أبو مرزوق: وفد من قيادة حماس يزور القاهرة خلال أيام
كشف عضو المكتب السياسى لحركة حماس موسى أبو مرزوق، مساء اليوم الأحد، عن زيارة مرتقبة لوفد الحركة إلى القاهرة حين تصل المشاورات إلى مستويات متقدمة، متوقعًا أن تكون في الأيام المقبلة.
وأوضح أبو مرزوق، في حوار مع “اليوم السابع”، أن الجانب المصرى رحب بزيارة قيادة الحركة إلى مصر وأن يكون هنالك وفد دائم للحركة فى القاهرة لإجراء المشاورات والمباحثات حول مختلف القضايا.
وأكد أن حركته تنظر بإيجابية لموقف الدولة المصرية إزاء رفضها لسيناريو التهجير، وهذا موقف مقدّر، ويخدم الشعب الفلسطينى، ويمنع حدوث نكبة جديدة.
وفيما يلي نص حوار أبو مرزوق كاملا مع اليوم السابع:
قبل قليل تحركات عناصر جيش الاحتلال بريا باتجاه شمال وشرق غزة .. ما تقييمكم لهذه العمليات ؟ وهل الاحتلال قادر على تدمير بنية القسام كما أعلن؟
العدو الإسرائيلى حشد قوّاته، وقد استدعى أكثر من 350 ألف جندى، وسيناريو الهجوم البرّى ممكن، رغم التردد والارتباك الواضح لدى العدو، فالفرقة العسكرية المخصصة للقتال فى قطاع غزة جرى تحييدها وأصبح جنودها بين أربعة حالات، إما قتيل أو أسير أو جريح أو هارب، وفى حال شنّ الاحتلال الإسرائيلى هجومًا بريًا، فهذا المصير الذى سيواجه الجنود أيضًا.
والجيش الإسرائيلى لن يستطيع تدمير بنية القسام، وإنما القسام قادر على الحاق هزيمة أخرى به بإذن الله، وهذه المقاومة هى فى رعاية الله وفى حفظه، وسينصرها الله.
المقاومة عمرها بعمر الكيان الصهيونى ولن نتوقف والعلاقات مع هذا الكيان والاتفاقيات هى التى أمدت فى عمره، ألم نشاهد كيف أن كتائب القسام ببضع مئات كسرت هيبة الجيش الأقوى فى المنطقة؟
كيف هو المشهد قبل وبعد 7 أكتوبر الجارى بعد عملية طوفان الأقصى ؟
كسر العدو الإسرائيلى الخطوط الحمر قبل 7 أكتوبر، واقتحم المسجد الأقصى، وداسه بالأحذية حتى وصلوا إلى المنبر الشريف، وأدخلوا فى باحات المسجد الأقصى الآلاف من حثالة البشرية، ويعملون ليل نهار لأجل تهويد المسجد وهدمه لبناء الهيكل المزعوم، واستمر العدو بقتل شعبنا وارتكاب الجرائم ورفض الافراج عن آلاف الأسرى الفلسطينى، وتشديد لحصار شعبنا فى قطاع غزة لأكثر من 17 سنة، واستمر الاحتلال بالسيطرة على الضفة الغربية ويقول نتنياهو أن على الفلسطينيين أن ينسوا أن هناك ستكون دولة فلسطينية. ولهذا كان يجب أن ننتفض لكرامتنا، وأن ننتقم ممن يشتم نبينا الكريم، وهل يعقل أن نسمع شتم نبينا صلى الله عليه وسلم من قبل هذه الحثالة البشرية ونصمت؟ نعوذ بالله من الصمت، ولهذا قمنا بهجوم الكرامة، وبإذن الله ما بعد عملية 7 أكتوبر لن يكون كما قبلها. وانتصار حماس له ما بعده على مستوى تمثيل الشعب الفلسطينى، وخياراته المستقبلية وعلى المستوى الإقليمى والدولى وعلى كل دول المنطقة أن تعيد حساباتها ولكن بعد الانتصار الثانى القادم بإذن الله.
ما هى أبرز الاحتياجات التى يريدها الأشقاء داخل غزة فى هذه الفترة؟
الشعب المصرى الشقيق هو ظهير شعبنا فى قطاع غزة، ويجب أن يكون له دور محورى يُخلّده التاريخ فى هذه المعركة البطولية، وهذه هى المكانة الطبيعية للشعب المصري.
