مشاورات عربية دولية لـ”احتواء التصعيد وإتاحة الفرصة للتهدئة” في غزة
دعت دول عربية، السبت، إلى وقف التصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وضبط النفس، موجهة دعوات إلى المجتمع الدولي للتحرك، وسط اتصالات مصرية أردنية للدفع نحو التهدئة، فيما أعلنت القاهرة أنها تجري مشاورات مع السعودية والأردن “لتكثيف جهود احتواء التصعيد” فى قطاع غزة.
جاء ذلك في بيانات صادرة عن وزارات الخارجية في كل من مصر السعودية والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين ومصر والأردن والعراق والجزائر والمغرب ولبنان وليبيا واليمن، بجانب بيانات من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والتعاون الإسلامي.
وجاءت تلك المواقف العربية مع اندلاع اشتباكات فلسطينية إسرائيلية غير مسبوقة انطلقت صباح السبت، حين باغت الجناح العسكري لحركة “حماس”، كتائب “عز الدين القسام”، وتزامنا مع إدانات فلسطينية رسمية متواصلة للانتهاكات الإسرائيلية.
مشاورات مصرية سعودية أردنية
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، مساء السبت، أن مصر تجري مشاورات مع السعودية والأردن لتكثيف جهود احتواء التصعيد فى قطاع غزة؛ وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه وجه فريقه بالبقاء على اتصال مع قادة مصر وتركيا وقطر والسعودية على خلفية العملية الفلسطينية في إسرائيل.
وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال اتصالين هاتفيين مع نظيريه السعودي والأردني، على ضرورة “تكاتف الجهود الدولية والإقليمية و توحيد رسائل المجتمع الدولى للمطالبة بوقف العنف وإتاحة الفرصة للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان، إن شكري “تلقى اتصالا هاتفيا مساء السبت، من بلينكن تناول التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”. وركزت محادثات الوزيرين على “ضرورة الدفع بمواقف دولية منسقة لحث الأطراف على تغليب مسار التهدئة، وكذا أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والنأي عن التصعيد الأمني”، وفق البيان المصري.
وشدد شكري على أن “تحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين يتطلب وقف الاقتحامات للمدن الفلسطينية، والنأي عن الأعمال الاستفزازية المتكررة التي تؤجج المشاعر، وتشجيع الطرفين على التهدئة والعودة إلى مسار المفاوضات”.
بايدن يجري مباحثات مع العاهل الأردن
وفي إطار تجنده خلف إسرائيل، بحث الرئيس الأميركي، بايدن، السبت، مع ملك الأردن، عبد الله الثاني، الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بايدن مع الملك عبد الله، وفق ما أعلنه الديوان الملكي الأردني، في بيان.
وذكر البيان أن الاتصال الذي تلقاه الملك عبد الله من بايدن، جرى خلاله بحث “الأوضاع المتدهورة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسبل وقف التصعيد الخطير وحماية المدنيين”. ودعا ملك الأردن إلى “تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في غزة ومحيطها وحماية المنطقة من تبعات دوامة عنف جديدة”، وفق البيان ذاته.
كما أكد “ضرورة إنهاء جميع الممارسات التي تؤجج التوتر، وإيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين”. وحذر العاهل الأردني من أن استمرار التصعيد “سيكون له انعكاسات سلبية على المنطقة”. وشدد على “ضرورة ضبط النفس وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني”.
السعودية ترفض “استهداف المدنيين العزل”
وقالت السعودية، مساء السبت، إن وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، أبلغ نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، بأن السعودية ترفض “استهداف المدنيين العُزّل بأي شكل” وتشدد على “ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من جميع الأطراف”.
وأضافت الوزارة في بيان أن الوزير دعا أيضا إلى “ضرورة تكاتف الجهود لتهدئة الأوضاع وتجنب مزيد من العنف”.
دعوة لوقف فوري للتصعيد
ودعت الخارجية السعودية، إلى “الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس”، مجددة “دعوة المجتمع الدولي لتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين”.
