“نقطة في بحر” و”مجرد جزء صغير” من الكمية المطلوبة في ظل المجازر والأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة؛ الهلال الأحمر يعلن دخول 59 شاحنة تحمل مساعدات دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح.
أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مساء الثلاثاء، أنها تسلمت 59 شاحنة تحمل مساعدات دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح، ما يرفع إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع منذ أسبوع إلى 217.
وأضافت الجمعية في بيان، “استلمت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم (الثلاثاء) 59 شاحنة محملة بالمساعدات عبر معبر رفح”.
وأضافت: “تم تسليم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أربع شاحنات مرسلة لها، و55 شاحنة مرسلة من الهلال الأحمر المصري إلى الهلال الأحمر الفلسطيني”.
وقالت الجمعية إن الشاحنات تحتوي غذاء وماء ومساعدات إغاثية وأدوية ومستلزمات طبية.
وأشارت إلى أن إجمالي “عدد الشاحنات المستلمة حتى اللحظة وصل إلى 217 شاحنة، فيما لم يتم السماح بإدخال الوقود”.
وقال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن 66 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت غزة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وإن من المتوقع السماح لعشرات الشاحنات الأخرى بالدخول.
وبحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، فإن الرئيس جو بايدن أجرى اتصالا مع عاهل الأردن، الملك عبد الله، لبحث الأوضاع في غزة.
وقال كيربي إن مستوى المساعدات التي يتم تسليمها بالشاحنات حتى الآن هو “مجرد جزء صغير” من الكمية المطلوبة في غزة. وأضاف أن المسؤولين يرغبون في أن يصل عدد هذه الشاحنات إلى 100 يوميا.
وأشار كيربي إلى أن الهدنة الإنسانية ربما تكون ذات قيمة لكن ينبغي أن تحظى مثل هذه الهدنة “بدعم موثوق من الجانبين”.
وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع على اندلاع الحرب، تتواصل الدعوات للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل “حصارا مطبقا” وتقطع عنه الماء والكهرباء والإمدادات الغذائية والوقود. ويبقى معبر رفح مع مصر، الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، مقفلا. وقد مرت عبره شحنات محدودة من المساعدات.
وتتدفق شاحنات المساعدات إلى غزة من مصر منذ الأسبوع الماضي عبر رفح، المعبر الرئيسي الذي لا يقع على الحدود مع إسرائيل، وذلك بوتيرة منخفضة تشكل “نقطة في بحر” بحسب الأمم المتحدة التي عبرت عن استيائها من آلية تفتيش الشاحنات التي تستغرق وقتا كبيرا من قبل الجانب الإسرائيلي.
بدوره، حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، من أنّ الترتيب الراهن لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح “محكوم عليه بالفشل”، مدينًا فرض إسرائيل “عقابًا جماعيًا” على سكان القطاع في حربها ضدّ حركة حماس.
وقال: “لنكن واضحين: العدد القليل لقوافل المساعدة التي سمح لها الدخول عبر رفح لا يقارن بحاجات أكثر من مليوني شخص عالقين في غزة”، محذرا من أن “الترتيب الراهن… محكوم عليه بالفشل ما لم تتوافر إرادة سياسية لجعل تدفق المساعدات جادّاً ومتلائماً مع الاحتياجات الانسانية غير المسبوقة”.
وكانت غزة تتلقى نحو 500 شاحنة من المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات يوميا قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بما في ذلك 45 شاحنة وقود لتشغيل سيارات القطاع ومحطات تحلية المياه والمخابز، وفق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
لكن منذ 7 أكتوبر يتواصل إغلاق المعابر والحصار المشدد الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط غارات جوية مكثفة على الأحياء السكنية بغزة خلفت دمارا هائلا وآلاف القتلى والجرحى.
المصدر: عرب 48