وبالنسبة لنا فإن احباط سيناريو تهجير شعبنا نحو سيناء هو مطلب مهم، والدولة المصرية لديها موقف رافض، وهذا أمر جيّد.
وإنا شعبنا يأمل من الشعب المصرى الشقيق أن يكسر عنه الحصار وامداده بالماء والدواء وطرق مفتوحة لإدخال المساعدات الإنسانية لهم، فالأوضاع الإنسانية أصبحت كارثيّة، وهذه مهمة كبيرة الرئيس عبد الفتاح السيسى قادر على احداث التغيير المطلوب. وتستطيع مصر بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تدخل عربات الإسعاف لنقل الجرحى وتقديم المساعدات الإنسانية لأهلنا فى غزة، والمقاومة فى غزة هى خط الدفاع الاستراتيجى عن الأمن القومى المصري.
ما آخر التطورات بخصوص مفاوضات الإفراج عن الأسرى الأجانب لدى القسام؟
الكرة فى ملعب العدو الإسرائيلى، فنحن نريد أن نفرج عن جميع الأسرى الفلسطينيين لدى العدو الإسرائيلى، وفى الوقت الذى يمتلك فيه العدو لإرادة الافراج عن أبطالنا فى السجون سنكون أمام صفقة تبادل مشرفة، وحتى هذه اللحظة يوجد جهود لإطلاق سراح مدنيين لكنا لم تتكلل بالنجاح بعد بسبب تعنّت العدو الإسرائيلى، وعدم وجود بيئة ميدانية تساهم فى الافراج عنهم، وأريد أن أنبه هنا لمسألة جوهرية أن معالجة السبب المباشر لما حدث أفضل من معالجة آثاره، ونحن لا نريد إلا الحرية لشعبنا وأسرانا، ونحن نريد دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس ويرحل عنا الاحتلال وينتهى الحصار وحرية أسرانا الأبطال.
هل الاتصالات لوقف إطلاق النار مستمرة ؟ وما هو طبيعة التنسيق بينكم وبين مصر والملفات التى تتشاورون فيها؟
لا تزال الولايات المتحدة تكبح جهود وقف اطلاق النار، ولا تزال الاتصالات أقل من المستوى الفاعل الذى يوقف العدوان الإسرائيلى، وهنالك عدة أطراف سواء على المستوى الدولى أو الإقليمى لأجل إنهاء العدوان، ونحن على اتصال مع الإخوة فى مصر بشكل يومى فيما يتعلق بعديد من الملفات ذات العلاقة بهذه المعركة. وأعتقد أن دور مصر الإقليمى والدولى يدفعها لأخذ دورها الرائد والمساند للمقاومة.
ما صحة ما تردد أن هناك زيارة مرتقبة لوفد حركة حماس بقيادة السيد إسماعيل هنية إلى مصر؟
رحّب الإخوة فى مصر بزيارة قيادة الحركة إلى مصر وأن يكون هنالك وفد دائم للحركة فى القاهرة لإجراء المشاورات والمباحثات حول مختلف القضايا، وبإذن الله سيزور وفد الحركة مصر حين تصل المشاورات إلى مستويات متقدمة، وهذا متوقع فى الأيام المقبلة.
كيف ترى الفصائل الفلسطينية وتحديدا فى حماس موقف الدولة المصرية فى ظل العدوان الحالى؟
نحن ننظر بإيجابية لموقف الدولة المصرية إزاء رفضها لسيناريو التهجير، وهذا موقف مقدّر، ويخدم الشعب الفلسطينى، ويمنع حدوث نكبة جديدة، ورغم ذلك يؤلمنا وصم المقاومة بالإرهاب، فالمقاومة لم تكن يومًا إرهاب، وإنما سلوك طبيعى لرد الاحتلال الإسرائيلى، وهذا ما قامت به مصر من قبل لأجل طرد الاحتلال.
الأمر الآخر نحن نحتاج لمساعدة مصر العاجلة للجرحى وتقديم المساعدات لمليونى انسان قطع عنهم الماء والغذاء والكهرباء والدواء وعدوان إسرائيل مستمر منذ 23 يوم وشعبنا صامد صابر مقاوم وينشد الانتصار.
