ترقب وقلق بسبب الحرب ولا حديث عن إخلاء القرية وإجلاء السكان
دكور: “نحو 40% من البيوت لا تتوفر فيها غرف آمنة أو ملاجئ، هؤلاء وفقا للتعليمات توّفر لهم الملاجئ العمومية، وهي غير كافية طبعا، ولكنها تغطي جزءا كبيرا من الاحتياجات. لا زلنا بحاجة لمزيد من الملاجئ”.
أزقة فارغة في قرية فسوطة
يمرُ سكان قرية فسوطة في منطقة الجليل الأعلى الغربي، شمالي البلاد، بمحاذاة الحدود مع لبنان بحالة من الترقب والقلق الشديدين على وقع التصعيد الحاصل في الأوضاع الأمنية والخشية من اتساع دائرة الحرب في منطقة الشمال مع “حزب الله” اللبناني، علما أن المنطقة تشهد قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حزب الله وفصائل فلسطينية، مما يزيد من الخوف بين المواطنين في القرية وخصوصا المسنين والأطفال.
عن الأوضاع الأمنية في المنطقة الحدودية، وأحوال الأهالي في القرية العربية التي تعد نحو 3500 نسمة، قال نائب رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس مجلس فسوطة المحلي، إدغار دكور، لـ”عرب 48” إن “فسوطة تعيش أجواء وظروفا ليست سهلة في الأوقات الحالية، نشعر وكأننا في خط مواجهة، ولكننا حتى اليوم نتواجد في فسوطة ولا يوجد أمر بإخلاء القرية وإجلاء السكان”.
“عرب 48”: ولكنكم قريبون جدا من الحدود ويشملكم القرار الحكومي لإخلاء القرية وإجلاء سكان المنطقة الحدودية الشمالية؟
دكور: نعم، القرار الحكومي خوّل وزير الأمن إصدار أوامر إجلاء السكان عن ديارهم حتى 5 كم من المنطقة الحدودية، وتم إخلاء حوالي 40 بلدة من الشمال بما فيها كريات شمونة، وبقيت 8 بلدات بينها فسوطة تبعد عن الحدود الشمالية 3.5 كم، وكذلك حرفيش.
“عرب 48”: هل هناك نية لإجلاء السكان عن القرية؟
دكور: أجرينا خلال الفترة الماضية استبيانا بين الناس، وهناك من أعرب عن رغبته الخروج من القرية، وذلك على ضوء الأوضاع الراهنة، إذ أنه عندما يندلع اشتباك نسمع كل الانفجارات، ونحن قريبون من مناطق الاشتباك في المنطقة الشمالية، وهناك عدة عائلات قد تترك القرية لو مُنحت الفرصة لذلك.
“عرب 48”: ولغاية الآن لم يتوجه لكم أحد لإخلاء القرية وإجلاء السكان؟
دكور: لغاية الآن، توجهوا إلينا بطلب فحص من يريد الخروج من بلده، ووفقا للقرار الحكومي فإن وزير الأمن هو من يقرر إخلاء بلدة، وهو لم يفعل حتى الآن فيما يتعلق بفسوطة، ونحن بدورنا نتوجه بالسؤال للوزارات المعنية ولغاية اليوم لم نتلق أية جواب، والناس تعيش بعدم يقين هنا في فسوطة، نحن نشعر بالقصف في جنوب لبنان وأصوات الانفجارات مسموعة بكل بيت.
“عرب 48”: ماذا عن الأمن والأمان للمواطنين، هل تتوفر لديكم ملاجئ عامة وغرف آمنة؟
دكور: نعم، لدينا 8 ملاجئ، بما يشمل أيضا الملاجئ في المدرسة.
“عرب 48”: هل هذه الملاجئ كافية لجميع سكان فسوطة؟
دكور: فسوطة بلدة يعيش فيها نحو 3500 نسمة، والملاجئ تغطي نسبة كبيرة من احتياجات السكان.
“عرب 48”: ماذا عن أوضاع بيوت السكان هل تتوفر فيها ملاجئ خصوصية؟
دكور: نحو 40% من البيوت لا تتوفر فيها غرف آمنة أو ملاجئ، هؤلاء وفقا للتعليمات توّفر لهم الملاجئ العمومية، وهي غير كافية طبعا، ولكنها تغطي جزءا كبيرا من الاحتياجات، لا زلنا بحاجة إلى مزيد من الملاجئ لتغطية الاحتياجات، ولكن ما بين أولئك الذين يبقون في بيوتهم في الغرف الآمنة وبين أولئك الذين يحتمون بالملاجئ العمومية نستطيع تغطية الاحتياجات لكل الأهالي، ونحن بدورنا نُعدُّ هذه الملاجئ بشكل دائم لاستقبال الناس.
“عرب 48”: فسوطة وعرب العرامشة وحرفيش هي القرى العربية التي قد يطالها الإخلاء؟
دكور: في عرب العرامشة كان هناك قرار وتم إخلاء البلدة، في حرفيش لا زال السكان في البلدة تماما مثل فسوطة، ولكن لغاية الآن نحن القريتين العربيتين في منطقة الإخلاء.
“عرب 48”: هل هناك تنسيق مع الجهات المختلفة بما فيها اللجنة القُطرية؟
دكور: نحن ننسق بشكل دائم مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، والتي لا تنقصها أزمات وعقبات، ولكن فيما يتعلق بقضية الإخلاء نحن نتواصل مع الوزارات المختلفة بصورة مباشرة.
المصدر: عرب 48