب متعلقة بالمناخ بحلول العام 2050، بين 44 و216 مليون شخص، وفق ما تتوقع حدوثه المنظمة الدولية للهجرة.
ومع زيادة تأثيرات أزمة تغير المناخ، قد تصبح الهجرة المتعلقة بها أكثر رواجا بحسب ما يشير إليه الخبراء، ذلك أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى كوارث طبيعية مدمّرة، ما يجبر الناس على الهجرة بحثا عن الأمان.
ووفق تقرير نشرته المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة في 2022، اضطر نحو 21 مليونا و600 ألف شخص حول العالم، إلى النزوح خلال العقد الماضي بسبب تغيّر المناخ.
وحذر التقرير من أن مخاطر تغير المناخ في ارتفاع مضطرد عالميا خلال العقد المقبل، حيث من المتوقع أن يواجه نحو مليار شخص كوارث طبيعية، مثل ارتفاع منسوب مياه البحر، والفيضانات والجفاف، وارتفاع معدلات الحرارة، إضافة إلى اضطراب في الأمن الغذائي.
وذكر التقرير نفسه أن المناطق الأكثر تأثُّرا بالأحداث المناخية المرتبطة بتغير المناخ بين 2012 إلى 2021، هي كالتالي وفق ترتيب تنازلي: شرق آسيا والمحيط الهادئ، وجنوب شرق آسيا، وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والأميركيتان (الشمال والجنوب)، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى.
وعرض التقرير بيانات مركز رصد النزوح (IDMC)، حول تأثر ملايين الأشخاص حول العالم بالكوارث المرتبطة بالمناخ.
وبلغ عدد المتأثرين أكثر من 10 ملايين شخص في شرق آسيا والمحيط الهادئ، وأكثر من 8 ملايين في جنوب شرق آسيا، وأكثر من 2 مليون في الصحراء الكبرى في إفريقيا، في حين بلغ العدد في الأميركيتين نحو مليونين، ومثلهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
حتى في أوروبا وآسيا الوسطى، حيث يسجَّل أدنى مستوى لتنقل الأشخاص بسبب أزمة المناخ، فقد واجه نحو مليوني شخص كوارث الفيضانات، وفق التقرير.
بين أفضل وأسوأ السيناريوهات
وأشار التقرير إلى أن الأرقام قد تتغيّر بناءً على مستوى ظاهرة الاحتباس الحراري والنمو السكاني، كما أنه من المتوقع أن ينزح ما بين 44 مليونا و113 مليونا بحلول 2050.
هذا العدد قد يتراوح بين 125 و216 مليونا مع تغير مناخي أكثر حدة، وهو ما يمثل السيناريو المتشائم لمستقبل المناخ، وفق المصدر ذاته.
وبحسب التقرير، فإن المناطق التي ستشهد أعلى معدلات الهجرة بحلول عام 2050 هي: دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وشرق آسيا والمحيط الهادئ، وجنوب آسيا، وشمال آسيا، وأميركا اللاتينية، وأوروبا وآسيا الوسطى.
وشدّد التقرير على أن ارتفاع مستوى سطح البحر يمكن أن يؤدي إلى هجرة 750 ألف شخص في ساحل شرق إفريقيا بين 2020 و2050.
في بنغلاديش مثلا، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 0.44 متر، إلى هجرة 730 ألف شخص، في حين أن ارتفاعه بمقدار 2 متر يمكن أن يؤدي إلى 2 مليون و100 ألف مهاجر بحلول 2100.
أسباب الهجرة المتعلقة بالمناخ
وقالت الأستاذة في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة إرجييس في تركيا، مليكة ديدي أوغلو، إن “الأشخاص الذين يضطرون إلى الانتقال من مناطقهم، بسبب الأحداث المناخية والبيئية التي تؤثر سلبا على حياتهم أو مصادر رزقهم، سواء بشكل مؤقت أو دائم، تطلق عليهم المنظمة الدولية للهجرة اسم ’مهاجرو المناخ’ climate migrants”.
وأضافت أوغلو: “تتنوّع أسباب هذا النوع من الهجرة، بين الكوارث المرتبطة بالمناخ (مثل الفيضانات)، وانخفاض الإنتاجية الزراعية، وندرة المياه، والجفاف، وارتفاع حاد بدرجات الحرارة، وارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة الاحتباس الحراري، ما يؤدي إلى فقدان الأراضي وبالتالي زيادة الهجرة”.
وأشارت إلى أن الصراعات الناجمة عن المنافسة المتزايدة للاستحواذ على الموارد الطبيعية، يمكن أن تؤدي أيضا إلى الهجرة المرتبطة بالمناخ في جميع أنحاء العالم.
وتسبّب إعصار كاترينا في الولايات المتحدة في 2005، بواحدة من أكبر أحداث الهجرة في تاريخ البلاد، حيث نزح مليون و500 ألف شخص بشكل مؤقت، و300 ألف شخص بشكل دائم، وهاجر 107 آلاف شخص بشكل غير قانوني، وفق أوغلو.
نحو مزيد من الهجرة
وحول وجهات المهاجرين، قالت أوغلو “في الهجرات المرتبطة بالأسباب المناخية، يختار الناس في البداية الانتقال إلى مناطق داخل بلدانهم (النزوح)، ومع اشتداد التأثيرات العالمية لأزمة المناخ، يُتوقع أن تصبح الهجرات الدولية أكثر تواترا في المستقبل”.
وتابعت: “في 2013، رُفضت طلبات لجوء مرتبطة بأزمة المناخ من كيريباتي إلى نيوزيلندا، فهناك معايير محددة للهجرة وفق اتفاقية جنيف، والهجرة الناجمة عن تغير المناخ ليست من ضمنها، وبالتالي يستبعد ملايين الأشخاص الذين يواجهون هذه المشكلة، لأنه لا توجد أنظمة خاصة بها”.
وأشارت إلى تحذيرات لجنة تغيّر المناخ التابعة للأمم المتحدة، من زيادة الاحترار في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مؤكدة أن تركيا، باعتبارها جزءا من هذه المنطقة، ستتأثر بالهجرة المرتبطة بالتغيرات المناخية.
المصدر: عرب 48