ورق الزيتون
تأخذ القهوة على عجلٍ
تخرج والأرض تهتز!
تنتفض خوفاً تنسكب القهوة
على يدها لا تبالي بحرارتها ولا يهمها
إن اتسخت ثيابها رُغم بياضها
تخرج تبعثر المارة، تبحث عن منديل ربما كان هناك!؟
تقترب من السيارة
أين السائق؟ إنه هناك ما زال يتناول الفطور
وكعادته يشرب الشاي ويشعل سيجارته
وضعت كوب القهوة جانباً.. وقفت تنتظر
قطفت من ورق الشجر ما تمسح به يدها
عادت تريد كوب القهوة
كانت الصدمة !
اختفى الكوب وتلك الشجرة والسيارة
وكل الشارع أصبح حطاماً
تدور في المكان لا شيء كما كان!؟
ذلك العجوز يمشي متوسداً عكازه
وجهه آه من وجهه
إنه هو ذاك السائق الذي كان هنا يأكل!؟
يا إلهي.. ماذا حدث؟ أين المكان؟ أين الجميع؟
وأين ضجيج الأرض والزوار!؟
استيقظت على صوت صفارة الإنذار
وقنابل تهطل من كل مكان وصراخ يخطف الأنفاس
وبيت يهدم وأم ثكلى وطفل يبحث عن لعبة بين أنقاض البيوت، أمه التي كانت هنا ترقص فرحاً عند عودته من المدرسة إلى أين رحلت؟
هل اختفت بين أشجار الزيتون؟
هناك في آخر الشارع ذلك الأب ما زال يحفر خلف سور لم يتبق منه سوى نافذة
لم تعد تلك النافذة ولا صوت هدوء الليل ولا حتى شيء من صوت منى وأنفاس الصغار وجدتي وغزل البنات
شوارع تنزف تحتضن سيارات العدو وفي تلك الزاوية ما زالت أمينة تدافع عن وطن بين الورق حين باع القضية بعض البشر!
أين السلام وفي رحم الوطن يضيع الأمان.
«حياة ضاعت في منتصف الطريق»