ما تعليقكم على قرار الجمعية العامة الأخير بالدعوة لوقف إطلاق النار؟
أصبحت الأمم المتحدة أشبه بالديوان السياسى الذى يتبادل فيه الأطراف آراءهم حول قضايا محددة دون أن ينتج عنها شيء عملى ملموس، وهذا القرار بمثابة توصية، ورغم أنه جيّد إلا أنه لا انعكاس له على الأرض، ووقف اطلاق النار بحاجة إلى موقف عربى دولى حازم لا إلى قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتستطيع مصر أن تجمع تكتلا يضم العرب والمسلمين والصين وروسيا وجنوب افريقيا وعدد كبير من الدول وتفرض وقف اطلاق النار واحترام قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ما تفسيرك للدعم الأمريكى الأعمى لجيش الاحتلال بمقاتلين وأسلحة وغيره؟
الضربة التى تلقاها الجيش الإسرائيلى كبيرة، وهى بمثابة هزيمة وجودية أشعر الراعى الأول للاحتلال وهى الولايات المتحدة الأمريكية بوجود خطر وجودى على هذا الكيان، الذى لو لم يكن لكانت أمريكا أمام ضرورة إنشاء عشرة قواعد عسكرية فى منطقتنا، ولهذا هى تنتفض لأجل منع انهيار الكيان الصهيونى، وهذا يؤكد أنه كيان هش دخيل، وبقدر الدعم الأمريكى لإسرائيل بالقدر الذى آلمت به المقاومة جيش هذا الكيان.
هل تتوقع أن تنخرط جبهة لبنان بشكل أوسع حال توغل الاحتلال بريا؟
قدّم حزب الله 40 مقاتل منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وهم يقومون باستهدافات مركّزة لمواقع الجيش الإسرائيلى فى شمال فلسطين، ولهذا أثر مهم فى تشتيت موارد الجيش البشرية والماديّة، ويعقد حسابات الحرب البرية فى قطاع غزة، والمعركة تتسع للجميع، وبلاشك فإن مزيد من الانخراط سيؤدى إلى مزيد من الخسائر لدى العدو الذى يمر بمرحلة وهن استراتيجي.
نحن فى الحركة لسنا فى موقع تقييم أعمال الآخرين ومواقفهم، ولكن دفع الجميع نحو مزيد من الفعالية والمساعدة وكل الأطراف تقدر الكيفية والمستوى والآلية التى تشارك فيها معركة الشرف.
الجميع يتساءل ما هو سبب إطلاق القسام لمعركة طوفان الأقصى؟ وما هو هدفكم؟
لا حاجة إلى كثير من التساؤل، فطالما هنالك احتلال هنالك مقاومة، وطالما لم ننل حريتنا سنسعى بكل قوة لنيل حريّتنا، وسنقاوم حتى التحرير والعودة بإذن الله، وقبل عملية 7 أكتوبر المجيدة، عمل العدو الإسرائيلى ليل نهار على تهويد المسجد الأقصى ليبنى على أنقاضه الهيكل، فهل ظن العدو بأننا بلا كرامة حتى نرى المسجد الأقصى يُهدم أمام أعيننا دون أن نحميه بأرواحنا؟ لا والله لا نسمح بأن يسجل التاريخ أن المسجد الأقصى هُدم فى عهدنا، فنحن سدنة المسجد وحُماته، وفى المقابل هنالك آلاف الأسرى فى سجون العدو وبعضهم جاوز الأربعين عامًا فى السجون، والاستيطان تفشى فى الضفة الغربية، وعمليات القتل لأهلنا فى الضفة لا تنقطع، وحصار قطاع غزة مستمر منذ 17 عامًا فهل نصمت؟ حتمًا سنقاتل، وحتمًا سننتصر بإذن الله، والاحتلال للأرض الفلسطينية قبل تأسيس حركة حماس عام 1987م، والجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا لم تنقطع يومًا، بل هى مستمرة منذ ما قبل قيام الكيان الإسرائيلى، وحماس هى امتداد لمقاومة الشعب الفلسطينى التى بدأت أواخر القرن التاسع عشر، والمقاومة هى السلوك الطبيعى لأى شعب وقع تحت احتلال، ولا نصر دون مقاومة، والنصر حليفنا بإذن الله، أما هدفنا فهو الحرية، لا نريد شيئًا سوى الحريّة والعودة إلى بلادنا.
الحرية معناها إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وتحرير الأسرى من سجون الاحتلال وهذه الطريقة الوحيدة القادرة على انجاز هذا الهدف بعد فشل المسار السياسي.
