بصق متطرفين يهود على مسيحيين: كوهين “يطمئن” الفاتيكان
كوهين يحاول طمأنة الفاتيكان، ويدين رسميا ظاهرة البصق على المسحيين والكنائيس التي اتسعت في الفترة الماضية، وامتدت إلى اتباع الصهيونية الدينية وحتى جنود متدينين في الجيش الإسرائيلي، وتستهدف جميع المسحيين.
توضيحية من القدس المحتلة (Getty Images)
أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، مساء الخميس، محادثة هاتفية مع نظيره في الفاتيكان، بول غالاغر، في محاولة إسرائيلية لتقديم طمأنات، وزعم “التزام إسرائيل بالحفاظ على حرية العبادة لجميع الأديان”، وذلك في ظل تصاعد الاعتداءات على المسحيين في القدس وأماكن أخرى، بما في ذلك من خلال البصق على رجال الدين والكنائس.
وفي مكالمة رسمية مع رئيس الأساقفة ووزير خارجية الفاتيكان، غالاغر، أدان كوهين عمليات البصق على المسحيين، ووصفها بأنها “ظاهرة مقيتة” علما بأن وزراء في الحكومة الإسرائيلية، بينهم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، كانوا قد أكدوا أنها “عادة يهودية متبعة منذ القدم”، ورفضوا اعتقال اليهود المتطرفين المتورطين في البصق على المسحيين.
وخلال المكالمة، قال كوهين إن “إسرائيل ستحافظ على حرية الدين وحرية العبادة لجميع الأديان”، وذكر موقع “واينت” أن الجانبين اتفقا على زيارة غالاغر الشهر المقبل للقدس والأماكن المقدسة للمسحيين في فلسطين التاريخية.
وقال كوهين: “أوضحت لوزير الخارجية غالاغر أنني أدين الظاهرة القبيحة المتمثلة في البصق على المسيحيين وإيذاء أي شخص بسبب دينه أو معتقده”. وأضاف أن “هذه الظاهرة لا تمثل قيم اليهودية والإدانة الواسعة لهذه الظاهرة الدنيئة تؤكد على ذلك”.
وادعى كوهين أن “حرية الدين والعبادة هي قيم أساسية في إسرائيل، وأن مئات الآلاف من السياح المسيحيين الذين يأتون إلى البلاد كل عام لزيارة الأماكن المقدسة مرحب بهم وسيتم استقبالهم بترحيب واحترام كبيرين”؛ وخلال الزيارة، وفقا لـ”واينت”، فإن مسألة زيالة غالاغر طرحت خلال المكالمة.
ولفت المصدر إلى أن وزير خارجية ورئيس أساقفة الفاتيكان، المونسنيور غالاغر، لم يجر أي زيارة رسمية إلى إسرائيل حتى الآن، واقتصرت زياراته على مرافقة الزيارات البابوية إلى البلاد.
وخلال الأيام الماضية، بالتزامن مع فترة الأعياد اليهودية، وثق ناشطون في مدينة القدس، قيام متدينين يهود بالبصق على بوابات كنائس في المدينة؛ كما تم توثيق عمليات بصق مشابهة مؤخرا انتشرت على نحو واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى إدانة هذه الأعمال.
كما تداول ناشطون تصريحات صدرت عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، قال فيها إن “هناك عادة يهودية قديمة، أن تبصق عندما تمر بالقرب من دير أو كاهن، يمكنك أن توافق على ذلك أو لا توافق، ولكن لماذا نحول البصق على المسحيين لمخالفة جنائية”.
وفي منشور على منصة “إكس”، قال الناشط اليميني المتطرف والمستوطن إليشاع يارد، إنه “الوقت المناسب للإشارة إلى أن البصق بالقرب من الكهنة أو الكنائس هو عادة يهودية قديمة” على حد تعبيره.
يذكر أن يارد هو أحد المشتبه بهم في جريمة قتل الشهيد قصي معطان من قرية برقة، في 4 آب/ أغسطس الماضي، وعمل في الماضي كمتحدث باسم عضو الكنيست ليمور سون هار ميلخ، من حزب “عوتسما يهوديت” الفاشي الذي يرأسه بن غفير.
وأضاف: “ربما تحت تأثير الثقافة الغربية نسينا إلى حد ما هي المسيحية، لكنني أعتقد أن ملايين اليهود الذين عانوا في المنفى من الحروب الصليبية، وتعذيب محاكم التفتيش، وتشهير الدم والعنف الجماعي لن ينسوا أبدًا”.
المصدر: عرب 48