الرئيس الإماراتي يصل قبرص في زيارة رسمية | الخليج أونلاين

تعزيز العلاقات الإماراتية القبرصية: زيارة تاريخية ومستقبل واعد
شهدت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وقبرص دفعة قوية نحو الأمام مع الزيارة الرسمية للرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى قبرص، والتي بدأت اليوم الأحد باستقبال رسمي حافل في مطار لارنكا الدولي. هذه الزيارة، التي تأتي في سياق حرص القيادة الإماراتية على تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع دول المنطقة والعالم، تؤكد على أهمية قبرص كشريك موثوق به في منطقة شرق المتوسط. وتعد هذه الزيارة فرصة مهمة لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الإماراتية القبرصية في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية.
استقبال رسمي للرئيس الإماراتي في لارنكا
استقبل الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، بحضور عدد من كبار المسؤولين القبارصة، الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى وصوله إلى مطار لارنكا الدولي. وقد عكست مراسم الاستقبال الترحيب الكبير الذي لقيه الرئيس الإماراتي، وتقدير قبرص للدور الذي تلعبه الإمارات في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي. رافق الرئيس الإماراتي في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى يضم الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، بالإضافة إلى عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الإماراتيين.
زخم اقتصادي وتجاري متزايد
تأتي هذه الزيارة في ظل زخم اقتصادي وتجاري متزايد بين البلدين. ففي الوقت نفسه، يتواجد في قبرص وفد إماراتي رفيع المستوى من القطاعين الحكومي والخاص، بقيادة معالي ثاني الزيودي وزير التجارة الخارجية، بهدف بحث آفاق جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي و الاستثمار المتبادل.
اجتماع طاولة مستديرة للأعمال
وقد عقد أمس السبت اجتماع طاولة مستديرة للأعمال بين الإمارات وقبرص، أكد خلاله الوزير الزيودي على التزام البلدين بتعميق التعاون في قطاعات استراتيجية حيوية. شملت هذه القطاعات النفط والغاز، والخدمات المالية، والطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، والعقارات، والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الصناعات البحرية. هذا التنوع في القطاعات يعكس الرغبة المشتركة في بناء شراكة شاملة ومستدامة.
تأسيس مجلس الأعمال الإماراتي القبرصي
من أبرز نتائج هذه الجهود، تم توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس الأعمال الإماراتي القبرصي. يهدف هذا المجلس إلى تسهيل التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدين، وتقديم الدعم اللازم للمشاريع المشتركة، وإزالة أي عقبات قد تعيق تدفق الاستثمارات. كما سيعمل المجلس على تنظيم فعاليات ولقاءات تعريفية لتعزيز التواصل بين رجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين والقبارصة.
مباحثات سابقة وتطلعات مستقبلية
لم تكن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها، حيث زارت وزيرة الدولة الإماراتية لانا نسيبة العاصمة القبرصية نيقوسيا في نوفمبر الماضي، وأجرت مباحثات مثمرة مع الرئيس خريستودوليدس ووزير الخارجية القبرصي. وقد تم خلال تلك المباحثات التأكيد على أهمية تكثيف المشاورات حول الأولويات الإقليمية، خاصة مع استعداد قبرص لتولي رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في عام 2026.
وفي سبتمبر 2024، استقبل الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد نظيره القبرصي في أبوظبي، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وفرص التعاون المشترك. هذه اللقاءات المتكررة تؤكد على الحرص المتبادل على تطوير هذه الشراكة الاستراتيجية.
اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة
تأسست هذه العلاقات القوية على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم إقرارها في فبراير 2022. تغطي هذه الاتفاقية مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التنسيق والتشاور السياسي، والدفاع والأمن، والطاقة، والتجارة والاستثمار، والسياحة والثقافة، والتعليم، والعلوم والتكنولوجيا، والنقل البحري. وتعتبر هذه الاتفاقية إطارًا قانونيًا ومؤسسيًا متينًا لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
آفاق واعدة لمستقبل العلاقات الإماراتية القبرصية
بشكل عام، تعكس الزيارة الرسمية للرئيس الإماراتي إلى قبرص التزامًا قويًا بتعزيز العلاقات الإماراتية القبرصية على جميع المستويات. ومن المتوقع أن تسهم هذه الزيارة في تحقيق المزيد من التقدم في مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز التبادل الثقافي والسياحي، وتوطيد العلاقات السياسية والأمنية بين البلدين. إن مستقبل هذه الشراكة الاستراتيجية يبدو واعدًا، ويحمل في طياته فرصًا كبيرة لتحقيق التنمية والازدهار لكلا البلدين. ومن المؤكد أن هذه الزيارة ستترك بصمة إيجابية في مسيرة العلاقات الثنائية، وستفتح آفاقًا جديدة للتعاون المثمر في المستقبل.