ما ردكم على مزاعم الاحتلال والاعلام الغربى بأن إيران هى المخطط لمعركة طوفان الأقصى وهى التى دربت عناصر القسام قبل المعركة بأسابيع؟
هذه ادعاءات غير صحيحة، والايرانيون نفوا أن يكون لهم علم بهذه العملية، وهى مزاعم غربية لا أصل لها، وبكل الأحوال طوال السنوات الماضية قدّمت لنا ايران دعمًا عسكريًا وتقنيًا وماليًا لا يخفى على أحد، ويعلم ذلك القريب والبعيد، ونحن ندعو الشعوب والدول العربية والإسلامية لتقديم مزيد من الدعم، فهذه معركة الجميع، والقدس هى للجميع وليست للفلسطينيين وحدهم.
والجميع يعلم أننا فى غزة محاصرون ولا يدخل شيء إلى قطاع غزة لا يريده الاحتلال، ونحن صنعنا سلاحنا وقذائفنا والأهم أننا أعددنا رجالًا يحبون الموت كما يحب أعدائنا الحياة.
إسرائيل تحشد وتقول أنها حرب دينية مقدسة.. بماذا تردون على ذلك؟
نحن بالنسبة لنا نرد عليهم ونقاتل فى هذه المعركة المباركة، ونقاتل ونحن نتلمس رعاية الله وتوفيقه، وبالتالى سواء اعتبروها حربًا دينية أو غير ذلك سنقاتل حتى ننتصر، والسؤال لا يجب أن يوجه لنا، وإنما لمليارى مسلم عن دورهم فى هذه الحرب، وكيف سيجيبون الله يوم القيامة أن سألهم عن دورهم فى هذه الحرب؟ يجب أن يعد الجميع إجابة على هذا السؤال فهذه معركة أمة وليست معركة غزة وحدة.
كنتم فى زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو.. ما هو هدف الزيارة؟ وما هى الملفات التى تم مناقشتها هناك؟
نحن نرتبط بعلاقات جيّدة مع الأصدقاء فى موسكو، وتتمتع موسكو بمكانة دولية مهمة، وموقفها رافض للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة منذ البداية، وتقوم الدبلوماسية الروسية بدور نشط فى وقف العدوان الإسرائيلى، ونرى أنها طرف قادر على لعب دور سياسى سواء أثناء هذه المعركة أو بعدها، ونحن نرى أن دورها مهم فى تقليل أثر الدور الأمريكى المنحاز مع الاحتلال حد التماهى، وفى زيارتنا لموسكو جرى نقاش وتبادل للآراء حول التطورات الجارية.
وبلا شك شكرنا الرئيس بوتين على موقفه الداعم للحركة وحماية الحركة فى مجلس الأمن من المشاريع الأمريكية لمجلس الأمن والتى تدين الحركة وتعتبرها حركة إرهابية كما أيضًا تعهد بتقديم المساعدات الاغاثية لشعبنا فى غزة
هل ترى أن المنطقة مقبلة على حرب إقليمية مع تصاعد حدة المقاومة فى غزة وانخراط الاخوة فى لبنان والعراق وسوريا باستهداف قواعد وقوات أمريكية؟
فى كل يوم نُصبح أكثر قربًا من حرب تنخرط فيها أطراف اقليمية، والاقليم على صفيح ساخن، والطوفان لازال يتشكل، ولهذا يبقى هذا السيناريو مطروحًا، ويُترك التقدير لكل طرف عن مستوى وطبيعة انخراطه، ونحن نُحب أن نرى جميع هذه الأمة منخرطة فى قتال عدوها.
هل ترى أن معركة طوفان الأقصى يمكن أن تجبر الاحتلال على الاعتراف مستقبلا بحقوق الشعب الفلسطينى بعد سياسات اليمين المتطرف الرافضة للاعتبار بأى حق للفلسطينيين؟
نحن نؤمن بأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة واحدة وهى لغة القوة، وهى اللغة التى دفعته للانسحاب من غزة عام 2005، وقبلها من لبنان كذلك، ومن قبل من مصر، ولهذا نحن نؤمن بأن ما لا يأتى بالقوة يأتى بمزيد من القوة، وهذا طبع بنى إسرائيل فهم لا يستجيبون إلا فى ظلال القوة، ألم يقل رب العالمين فى حقهم ” وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أنه وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” فهم حتى الايمان أخذوه تحت التهديد بالجبل فوق رؤوسهم كأنهم غمامة فوق رؤوسهم.