كما دعت الإمارات، في بيان للخارجية إلى “ضرورة وقف التصعيد، والوقف الفوري لإطلاق النار والحفاظ على أرواح المدنيين”، وحثت المجتمع الدولي لدفع جهود تحقيق السلام، مقدمة “خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة”.
تحذير من إشعال “نار حرب جديدة”
من جانبها، دعت قطر في بيان للخارجية، “جميع الأطراف إلى وقف التصعيد، والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس”، وحملت “إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري”، داعية إلى “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها السافرة”.
وقالت سلطنة عمان، في بيان للخارجية، إن هذا التصعيد “نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي اللامشروع للأراضي الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، ويُنذر بتداعيات خطيرة”، داعية الطرفين إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضرورة حماية المدنيين”.
وقالت البحرين، في بيان للخارجية، إن “المملكة تتابع بقلق تطورات الأوضاع في قطاع غزة”، داعية “جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتهدئة والوقف الفوري للتصعيد حفاظا على الأرواح والممتلكات”.
اتصالات دولية وتحذيرات
وحذرت مصر، في بيان للخارجية، من التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، ودعت المجتمع الدولي إلى “حث إسرائيل على وقف الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني”، معلنة إجراء اتصالات دولية لوقف التصعيد.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، “ضرورة وقف التصعيد الخطير في غزة ومحيطها”، محذرة من “الانعكاسات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يهدد بتفجر الأوضاع بشكل أكبر”.
ودعا متحدث الحكومة العراقية، باسم العوادي، في بيان، الجامعة العربية إلى “الانعقاد بصورة عاجلة لبحث تطورات الأوضاع في فلسطين”، مؤكدا “دعم بلاده للموقف الفلسطيني ورفض التصعيد داخل أراضيها”.
وقالت الجزائر في بيان للخارجية، إنها “تتابع بقلق شديد تطورات الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة التي أودت بحياة العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء الذين سقطوا شهداء”، مطالبة “المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني”.
فيما أعرب المغرب في بيان للخارجية، عن “القلق العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة”، وأعرب عن “إدانة استهداف المدنيين من أي جهة كانت”، داعيا إلى العودة للتهدئة.
وقال لبنان، في بيان للخارجية، إنه “يتابع باهتمام بالغ التطورات الميدانية الدائرة على أرض فلسطين”، مؤكدا أنها “تأتي كنتيجة مباشرة لاستمرار احتلال إسرائيل للأراضي ولإمعانها اليومي في الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية”.
واعتبرت موريتانيا، في بيان للخارجية، أن ما يحدث “نتيجة حتمية لما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلية من استفزازات مستمرة وانتهاكات منتظمة لحقوق الشعب الفلسطيني ولحرمة المسجد الأقصى المبارك وتماد في التوسع الاستيطاني”.
وحملت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، في بيان، “سلطات الاحتلال تبعات ردة فعل المقاومة الفلسطينية على الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى وإيذاء الفلسطينيين والاستيطان”.
ودعت الخارجية اليمنية، في بيان، إلى “وضع حد لاستفزازات قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاتها المتكررة على الشعب الفلسطيني ومقدساته”.
مطالبات عربية بوقف التصعيد في غزة
على مستوى المنظمات والهيئات العربية، حمل مجلس التعاون الخليجي، “قوات الاحتلال مسؤولية هذه الأوضاع بسبب استمرار اعتداءاتها الصارخة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة”، داعيا لوقف التصعيد الفوري.
كما دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في بيان للجامعة، إلى “وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري”.
وقالت منظمة التعاون الإسلامي إنها “تتابع بقلق بالغ التطورات الميدانية والتصعيد الإسرائيلي الخطير في الأرض الفلسطينية المحتلة”، معربة عن “إدانة العدوان العسكري الإسرائيلي الذي أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني”.
المصدر: عرب 48