العمال العرب.. ضحايا الكراهية والعداء على خلفية الحرب على غزة
رئيس اللجنة الشعبية في مدينة كفر قاسم، سائد عيسى: “من المهم أن نوّثق كل تحريض على أبناء شعبنا، وكل شخص يتعرض لتحريض عليه أن يقدم شكوى للشرطة ويلاحق المحرضين الذين يعلمون على اصطياد العرب بالقوانين والمحاكم”.
توضيحية (Getty Images)
أثار تصرف عنصر أمن إسرائيلي (في شريط فيديو مصور) ومطالبته بطرد العمال العرب (فلسطينيو الداخل) من ورشات العمل والبناء في مركز البلاد بأمرٍ من بلدية رأس العين (روش هعاين)، وهو يقول “يُسمح للعمال اليهود والأجانب العمل”، غضب المواطنين العرب في البلاد، حيث تم تداول المقطع بشكل كبير جدًا في شبكات التواصل الاجتماعي، وسط تنديدات بتصريحاته العنصرية.
وفي أعقاب، انتشار المقطع والضغط الذي مورس على بلدية رأس العين، تراجع رئيس البلدية عن التصريحات، وادعى أن المفتش (العنصر) تفوه بالتصريحات من تلقاء نفسه دون موافقة البلدية.
جاء ذلك في وقت فُصل فيه عدد من العمال العرب من أماكن عملهم منذ عملية “طوفان الأقصى”، يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، واندلاع الحرب على غزة، وذلك بسبب نشر منشورات تتعاطف مع الضحايا من الأطفال والنساء في قطاع غزة، بالإضافة إلى ذلك تم اعتقال واستدعاء العشرات إلى التحقيقات بسبب منشورات تدعي الشرطة أنها “داعمة للإرهاب”.
وقال رئيس اللجنة الشعبية في مدينة كفر قاسم، سائد عيسى، لـ”عرب 48” إنه “في أعقاب انتشار المقطع المصور الذي يظهر مفتش بلدية رأس العين وهو يطلب من العمال العرب ترك ورشات البناء وإحضار عمال آخرين من اليهود والأجانب، نؤكد أن هذا غير مقبول ومرفوض جملةً وتفصيلا”.
وأضاف أنه “توجهنا إلى الشرطة وقدمنا شكوى ضد هذا المفتش، بالإضافة إلى ذلك توجهنا إلى بلدية رأس العين وكان قد توجه أيضًا رئيس بلدية كفر قاسم لبلدية رأس العين وطالبنا بتفسير للمقطع المصوّر الذي انتشر، الأمر الذي أدى إلى ضغط على رئيس بلدية رأس العين وأجبر البلدية ورئيسها على التراجع عن المقطع من قبل رئيس البلدية”.
وأشار إلى أنه “بعد تراجع رئيس البلدية عن الأقوال التي تفوّه بها المفتش، تُرك هذا المفتش لوحده، ونحن نعرف ونعلم أن المفتش لم يقل مثل هذه الأقوال من تلقاء نفسه، إنما أخذ الأوامر من رئيس البلدية، ولكن بسبب الضغط الذي مارسناه ولأن هذا العمل غير قانوني، تراجع الرئيس عن الأقوال، ونحن سنتابع هذا الموضوع قانونيًا للنفس الأخير”.
وتطرق عيسى إلى ما يحصل في المجتمع العربي من ملاحقات في ظل هذه الأوضاع وحملة الاعتقالات في المجتمع العربي، وقال إنه “نثمن تصرف أبناء شعبنا المسؤول أكثر من وزراء هذه الحكومة ورئيسها الذين لا يتصرفون بمسؤولية، ولن نسمح لهم أن يسحبونا إلى ميدان العنصريين الذين يريدون أن نكون به”.
وعن ضرورة ملاحقة المحرضين على العرب، قال إنه “من المهم أن نوّثق كل تحريض على أبناء شعبنا، وكل شخص يتعرض لتحريض عليه أن يقدم شكوى للشرطة ويلاحق المحرضين الذين يعلمون على اصطياد العرب بالقوانين والمحاكم، إذ أنه حتى بحال لم تكسب قرار المحكمة، لكن هذا يجبر المحرض على تعيين محام للدفاع عنه ومتابعة المحاكم وهذا بحد ذاته كاف، ومن الممكن أن يؤدي إلى ردع هؤلاء”.
وختم رئيس اللجنة الشعبية في كفر قاسم حديثه بالقول إنه “شخصيًا قدمت دعوى بالتشهير قبل عدة سنوات، ضد إيتمار بن غفير، قبل أن يتم تعيينه وزيرًا للأمن القومي، وحتى اللحظة القضية لا تزال مستمرة، وهذا بحد ذاته إنجاز، إذ أنني حتى اللحظة ألاحق هذا الوزير بسبب منشور على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وقال المستشار القانوني في نقابة العمال العرب في مدينة الناصرة، وهبة بدارنة، لـ”عرب 48″ إن “التفوهات التي صدرت من مفتش بلدية رأس العين في المقطع المصور وتعليمات رئيس البلدية في هذا الموضوع ليست شاذة وغير خارجة عن المألوف، لأن الجو العام في البلاد مشحون بالعنصرية والكراهية العمياء ضد الجماهير العربية الفلسطينية في كل مكان”.
وأضاف أن “هذا السيناريو هو إعادة لما كان إبان انتفاضة القدس والأقصى، وكل الوقفات والاحتجاجات التي نظمها الأهل في الداخل مع الأهل في الضفة وغزة، وتصريحات رئيس بلدية رأس العين ليست بعيدة عن (اتحاد أرباب الصناعيين والحرفيين في إسرائيل) الذي كان له موقف مشابه في انتفاضة هبة الكرامة عام 2021، إذ أن عدد من هؤلاء قال إنه يجب شد الأحزمة والطوارئ. والأجواء هذه المرة ارتفعت وتيرتها مئات المرات، وهذه المرة نلاحظ أنه لا يوجد صوت عاقل في هذه الأحداث، والجميع أصبح متطرفًا”.
وأشار إلى أن “ما يحصل هو أنهم يحملون المسؤولية للفلسطينيين في مناطق الـ48 إزاء ما حصل يوم السبت الماضي، وهذا نلاحظه من كبار المسؤولين الإسرائيليين وحتى أصغرهم، لذلك نحن لا نستغرب تصريحات مفتش رئيس بلدية رأس العين، فهو جزء من هؤلاء، وهذه المرة العنصرية والعداء لكل ما هو عربي ممنهج ومنظم بشكل كبير، وكل الشارع الإسرائيلي وما يسمى يسار ويمين ضد كل ما هو عربي، وهذا ما نلاحظه من اعتقالات واستدعاءات لتحقيقات”.
وختم بدارنة حديثه بالقول إن “ما يحصل من المهم توثيقه ومن المهم أن يتقدم العمال بشكاوى ضد المشغلين الذين فصلوا العمال من أماكن العمل بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يعود العمال إلى أماكن عملهم، وأيضًا من المهم أن ننقل ما يحصل إلى منظمات العمال العالمية، لأن ما يحصل في البلاد وتجاه المجتمع العربي خلفيته عنصرية، ونحن نطالب كل العمال أن يتوجهوا لنا خاصة أولئك الذين تم فصلهم من عملهم”.
المصدر: عرب 48