Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

مخاطر تهدد أسواق الطاقة في ظلّ الحرب على غزة؟

“الحرب تهدّد بشكل خطير سوق الغاز الطبيعي الإقليمي ويمكن أن يكون لها تأثير على إمدادات الغاز الطبيعي المسال”.

قد يؤدي تصعيد الحرب على غزة إلى مزيد من الضغوط على إمدادات النفط والغاز العالمية، التي تعطّلت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، حسبما أفاد خبراء في تقرير لوكالة “أ ف ب”، السبت.

تابعوا قناة موقع “عرب 48” عبر منصة “تلغرام” للأخبار أولا بأول

يُستهل التقرير بالإشارة إلى أنه “في الوقت الراهن، ارتفعت أسعار الذهب الأسود بشكل طفيف نسبيًا كنتيجة للنزاع الذي اندلع بسبب الهجوم الدامي الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وارتفع خام المؤشر الأوروبي برنت نحو 10 في المئة، ونظيره الأميركي نحو 9 في المئة. وتبلغ الأسعار نحو 90 دولارًا للبرميل، وهي لا تزال بعيدة عن مستوياتها التاريخية”.

وينقل التقرير عن المحلل في بنك يونيكريديت إدواردو كامبانيلا، إشارته إلى أن “إسرائيل ليست منتِجًا للنفط، ولا توجد بنية تحتية دولية كبرى للنفط بالقرب من قطاع غزة”.

ومع ذلك، يبقى المستثمرون في حالة ترقّب، “لإدراكهم المخاطر الكامنة في الشرق الأوسط بالنسبة للإمدادات العالمية”، حسبما ما يؤكّد ستيفن إينيس المحلّل في “اس بي آي اي ام”.

ويتمثّل أحد المخاطر الرئيسية بالنسبة لسوق الطاقة في التدخّل المباشر لإيران، “الداعمة لحركة حماس والتي تعدّ عدوًا لدودًا لإسرائيل”، يقول التقرير، ويتابع: “شهدت إيران العضو في مجموعة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) تضرّر إنتاجها وصادراتها بسبب سنوات من العقوبات الدولية. لكن خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، زاد إنتاجها ويُشتبها في قيامها بتهريب النفط إلى السوق”.

هيلج اندريه مارتينسن المحلّل في “دي ان بي” يقول لوكالة فرانس برس، إنّ تدفّق الذهب الأسود أثبت أنّه حاسم في احتواء الأسعار في سياق ارتفاع الطلب ونقص العرض، معتبرًا ان هذا هو السبب وراء “غضّ الطرف من قبل إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن”.

من جهته، يشير إدواردو كامبانيلا إلى أنه حتّى لو بقيت طهران بعيدة عن النزاع، فإنّ “الغرب قد يقرّر تشديد العقوبات عليها أو ببساطة تطبيق العقوبات الحالية بشكل أكثر فعالية”.

ويمكن أن تردّ طهران عن طريق إغلاق مضيق هرمز الذي يعدّ منطقة عبور النفط الأكثر أهمية في العالم، حيث يبلغ التدفّق اليومي للنفط أكثر من 17 مليون برميل، وفقًا لشركة سيب للأبحاث، أو 30 في المئة من إجمالي النفط الذي يتمّ نقله بحرًا.

وأوضح كامبانيلا أنّ “المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فقط لديهما خطوط أنابيب لشحن النفط الخام خارج الخليج، من دون المرور عبر مضيق هرمز”.

ويتمثّل السيناريو الأسوأ، الذي يعدّ غير محتمل ولكنّه ليس مستحيلاً وفقًا للمحلّلين، في أنّه في حالة تشديد العقوبات، فإنّ إيران ستنتقم بمهاجمة منشآت النفط السعودية، أحد المنتجين والمصدّرين الرئيسيين في العالم، حسبما أشار كامبانيلا.

يُذكر أنه في أيلول/سبتمبر، استهدفت هجمات البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية وكانت كافية لخفض إنتاج البلاد إلى النصف مؤقتًا ليقفز سعر خام برنت بنسبة 20 في المئة تقريبًا في يوم واحد. وقد أعلن المتمردون الحوثيون اليمنيون المدعومون من طهران مسؤوليّتهم عن هذه الهجمات.

ويشير الخبراء إلى الصدمات النفطية السابقة، الأولى قبل خمسين عامًا في أعقاب الحظر الذي فرضته منظمة أوبك على حلفاء إسرائيل في خضم حرب يوم الغفران، ثم الصدمة الثانية في العام 1979، في أعقاب الثورة الإيرانية. فقد قفزت أسعار النفط الخام في غضون بضعة أشهر، ممّا أدى إلى إضعاف الاقتصادات المتقدمة.

للغاز عواقب أسرع مقارنةً مع النفط

في ما يتعلق بالغاز، تبدو العواقب أسرع. ففي منتصف تشرين الأول/أكتوبر ارتفع سعر الغاز عبر منصة تداول عقود الغاز الهولندية (تي تي إف)، وهي المؤشر الأوروبي للغاز الطبيعي، بمقدار الثلث مقارنة بما كان عليه قبل الهجوم في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

بالنسبة لستيفن إينيس، فإنّ الحرب “تهدّد بشكل خطير سوق الغاز الطبيعي الإقليمي ويمكن أن يكون لها تأثير على إمدادات الغاز الطبيعي المسال”.

بدوره، يقول جيوفاني ستونوفو من “يو بي اس”، إنّه “على الرغم من أنّ المخزونات الأوروبية ممتلئة تقريبًا، إلّا أنّها ليست كافية لتجاوز فصل الشتاء إذا توقفت جميع الواردات”.

في هذه الأثناء، أوقفت شركة شيفرون الأميركية العملاقة أنشطتها في منصة تمار قبالة الساحل الإسرائيلي، بناء على تعليمات من سلطات البلاد. ويمثل هذا الحقل “حوالى 1,5 في المئة من إمدادات الغاز الطبيعي المُسال في العالم”، وفقًا لإينيس، كما يزوّد السوق الداخلية بشكل أساسي، ثمّ مصر والأردن.

وستكون العواقب أكثر إثارة للقلق في حال تمّ إغلاق حقل ليفياثان أكبر حقل للغاز في إسرائيل، حسبما يقول المحلّلون الذين يشيرون إلى ارتفاع الأسعار في بداية الحرب في أوكرانيا، إلى 345 يورو لكلّ ميغاوات/ساعة، و”هو رقم قياسي”، يقول تقرير وكالة “أ ف ب”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *